في موسم الامتحانات

الاسرة الهادئة تكسب

كتبت :نجلاء أبو زيد

llالتوتر .. القلق.. الخوف.. الانفعال كلها كلمات تظهر وتنتشر وبشدة في موسم الامتحانات وتعتبر هي القاسم المشترك في معظم الأسر المصرية التي يستعد أبناؤها للامتحان .. لكن هناك بعض الأسر ترفض التوتر وتجتهد ألا تمارس ضغوطاً علي أبنائها وتعتبر الامتحانات شيئا عاديا في الدراسة.

وحول أي الأسلوبين هو الأفضل كان هذا التحقيق لمعرفة تأثير الهدوء والتوتر علي أداء أبنائنا في الامتحاناتll

البداية مع الأستاذة سلمى شفيق مدرسة حيث تقول:ـ ابنتى متفوقة فى دراستها والسبب الأساسى أننى بحكم عملى أساعدها فى المذاكرة وفى نفس الوقت أتيح لها فرصة الاعتماد على نفسها بالأضافة إلى عدم ممارسة أى ضغط عليها قبل الأمتحان بل العكس فعادة آخذها وشقيقها فى رحلة للملاهى قبل أيام الامتحانات كحافز لهما ولأنزع عنهما الخوف اللذان يشعران به بسبب كثرة الأحاديث فى المدرسة ومع أصدقائهما عن الأمتحانات وعادة تنجح هذه الطريقة فى تحقيق أبنتى لأحسن الدرجات أما شقيقها فدائماً ينجح بالعافية وأحيانا أفكر فى ضربه أو تعنيفه لكن أخاف أن يشعر أننى أفضل شقيقته عليه وللأسف أتحمل مستواه الضعيف حتى لا أغير الأسلوب التربوى الذى أنصح الناس به !!

وتختلف معها سوسن عادل ربة بيت قائلة:ـ أيام الامتحانات سواء الشهرية أو نصف العام هى أيام صعبة على كل من فى البيت فالاولاد لا يذاكرون إلا وقت الامتحان وطبعاً لا يحققون أى درجات مرتفعة وكل ما أطمع فيه أن يركزوا فيما يقرأونه ولا يجلسون على المكتب لمجرد إرضائى وبصراحة أنا أعطيهم دروساً فى كل المواد حتى يمارس المدرس ضغطا عليهم ومع كل ما أفعله تعتبر أيام الأمتحانات كابوساً أدعو الله أن ينتهى بنجاحهم بأى درجات.

أما الأستاذ شاكر سعيد محام فيرى أن أسلوب التعامل وقت الامتحانات يختلف حسب حالة الطفل ومستواه الدراسى وبالنسبة له فإن الأولاد يذاكرون وحريصون على التفوق بعكس البنات اللاتى يكرهن المذاكرة ولهذا يشد عليهن فى الأمتحانات ويمنعهن من مشاهدة التليفزيون أو الرغى فى التليفون ويتوعدهم بكل أشكال العقاب حتى يهتموا ويذاكروا فإستعداد الأبناء أنفسهن هو الذى يجعل الأهل هادئين وقت الامتحان أو متوترين .

«التوتر أضر ابنتى بشدة لهذا غيرت أسلوبى» هكذا تحكى السيدة نجوى طلعت طبيبة تجربتها وتقول :

كنت متفوقة جداً فى دراستى وحصلت على العديد من شهادات التقدير وتمنيت أن تكون ابنتى الكبرى مثلى لكن من الواضح أننى اخترت الأسلوب الخاطئ فمارست عليها ضغوطاً نفسية عنيفة لدرجة أنها أصبحت لا تتحمل ألا تعرف حل سؤال أو تخطئ فى أى مادة والنتيجة للأسف أنها أصابتها حالة من الخوف الشديد جعلتها ترفض الذهاب للامتحان وبعد مجهود أقنعتها بضرورة الذهاب والا تخاف من أى نتيجة ووجدت أننى بدلاً من أجعلها متفوقة جعلتها متوترة قلقة لا تثق فى نفسى وبدأت بعد هذا الموقف تغيير طريقتى معها وأقنعتها أن المذاكرة ليست كل شىء وأنها طالما تبذل ما فى وسعها فعليها ألا تخاف ولا تتوتر وتطمئن أن الله سيكون معها وستكون امتحانات التيرم لهذا العام أول اختبار لأسلوبى الجديد والذى مازلت أشعر أنه لم ينجح فى إزالة مخاوفها التى زرعتها دون أن أشعر خلال سنوات.

الاستاذ محمد سعيد رجل أعمال تحدث قائلاً أترك موضوع المذاكرة بكل مشاكلة لزوجتى وأتابع درجات الاولاد لكنى دائماً ألاحظ خوفهم وقلقهم و،مرضهم قبل الامتحانات ولهذا بدأت أفاجئهم بفسحة بسيطة لا تعطلهم أو تناول وجبة جاهزة أو قرار بعدم المذاكرة لليلة والجلوس ومشاهدة التليفزيون وأكل حلوى يحبونها ودائماً أجدهم بعد ذلك فى منتهى السعادة والحماس للمذاكرة وأوكد على زوجتى ألا تضغط عليهم وأن تعامل كل واحد حسب مستوى ذكائه لأننى ليس عندى رغبة فى أن أفقد أولادى بسبب درجات فى أى امتحان فجميعهم سيعملون معى فى المشروع الذى أديره!!

هذه كانت تجارب الأهالى والتى يغيرونها ويبدلونها دون أن يعلموا ما هو الأفضل تربوياً لهذا توجهنا للمختصصين لنعرف الأفضل فى موسم الامتحانات ؟!

د. مارى عبدالله - أستاذ علم النفسى التربوى - جامعة عين شمس تحدثت قائلة: إذا تم التعامل مع الامتحانات على أنها فترة عادية فى الدراسة فسنحذف أهم جزء فى هذه الفترة يصيب التلاميذ بالغباء فالخوف والقلق والتوتر كلها عناصر تخلق تفكيراً مشوشاً مضطرباً حتى التلميذ الشاطر مع كثرة الضغوط تصيبه حالة من النسيان لهذا يجب الا نضخم من أهمية فترة الامتحانات وأن نتوقف عن ترديد عبارة ذاكر ذاكر لأن هذا الأجبار على المذاكرة يميت الدافع الأصلى لها فالرغبة فى التفوق تقوم على دوافع داخلية فى نفس الطفل وعلى الأسرة تنميتها لا القضاء عليها، وأضافت أن استخدام سياسة الثواب والعقاب فى فترة الأمتحانات يجب أن تتم فى أضيق نطاق خاصة عندما نتعامل مع طلاب المرحلة الثانوية لأنهم جربوا النجاح والفشل ويعرفون أهمية النجاح كذلك يجب أن نعود أبناءنا على ترتيب الوقت وأن نخلق بداخلهم شخصية مستقلة حرة ويختلف الأسلوب حسب المرحلة العمرية فالطفل فى المرحلة الابتدائية يحتاج إلا نمارس عليه أى ضغط لكن أن نحفزه بأن نعده بعمل شىء يحبه بعد أن ينهى المذاكرة فذلك سيجعله سريع الأداء وعلى كل أم أن تدرك أنه من الصعب جداً أن تجبر ابنها على الجلوس على المذاكرة والتحصيل لأنه قد يجلس لكنه لن يحصل أى شىء والأفضل ألا نتعامل مع الامتحانات وكأنها سيف على رقبة أولادنا خاصة وأن بعض الأبناء يدركون مدى خوف الأهل خلال فترة الامتحانات ويبد أون فى المغالاة فى طلباتهم وهم على يقين من تنفيذ الأهل لأى شىء حتى يذاكروا وهذا خطأ لأن الامتحانات ليست هى الحياة وإذا لم تكن تربيتنا لأبنائنا بشكل صحيح فلن ينفعهم أن يحصلوا على أعلى الدرجات فى الأمتحان.

وفى مرحلة المراهقة يجب أن نتحدث معه عما يريد أن يكون عن أحلامه وعن رأيه فيما يذاكره وكيف يذاكره فكلما أشركنا أولادنا فى المذاكرة وما يخصها من قرارات نمينا بداخلهم الأحساس بالمسئولية وعلى الأم أن تهيئ المناخ المناسب والغذاء الصحى والعصائر وأن تكون هادئة وأن تقضى على القلق الذى يقتلها ويتسرب الى أبنائها فيعوق قدرتهم على التركيز وعلى الأهل أن يتوقفوا عن ترديد عبارات «ابنى ما يجببش أقل من كده» هو زميلك أحسن منك فى إيه وأن يدركوا أننا نربى أولادنا ونعلمهم ليكونوا مواطنين طبيعيين مرتاحين نفسياً وإذا عاملنا أبناءنا كادميين وليسوا أشياء نحاول أن نحقق من خلالها ما عجزنا نحن عن تحقيقه ستختلف الكثير من الأمور والابن الذكى القادر على اجتياز أى امتحان يحتاج بيئة محترمة وتربية ذكية واعية وأسرة مستقرة طبيعية فعندما يقضى الأهل على الأكتئاب والقلق بداخلهم سيدعمون ابنهم ويساعدونه على التفوق الحقيقى وليس الدراسى فقط.o

 

 


p

المصدر: مجلة حواء -نجلاء أبو زيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,017

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز