هايدى زكى
تنتظر العائلة الإجازة الصيفية بعد رحلة دراسية وعملية وطقوس يومية على مدار العام لتنال قسطا من الراحة بعد معاناة بين دروس خصوصية ومذاكرات منزلية، ولينطلق الأبناء يمارسون ما يفضلونه من هوايات ومغامرات يستكشفون خلالها الجديد ويتخلصون فيها من الروتين اليومى وسط تجمع عائلى ممتع يستعيدون فيه الدفء ويقون الروابط الأسرية، فكيف نستغل الإجازة الصيفية فى تجميع أفراد العائلة والاستمتاع معهم والانطلاق والبحث عن كل ما هو ممتع وشيق ومفيد للأسرة؟
البداية مع سارة خليل، ربة منزل وأم لثلاثة أولاد وتقول: الصيف فصل مختلف ومتميز يجمع العائلة كلها ويزيد فيه التواصل وتقوى فيه العلاقات الأسرية، فالطقس يكون جميلا ويساعد على وضع خطط للترفيه، وهذا أمر طبيعى، فبعد عام دراسى طويل يحتاج أفراد الأسرة إلى وقت من الراحة يتخلصون فيه من الالتزام بمواعيد الاستيقاظ والنوم، لذا أحاول أنا وزوجى التخطيط للإجازة مسبقا ونبحث عن أماكن مناسبة ماديا نقضى فيها مع أفراد عائلتنا وقتا مميزا وممتعا.
وتحاول همت الحسينى، موظفة فى الإجازة الصيفية الاهتمام بالتجمعات العائلية وعدم ترك مناسبة عائلية، حيث تهتم بحضور جميع المناسبات والأفراح وأعياد الميلاد وتعتبرها فرصة لعودة لمة العائلة مرة أخرى، لأن وقت الدراسة لا تستطيع خلاله حضور أى مناسبات عائلية بسبب مذاكرة الأبناء ودراستهم.
أما عبد الرحمن الزينى، موظف فيحرص على تنظيم فترة الإجازة بين العمل وقضاء أجمل الأوقات مع أبنائه وزوجته، حيث يختار وزوجته فترة تتفق مع مواعيد عملهم وإجازة أبنائهم للسفر إلى إحدى المدن الساحلية يستعيدون خلالها الدفء الأسرى والتقارب بينهم.
ويقول مصطفى عبد الرحيم، مهندس كهرباء: نظرا لظروف عملى لا أستطيع السفر، لذلك أحاول تعويض ذلك بمحاولة تجميع عائلتى على الغداء وتناول الطعام سويا كمحاولة لتعويضهم عن انشغالى، حيث نتبادل الأحاديث ونناقش المشكلات، كما نتنزه فى الأماكن والحدائق العامة ونشترى المتطلبات المنزلية والشخصية وهذه فرصة للتجمع ومعرفة احتياجات كل من أفراد العائلة ومشاركتهم فى الاختيار.
التخطيط والتنظيم الجيد
تقول وفاء الشاطر، خبيرة التنمية البشرية: يجب التخطيط بشكل جيد للإجازة الصيفية بحيث تشبع رغبة كل أفراد الأسرة، ويتم ذلك من خلال الحوار والمناقشة مع كل أفراد العائلة وتبادل الآراء وطرح الأفكار ومناقشتها والوصول إلى أفضل الحلول والاقتراحات، بحيث يكون كل أفراد العائلة على اتفاق، كما يجب أن تشبع الأفكار المطروحة كل رغبات الأبناء والأمهات والآباء وتوفر لهم ما يحتاجون إليه حتى نستغل الوقت لتجميع كل أفراد الأسرة فى مكان ووقت واحد، لكن إذا لم تستغل الإجازة الصيفية بشكل جيد فى تجميع العائلة فقدت أهميتها، فالإجازة هدفها الاستمتاع مع العائلة وليس مع الأصدقاء فقط، فهناك من يهتم بالأصدقاء ويستمتع بشكل فردى ويغفل عن حاجة الآخرين له، فى حين أنها الوقت الأمثل لتجمع العائلة وتبادل الحديث ومناقشة المشاكل والتعرف أكثر على أفراد الأسرة الواحدة ورغباتهم واهتماماتهم وهذا من شأنه توطيد العلاقة بينهم.
وتتابع: عدم التخطيط الجيد لقضاء الإجازة الصيفية يهدد بتفكك العائلة نتيجة غياب الحوار بين أفرادها، لأن الترابط الأسرى من أهم أسس العلاقات الأسرية الناجحة وهذا لا يتحقق إلا من خلال تبادل الحوارات والتعرف على طرق تفكير كل فرد وتصويب أخطائه ومساعدته فى حل مشكلاته.
الترابط الأسرى
تعلق د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث على أهمية الإجازة الصيفية فى زيادة الترابط الأسرى قائلة: نحن الآن فى احتياج شديد لعودة لمة العائلة واستغلال كل وقت من الممكن أن يفيد فى ذلك، ليس فقط الأب والأم والأولاد لكن العائلة خاصة فى ظل وجود فجوة عائلية فى الكثير من الأسر نتيجة انشغال كل منهم بعمله وتسارع وتيرة الحياة اليومية، لذا أنصح بالاهتمام بالمناسبات العائلية، واستغلال الإجازة الصيفية فى تبادل الزيارات العائلية وتعريف الأبناء بأقاربهم.
وتضيف: قد يهتم الكثيرون بإلحاق أولادهم بالدورات التدريبية والتمارين المفيدة غافلين عن أن الإجازة يحتاج فيها الأولاد للراحة والاستمتاع، وهذا ليس معناه إهمال الدورات التي تصقل من مهاراتهم بل يجب تخصيص وقت محدد لها بجانب الأنشطة الترفيهية التى تنفس عن الطلاب، بجانب تخصيص وقت عائلى نتبادل فيه الزيارات ونتشارك فيه الاهتمامات، مع ضرورة الاهتمام بقرارات الأبناء واختياراتهم فمثلا عند اختيار مكان للسفر أو للترفيه يجب اختيار مكان يتفق عليه أفراد الأسرة ولا مانع من الاتفاق المسبق معهم واختيار مواعيد مناسبة لقضاء وقت يساعد على تجديد صلة الرحم وتقوية الترابط الأسرى.
ساحة النقاش