قال النبي صلى الله عليه وسلم "الرؤيا ثلاثة رؤيا من الله ورؤيا تحزين من الشيطان ورؤيا مما يحدث به الرجل نفسه في اليقظة فيراه في المنام" . رواه البخارى ومسلم ، وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها : فإنما هي من الله ، فليحمد الله عليها ، وليحدث بها ، وإذا رأى غير ذلك مما يكره : فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره.ll
- أنا فسرت لي ثلاثة رؤى كلها مبشرة بالخير والحمد لله، من قبل مفسر الأحلام وحدثت بها صديقتي الحميمة بعد التفسير فهل ستتحقق إن شاء الله أم لا؟ وهل كل تفسير للرؤيا لا بد أن يتحقق بالتأكيد أم لا ؟
ريهام سعيد محمد _ طالبة جامعية
- يوضح فضيلة د. عبد الله النجار _ عضو مجمع البحوث الإسلامية - أن شأن الرؤيا جليل وأمرها عظيم، فلا تفسر إلا من عارف بتأويل الرؤى، ولا يؤخذ تعبيرها من الكتب، ومن رأى رؤيا حسنة فعليه أن يحمد الله ويشكره، ويزيد في طاعته ويجاهد نفسه وهواه والشيطان للابتعاد عن المعصية شكراً لله على تلك النعمة، والرؤيا الحسنة هي من المبشرات، روى البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة. وفي رواية: الرؤيا الحسنة.
وعما إذا كانت رؤاك ستتحقق أم لا، وهل كل تفسير الرؤى يتحقق بالتأكيد أم لا، فذلك ما لا سبيل إلى القطع فيه لأنه من علم الغيب الذي اختص الله به، وكل ما نعرفه في هذا الموضوع هو ما رواه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن.
ويفهم من الحديث أن رؤيا المؤمن سيغلب عليها الصدق إذا تقارب الزمان، وغلبة الصدق دالة على احتمال الكذب، وإن كان احتمالاً ضعيفاً. فتعبير الرؤى أمر عظيم، وذلك لأنها جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة، كما ثبت في الحديث المتفق عليه من رواية أنس رضي الله عنه، ولذلك لما سئل الإمام مالك: هل يعبِّرُ الرؤيا كل أحد؟ قال: هل بالنبوة يلعب؟!. ومن اللعب بالرؤيا الاعتماد في تعبيرها على الكتب، لأنها تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وأوصاف الرائين، فعلمها عويص يحتاج إلى مزيد معرفةٍ بالمناسبات، ولذلك سأل رجل ابن سيرين بأن قال له: أنا رأيت نفسي أؤذن في النوم. فقال: له تسرق وتقطع يدك، وسأله آخر وقال له مثل ما قاله الأول، فقال له: تحج. .فوجد كل منهما ما فسر له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت هذا بأوصاف حسنة، والآخر بأوصاف قبيحة. ولا تخرج الرؤيا عن معناها، ولو فسرت بغيره على الصحيح).
ومما سبق يتبين أن علمها عظيم الشأن لا يصح أن يتكلم فيه كل أحد قوله تعالى - حكاية عن يوسف -: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث]، فقد قرن ما أنعم الله به عليه من الملك، بما أنعم به عليه من علم تأويل الرؤيا، ولا يخفى ما في ذلك من تعظيم لشأن تفسير الرؤى
نوبات بكاء
- أعيش في إحدى الدول العربية منذ 3سنوات، وكنت انتظر أول إجازة بفارغ الصبر والتي لم تأت إلا بعد عامين لظروف ضيق ذات اليد؛ لأنني لا أعمل ودخل زوجي لا يكفى، ورفضه المستمر لعرض أبي بتحمل نفقات النزول، ثم حان الوقت ونزلت الإجازة فلم يمهل القدر والدي الحبيب الفرصة للجلوس معنا، ومرض ودخل المستشفى وتطور الوضع وتدهور بسرعة بالغة إلى أن قابل ربه، وإلى الآن عندي إحساس بالذنب؛ لأني لم أكن أستطيع مرافقته بالمستشفى؛ لأنه لا يسمح لأكثر من 2 بالمرافقة، وكان يرافقه أخي بحكم أنه رجل، وأختي بحكم كونها دكتورة صيدلانية تفهم في الأدوية والتشخيص وخلافه، ولأن أيضا معي طفلين، وممنوع اصطحابهما للخوف عليهما من التقاط اي فيروس ، والان أعانى من افتقادي الشديد لوالدي وحزني عليه، ودخولي في نوبات بكاء عند التفكير فيه مع أني مؤمنة بقضاء الله وقدره.
فماذا أفعل عندما تنتابنى نوبات البكاء؟ وما الذي يفيد الميت أن أقرأ القرآن وأهبه الثواب؟ أم الدعاء؟ أم ماذا بالضبط؟ وهل أستطيع أن أصوم وأصلي أيضا وأهبه الثواب؟
نبيلة محمود _ ربة منزل
- يقول فضيلة د. أحمد عمر هاشم _ عضو مجمع البحوث الاسلامية _ للقارئة العزيزة : أحسن الله عزاءك في والدك، ونسأل الله تعالى أن يغفر له وأن يرحمه، وجزاك الله خيرا في حرصك على البر به، وليس عليك جناح إن شاء الله في مجرد عدم مرافقتك لوالدك في المستشفى، فإن لم يكن في حاجة إلى من يرافقه فعدم الإثم واضح، وإن كان في حاجة إلى من يرافقه فقد قام بذلك غيرك. ولعلك تؤجرين بمجرد هذه النية، بل إن النية أحيانا قد تكون أبلغ من العمل.
أما ما يمكن أن يبر به المرء والديه بعد موتهما فيدخل فيه الدعاء لهما أو القيام بعمل صالح وهبة ثوابه لهما، من قراءة القرآن أو الصلاة أو الصوم ونحو ذلك، فإن هذا جائز على الراجح من أقوال العلماء. والأفضل للمسلم أن يجعل الثواب لنفسه، ويدعو لميته
وأما البكاء على الميت فإنه رحمة، ولكن كوني على حذر من أن يترتب على ذلك نياحة أو ندب، فإن النياحة محرمة ، واحذري أيضا من أن يجعل الشيطان هذا الحزن شاغلا لك عما ينفعك من أمور دينك ودنياك. وإن تذكرت فقدك والدك فتسلي بفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذا مما يعينك على الصبر، والصبر يعظم به الأجر.واحرصي عند تذكره على الإكثار من الدعاء له بدلا من البكاء عليه.
ساحة النقاش