بين العلن والخفاء

حكايات طلاق

كتبت :ايمان الدربي

حكايات وحكايات لطلاق ومشاكل وسط الشوارع والحارات .. وسط الصبية والبنات .. مشاكل طلاق وراءها حكايات معلنة وأخري غير معلنة ما بين تفاصيل تشهر وأخري لايعرف أحد عنها شيئا .

 حواء ترصد بعض حكايات الطلاق ولحظاتها وأسبابها . علها تلفت نظر بعض المتزوجين .. حتي لا يصلوا أبدا لتلك اللحظة

تركته بلا استئذان لأنه عشق بريق عينيها وسكرته رائحة جلدها .. وجدته يطير رأسه عندما يراها وينتفض جسده وهو يتحدث معها .

 هذا هو حديث سها عبدالتواب - صديقتى الإعلامية - وهى تحكى لى عن أسباب طلاقها من زوجها بسبب عشقه لجارتها الأرملة قائلة «قررت وقتها أن أعتبر كل ما بيننا فات وانفض قررت أن أتبرأ من حبه الذى ملأ جسدى واعتبرته مرض يجب أن أن أشفى منه .. أحببته منذ كنا طلبة فى الجامعة .. كان يكبرنى بسنوات وكنت أعتبره معلمى وصديقى وحبيبى وزوجى .

 أنهكنى حبه ومحاولاتى المستمرة مع تغيير الحقائق ووجود أخرى تنافسنى بل وتنتصر على فى مكسبه ، كنت لا أريد أن أصدق أن هناك من أخذته منى ومن أولادى لتذهب به بعيدا عنا .

 لم أكن أصدق بعقلى وقلبى أن ما بيننا قد فات وانقضى قررت أن انفصل بلا رجعة وأن أسدل الستار على مسرحية حبنا، واعتبرت أن زمننا ولى بلا عودة.

 كنت أكثر واقعية منه وقررت واخترت عنواناً لنهايتنا «خيانة وذهاب بلا رجعة».

 الحاضر الغائب

 أما أم وليد التى تعمل - خادمة فى أحد البيوت بالمعادى - كانت لها حكاية أخرى من حكايات الطلاق سردتها بعفوية شديدة تركتها تتحدث قائة «قررت الطلاق لأن وجود أبو العيال زى عدمه» طليقى بيشتغل سباك، يوم يشتغل وعشرة لا .. وكنت اتحمل كل المصاريف فى البيت والولاد.. اشتغل طول النهار وافنى صحتى واتحمل سخافة فلانة وعلانة ، وبعد كدة آخر اليوم يأخذ منى فلوسى ليصرفها على مزاجه أصله صاحب كيف . قررت أن اتحمل كلام الناس .. يعنى الناس كانوا عملوا لى إية فى الهم والسواد والعيشة المرة اللى أنا عايشاها ؟! والأدهى أنه كان يغصبنى على ممارسة رجولته ده ميرضيش ربنا ده أنا إنسان ولى حقوق .

 برودة المشاعر

 أما أحمد رضا- مهندس معمارى- أكد أنه قرر الطلاق من زوجته وكانت رغبته بشكل أساسى تحدث معى عن قرار طلاقه مؤكدا أن قراره هو ومطلقته معا .

 تحدث أحمد عن احتياجه لامرأة دافئة وتعرف كيف تحب .. كان يشتاق لفكر وعقل امرأة وليس جسداً فقط بلا روح قائلا «زوجتى .. قريبتى .. شديدة الجمال .. طبيبة أسنان .. هادئة وبها كل المواصفات التى يتمناها الرجال ولكن .. بعد الزواج لم أشعر بلحظة سعادة فهى هادئة لدرجة الملل .. تمارس كل الأشياء التى تمارسها النساء إلا إحساسها أنها امرأة .. امرأة من الشمع أو لوح من الثلج ينثر برودته على جسدى حتى عندما كنا نمارس اللحظات الحميمية كنت أشعر أنها لحظات عذاب لم كن أشعر بخصوصية العواطف بينى وبينها وأن هناك ما يجمع بين مشاعرى ومشاعرها شعرت بالعزوف عنها كنت أترك المنزل واختلق الأسباب لابتعد عنها .. أرسلت لها ورقة الطلاق الذى كانت تتوقعه .. قد يرى البعض أن طلاقنا بلا أسباب ولكننى أرى أن طلاقنا لكل الأسباب وأهمها شعورى بالوحدة وافتقادى لوجود حبيب أمثل له كيانا خاصا يهتم بى ويقدرنى دونا عن كل سكان الأرض .

 انعدام التكافؤ

 ليست هى حبيبتى التى أحببتها .. بل هى شخص آخر لا أعرفه .. بهذه الكلمات بدأ خالد رضوان - المحاسب بإحدى الشركات - حديثه مؤكدا أن لحظة الطلاق كانت مريرة .. ولم يكن سعيدا أبدا بها وإنما لم يجد مفر منها .

 ويضيف : زوجتى وأم أولادى .. سيدة فاضلة لا أنكر هذا ، ولكن المشكلة أننى لا أعرفها ، فأثناء الخطوبة كانت إنسانة أخري بتفاصيل مختلفة حتى آراؤها فى الأمور اختلفت وكأنها كانت ترتدى قناعاً من نوع خاص .. لم تعد زوجتى تلك الفتاة الرقيقة الجميلة التى تهتم بكل تفاصيل جمالها والأهم بتفاصيل حبى لها ، لم تعد تلك الفتاة التى تلمح وتعرف ما أقول .. حتى قبل أن أقوله .. لم تعد تلك الفتاة التى أحببتها وأصررت عليها رغم اختلافنا الطبقى واعتراض كل من حولى من هذه المرأة التى أراها أمامى .. هل يمكن أن يخدع شخص ما من حوله .. كل الوقت وبكل التفاصيل .. هذا ما وجدته ولذلك قررت الطلاق بلا رجعة .. حقيقة قرار متأخر قد يظلم فيه أطفالنا ولكننى لم أستطع الاستمرار مع امرأة لا أعرفها .

 غياب المتعة

 أما السيدة م م لها مشكلة طلاق من نوع آخر مشكلتى العلاقة الحميمية فى الفراش .. واعتقد أن أى طلاق يبدأ من الفراش .. طليقى لم يكن يسعدنى أبدا فى تلك اللحظات لايعرف كيف يحب ولا التفاصيل الصغيرة التى تسعد النساء كان يسعى دائما لاسعاد نفسه بدون أن يضعنى فى اعتباره لتأتى النتيجة سيئة للغاية .. أخبرته على استحياء بما أشعر به ولكن لم يهتم بما أقول بل كأنه لم يسمع شيئا .. تحاملت على نفسى لتمر سنوات وسنوات خوفا من لوم المجتمع وحرصا على ابنى الوحيد ، ولكننى وجدت أننى أعيش فى جحيم وانتظر لحظة سعادة لا تأتى أبدا . للأسف المجتمع لدينا يربى الولد على ممارسة تلك العلاقة فى الغالب بطريقة خاطئة ، وعلى المرأة ألا تعلن ، وترضى بما قسمه الله لها لأن الكلام فى هذه الأمور «عيب» ومن تفعل هذا يعنفها المجتمع والأهل لأنها امرأة جريئة .

 رغم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم الخلق اجمعين من الذكور أهم تفاصيل تلك العلاقة بكلمات بسيطة عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «لا تلقوا بزوجاتكم كالبهائم».

 قررت الطلاق بلا رجعة .. لأعلن حكايات أخرى وتفاصيل مختلفة لتبقى الحقيقة لا يعرف أحد عنها شيئاً