أقسى أنواع الغرام الحب الصامت

كتبت سمر عيد

أقف أمام صورتك أشكو لها من الهجر..يا بعيدا عني بُعد الأرض عن السماء..

ويا قريبا مني قرب الشريان للدماء..سل عني صورتك فهي أعز الأصدقاء

أحبك ولا تحبني فهل لديك ترياق و دواء؟!

طافت بعينيها في الغرفة الباردة ليلا تتأمل ظلال الأشياء،مدت يدها إلى صورة من تحبه وقالت له وعيناها تملؤها الدموع :لماذا لا تشعر بي ؟! ماذا فعلت لك كي تعذبني بحبك ؟لماذا كلما اقتربت منك خطوة ابتعدت عني أميالا ومسافات ؟!!

أنا لن أحاصرك بحبي بل سأفتح لك كل الأبواب والشرفات ،فأنا أحبك حرا طليقا كما العصفور ،لن أغل يديك ولن أجبرك على حبي ،ولكن أرجو ألا تأسرك امرأة أخرى غيري 

هذا هو عذاب المحب من طرف واحد ،فالحب خيط رفيع يمسك بطرفه شخص ما وينتظر أن يشد الخيط أمامه شخص آخر فإذا لم يجد من يشده ظل الطرف الأول حزينا ومهموما ،حواء دائما تحيا بالحب ولكنها أيضا ترصد آلام المحبين...

عاقلة ورزينة

التقينا "ب م.س" 18 سنة.. والتي حدثتنا قائلة :لم أكن أعرف أنني سأقع في الحب بهذه السهولة فأنا طوال حياتي فتاة عاقلة رزينة أحصل على لقب الفتاة المثالية كل عام في المدرسة ولقد حصلت على مجموع كبير يؤهلني لدخول كلية السياسة والاقتصاد.

ولكن منذ أن دخل أستاذي في الجامعة كي يلقي محاضرته وجدت نفسي في دنيا غير الدنيا وفي عالم غير العالم شعرت أنني ألمس النجوم بيدي نعم لقد وقعت في حب أستاذي ولكن يمنعني حيائي أن أخبره ..وماذا أقول له ،وكيف لفتاة شرقية أن تخبر رجلا أنها تحبه؟!!

ولكن حبي لم يخف عليه ولم يخف على أحد بالكلية فلقد فضحتني عيناي عندما أنظر إليه وفضحني صوتي وهو يردد اسمه وفضحتني وجنتي اللتين تحمران كلما اقترب مني.

ولقد لاحظ علي أستاذي كل هذا ،فما كان منه إلا أن صدني بعنف ،واستدعاني إلى مكتبه وقال لي:أنا رجل متزوج وأحب زوجتي ،وليس لدي وقت لمهاترات المراهقات إما أن تجلسي في المحاضرة بأدبك وإما أن تخرجي،ولا تحضري أية محاضرة ألقيها ..خرجت من عنده وعيناي تملؤها شلالات الدموع.

لقد كسر قلبي وكان من المفترض أن يكون مهذبا معي في الكلام حتى ولو صدني،وأنا أجد أنه معه حق.. ولكن ماذا أفعل في قلبي الذي يأبى أن يحب غيره؟!!

فارق كبير

ويقول "م.ع" طالب بكلية هندسة :منذ أن وقعت عيني عليها في الكلية وأنا أشعر بشعور غريب فكلما أقبلت رقص قلبي فرحا وكلما ولت تملكنى الحزن،ولكني لا أقوى على أن أقول لزميلتي أنني أحبها .

فهي تصل إلى الجامعة في سيارة مرسيدس يقودها سائق وأبوها رجل أعمال كبير،وأنا ولد فقير أعيش في "كرداسة" مع أمي وإخوتي في بيت متواضع ،هل لو بحت لها بحبي سوف تقدر هذا الحب أم أنها ستفسره على أنني طامع فيها وفي ثروة أبيها ؟لا.. سأُفضل الصمت هذا خير من أن تستهزأ بي أمام زملائي.

دائما في قلبي

"سيظل دائما في قلبي يجري كمجرى الدم في العروق"،هكذا بدأت كلامها معي "س.ع "والتي قالت لي:لقد جمعتني بمن أحب الصدفة البحتة ولم أكن أتوقع أنني سأحبه كما أحببته ..متى بدأ هذا الحب ؟وإلى ماذا سينتهي؟ كلها أسئلة أحاول الإجابة عليها ولكن مع الأسف لا أعرف ..فهو متزوج وأنا متزوجة ،لقد تزوج زواجا تقليديا وتزوجت أنا الأخرى زواجا تقليديا ..ثم التقينا بمحض الصدفة فوجدت أنه هو الرجل الذي يستحق أن أحبه..اعترف أن زوجي رجل ممتاز ولكنني أحببت هذا الشخص ..فماذا أفعل؟ ولو أخبرته أنني أحبه لانهدت الدنيا على رأسي ورأسه ،إنني لا استطيع أن أخون زوجي ولا استطيع أن أخبر من أحبه إنني أحبه سأظل أتعذب وحدي ،ويكفيني أنه دائما في قلبي.

 

أحبك رغما عن أنفك

وتؤكد "ن.م" طالبة بمعهد الحاسب الآلي ..أنها ليست مجنونة إنها فقط تحب وتطلق لمشاعرها العنان ،وتقول:هو شخصية مشهورة جمعتني الصدفة به في ذات يوم ومن وقتها وأنا لا أتركه فأنا أطارده في كل مكان وأتصل به بالتليفون وحصلت على رقم المحمول الخاص به وأكلمه طوال الوقت.

وحصلت على إيميله وأرسل له إيميلا كل يوم ،وهو شرح لي مرارا وتكرارا أنني مثل أخته ولكنني لست مقتنعة بما يقوله ولعله يحب فتاة أخرى سواى ،على أية حال سأظل أحبه وأطارده حتى يسلم ويرفع الراية البيضاء ،وأقول له أحبك غصبا عنك وسأظل أحبك رغما عن أنفك.

عذاب الحب

وتعلق الدكتورة نورا رشدي أستاذة الخدمة الاجتماعية على الحب من طرف واحد قائلة: الحب من طرف واحد منتشر بين المراهقين وعادة ما تعجب الفتاة بأستاذها،والكثير منهن يقعن في حب النجوم والمشاهير،ثم يصدمن في الشخص الذي رسمن له صورة في خيالهن .

والحب من طرف واحد عادة ما يكون مؤلما جدا ويسبب عذابا لمن شعر به، وعادة ما يترك له جراح لا يرجى الشفاء منها،وكثير ما ينقلب هذا الحب الجنوني إلى رغبة في التدمير والانتقام من الطرف الآخر الذي يتجاهل هذا الحب أو يسفهه،وقد يعمي هذا الحب صاحبه فلا يستطيع أن يحب شخصا آخر حتى ولو عبر له عن حبه وكان صادقا معه .

وهناك أشياء كثيرة تمنع من سريان نهر الحب في مجراه الصحيح وشعور كل من الطرفين به مثل الفروق الاجتماعية والثقافية والمادية ،أو ارتباط وزواج الشخص المحب أو المحبوب،ولكن في كل الأحوال أقول إن الحب نعمة من الله وعلى أي إنسان يشعر بحب لشخص ما أن يخبره لأن من حق الطرف الآخر أن يعرف أن هناك شخصا ما يحبه.

وليس من الضروري الاعتراف للطرف الآخر بالحب بصورة مباشرة ولكن يكفي نظرة أو تلميح له،وفي النهاية أؤكد على أن الحب مثل المعادلة الكيميائية بها طرفين وكل طرف لابد وأن يشعر بالآخر وإلا فمن الأفضل النسيان  

 

المصدر: مجله حواء سمر عيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,692,420

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز