اكتئاب طفلك
يؤدى لتأخره الدراسى
كتبت : أسماء صقر
قديماً الإكتئاب كان مقصوراً علي الكبار فقط أما الآن أصبح يصيب الأطفال حيث كشفت دراسة طبية حديثة أن هناك طفلاً واحداً بين كل خمسة أطفال يصاب بضغوط نفسية قد تؤدي إلي إصابته بالإكتئاب وتوضح الدراسة أن الأطفال يكتئبون نتيجة الخلافات والمشاجرات الأسرية وتعرض الطفل للضغط من زملائه في المدرسة أو لشعوره بالغيرة لقدوم طفل آخر إلي الأسرة وأيضاً الإهمال العاطفي للطفل يصيبه بالإكتئاب مما يؤدي لتأخره الدراسي ولمعرفة كيف تواجهين إكتئاب طفلك؟ اقرئي معنا السطور التالية.ll
يقول الدكتور مجدى البربرى أستاذ طب الأطفال بطب قصر العينى.
إن الطفل الرضيع يتأثر بحالة أمه النفسية ومن ثم يرث منها مشاعر القلق والإكتئاب الذى يؤدى إلى توتره فنجده كثير البكاء والصراخ لذا ينصح الأمهات بمحاولة التحكم فى مشاعرهن كى لايؤثر ذلك سلباً على الأطفال فيما بعد أما الطفل فى المرحلة العمرية من 6 إلى 10 سنوات فنجده عادة يعبر عن توتره بالصوت العالى والعناد وقد تكون هناك عدة أسباب لهذا التوتر كمشاكل فى المدرسة أو خلافات داخل الأسرة لهذا يجب على الأم سؤال الطفل بهدوء عن سبب حزنه لتحاول إيجاد حل سريع لهذا السبب.
أما الطفل من 10 إلى 14 سنة فنجده يعانى من التوتر خلال هذه المرحلة العمرية التى يظهر فى شكل تقلبات مزاجية واضحة تصاحب عادة مرحلة إنتقالية من الطفولة إلى المراهقة لهذا على الأم أن تفهم مشاعر طفلها خلال تلك الفترة والبدء فى التعامل معه باعتباره مراهقاً صغيراً وتتفهم حاجته للإستقلال والتمسك برأيه واستشارته فى الأمور التى تخصه وإشراكه فى الأمور التى تخص الأسرة ليشعر بأنه يعامل كشخص كبير وتزداد ثقته بنفسه ويتخلص من التوتر والتقلبات المزاجية وبالتالى لاتتم إصابته بالإكتئاب.
ويوضح الدكتور كامل محمود أستاذ أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى بكلية طب جامعة الأزهر أن الإكتئاب من أسباب السرحان فهو يبدأ بصعوبة التركيز حيث يحتاج الطفل إلى ضعف الوقت للتركيز والتحصيل ويعانى من الملل ويبدأ يومه بالإحساس باليأس ويصاحبه أرق وفقدان فى الشهية وفى النهاية يجد نفسه فى حالة سرحان مستمر والعلاج ممكن فى هذه الحالة بالأدوية.
ويحدث السرحان نتيجة للعوامل الاجتماعية التى تحيط بالإنسان فيجب ألا نغفل العوامل العاطفية مثل كثرة المنازعات داخل الأسرة بين الأب والأم وكذلك الحياة تحت ظروف اقتصادية خانقة وأحياناً يكون نتيجة الضوضاء وأيضاً الغيرة من قدوم طفل جديد للأسرة وغيرها من الأسباب التى يجب أن يبحث عنها الوالدين.
أما عن العوامل العضوية المسببة للسرحان منها فقر الدم ونقص الحديد اللازم لتكوين كرات الدم الحمراء المسئولة عن نقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم بما فيها خلايا المخ فيشكو الطالب من نقض التركيز والسبب هو نقص الحديد ونقص إفراز الغدة الدرقية والغدة فوق الكلوية كما أن الإرهاق يلعب دوراً كبيراً فى عدم التركيز مع قلة النوم وعدم الانتظام فى تناول الطعام كذلك إرتفاع درجة حرارة الجسم لذلك ننصح الآباء بعدم تعريض أطفالهم للعقاب والمتابعة الطبية للطفل فقد يكون السبب مرضياً يمكن تداركه وعلاجه مبكراً.
ويضيف الدكتور عبدالفتاح درويش أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة المنوفية: أن الأطفال الذين تتكرر معاناتهم من المشاعر السلبية الناتجة عن المشكلات الأسرية المستمرة ولايستطيعون السيطرة على التوتر والمشاعر بطريقة مناسبة ويبحثون عن طريقة مناسبة للتخلص من هذه المشاعر فيصابون بالإكتئاب.
ولعلاج الإكتئاب عند طفلك يجب الاستماع للمشاعر السلبية للأطفال المصابين ومناقشتها وتقبلها وتفهمها مهما كانت الأسباب ومساندتهم عاطفياً بالحب والحنان.
استخدام العبارات الإيجابية لأنها تعمل كمضاد لمشاعر الذنب والتشاؤم فالتفاؤل والتفكير بإيجابية يؤدى إلى العمل بإيجابية فيجب الإنتباه للحديث السلبى واستبداله بالحديث الإيجابى عن الذات.
قدمى لطفلك التشجيع والثناء عندما يبدأ بالمشاركة والاستمتاع مع أصدقائه من خلال النشاطات الاجتماعية والترفيهية والرياضية.
ويمكن تناول مضادات الإكتئاب التى يحددها الطبيب النفسى للطفل ويفضل ألا تكون أول خطوة فى العلاج.
ولوقاية طفلك من الإكتئاب ينصح د.عبدالفتاح الأم بتنمية الشعور بالذات والثقة فى النفس بإعطاء طفلها الأمان والحنان منذ الصغر والتحدث مع طفلها بتفاؤل وتعويد الطفل على مواجهة المشكلات والعوائق حتى لايشعر بالعجز أمامها.o
ساحة النقاش