دموع الفرح
كتتبت :ماجدة محمود
الترقب والإنتظار كانا سيدا المشهد يوم السبت الماضى 3102/1/62م يوم النطق بالحكم فى قضية مذبحة بورسعيد الشهيرة والتى هزت وجدان كل إنسان صغيرا وكبيرا ، شابا وطفلا، رجلا و امرأة ، القاعة إهتزت وكادت تتحدث وتنطق فرحه بالحكم وهى ترى دموع أهالى الشهداء تنهمر فرحه وغير مصدقه ان القصاص تحقق أخيرا وبعد طول إنتظار ، القصاص عنوان عريض لكل مسيرة خرجت وتخرج فى اكثر من مناسبة تارة فى ذكرى الثورة ، وتارة اخرى فى ذكرى مرور عام او عامين على وقوع الحدث ذاته لدرجه فقدان الأمل فى تحقيق القصاص ، ومع تحققه قامت الدنيا ولم تقعد . لماذا؟ لان البعض يرى ان هناك أبرياء ، وحتى اذا سلمنا بهذا ، فعلينا ان ننتظر النقض ، اما هذا الدمار الذى اصبح يحيط بنا فى كل مكان فلا داعى له، الصبر مفتاح الفرج ، والاولتراس وأهالي الشهداء صبروا كثيرا ، فلماذا لا يتحلى الطرف الثانى بالحكمة والصبر انتظارا لاستكمال خطوات التقاضى ، الدمار الذى صارت عليه المدينة الباسلة لا يتناسب مع تاريخها النضالى الكبير ، ولم ينتظر منها شعب مصر كل هذا الغضب الذى اكل الاخضر واليابس ، ثم من يتحمل مسئولية الضحايا الجدد من جنود وأفراد الشرطة ، ومن الشباب، الواعد ، ورد الجناين الذى راح نتيجة العنف والإشتباكات جراء النطق بالحكم ، الى متى سيكون التدمير والخراب رد الفعل لكل موقف او أزمة نمر بها ، والى متى سنظل ندور فى هذة الدائرة المفرغة والمفزعة التى اصبحنا أسرى لها؟ ان الشهداء أبناء مصر ، والجناه أيضاً أبناء مصر واذا كان هناك مظلوم او برئ بالتأكيد سينال حقه ولن يظلم أبدا ، ولكن لايصح ان نخرب بلدنا ونسئ الى صورتنا امام العالم الذى يتابعنا ، وعلى شباب بورسعيد ان يتروى فى خطواته القادمة حفاظا على المتهمين وعليه ان يبحث عن فيديوهات او معلومات موثقه قد تفيد التحقيق، كما قدم اولتراس اهلاوى ما عنده من دلائل ساعد فى القضية كثيرا كما علمنا، وكما نعتز وسنظل نعتز بالمدينة الباسلة بورسعيد نأمل ان يتحلى اهلها بالحكمه والصبر حفاظا على الشباب والممتلكات العامة والخاصة ، قد نلتمس لكم العذر لماتعرضت له جثامين الشهداء اثناء مراسم الجنازة ، وهو لايرضى اى انسان ، لان للموت حرمه يجب ان تحترم ، لكنها الفتنه التى نعيشها الان والتى يجب ان نعتبرها اختبار من المولى عز وجل ونقاومها بكل ما اوتينا من قوة ، واعلموا ان الله لايرضى بالظلم وهو القائل: ولكم فى القصاص حياة يا اولى الألباب، اصحاب العقول الراجحة ، هؤلاء عليهم بإعمال العقل والتروى فى إتخاذ القرارات وإقرار المواقف حفاظا على مصر وناسها الطيبين وكفانا ضحايا وشهداء ..
ساحة النقاش