مع حلول الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام يحتفل المصريون والعالم أجمع بيوم الحب أو القديس فالنتين، ليعبر كل شاب وفتاة أو زوج وزوجة لمحبوبه أو شريك دربه عن حبه له، لكن يبقى حب الوطن الحاضر الغائب فى قلوب المصريين الذى ينتظر باعثا سواء كان منحة أو محنة للظهور، فما الطريقة المناسبة للتعبير عنه، والأهم كيف يمكن ترجمته إلى واقع عملى؟

اختلفت أغراض الشعر وتعددت مدراسه ومذاهبه ما بين الغزل والمدح والرثاء وغيرها من ألوان الشعر، إلا أن الشعراء بمختلف مدارسهم ومشاربهم وأفكارهم أجمعوا على حب الوطن، فكان الحنن إلى الأوطان وذكر الديار قاسما مشتركا بين معظم الشعراء والأدباء، حيث حفل الشعر العربي بقصائد عديدة تغزل كتابها عبر أبياتها الشعرية فى الوطن والحنن إلى الديار والأرض كان من أشهرها المعلقات السبع، وما يؤكد ذلك ما قاله الجاحظ فى رسالة الحنن إلى الأوطان: «كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رما وعفرا تستنشقه

وقد نظم الشعراء المصريون أروع القصائد الشعرية التى سجلت أفراح المصريين وأطراحهم، وثوراتهم وحربهم ضد المعتدين، إلى جانب التغزل فى كنوزها وجمالها، ومن أشهرها تلك القصيدة التى شدت بها أم كلثوم ونظمها الشاعر أحمد رامى "مصر التى فى خاطرى وفى دمى"، و"أنا الشعب.. على باب مصر" للشاعر كامل الشناوى التى جسدت إرادة الشعب ورفضه كلمة المستحيل فى تحقيق حلمه فى الاستقلال، وقصيدة "وطنى" لأمير الشعراء أحمد شوقى، و"عشقناك يا مصر" للشاعر فاروق جويدة والتى تدرس ضمن المناهج التعليمية للمراحل الإعدادية، كما شدى العديد من المطربين العرب قبل المصريين بأروع الكلمات فى حب مصر منهم عبد الحليم حافظ، وشادية ومحمد منير ولطيفة وحسين الجسمى وشرين عبد الوهاب وجنات وآمال ماهر وغيرهم.

المشاركة الإيجابية

هكذا سجل تاريخ الشعر القديم والمعاصر حب الشعراء لأوطانهم فكيف يمكن للمرأة المصرية ترجمة هذه المشاعر إلى أفعال وليس مجرد كلمات أو شعارات تردد من وقت لآخر؟ تقول الكاتبةالصحفيةفريدةالشوباشى: لا شك أن مصر تسكن قلوب كافة المصريين وفى مقدمتهم المرأة والدليل على ذلك أنها تقدم كل غال ونفيس للذود عن أرضها والتصدى لمحاولات إسقاطها،حيث تضحى بأبنائها وزوجها وأبيها فى الدفاع عن حدودها ضد المعتدين، لذلك كانت أول من فوضت الرئيس الحالى لمحاربة الإرهاب وتتبع بؤره للثأر للشهداء، وقد تجلى ذلك الحب فى مشاركتها فىالثورة على الجماعة الإرهابية فى الـ30 من يونيووحث ذويها على الوقوف أمام الحكم الإخوانى الذى كان يعيث فى الأرض فسادا ويسعى إلى تقسيم الدولة وبيعها من أجل شعارات كاذبة تحت مسمى دولة الخلافة،كما تصدرت الصفوف خلال الاستحقاقات الدستورية المختلفة بداية من الاستفتاء على الدستور مرورا بالانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية للإسهام فى رسم ملامح مستقبل وطنها، بالإضافة إلى مواجهتها الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار من خلال وضع ميزانيات التوفير لترشيد الاستهلاك والنفقات لعبور المرحلة.

وتابعت: أكبر دليل على حب الوطن يمكن أن تقدمه المرأة هو المشاركة الإيجابية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وحث أبنائها وزوجها على التفاعل معها بإيجابية من خلال متابعة البرامج الانتخابية للمرشحين واختيار المرشح المناسب للمرحلة الفارقة التى يمر بها الوطن والقادر على استكمال المشروعات القومية التى أطلقها سيادة الرئيس.

الحفاظ على الهوية

أما د. وهاد سمير،مصممةالحلى والمجوهرات فترى أن المرأة يقع على عاتقها المسئولية الكبرى فى حماية هذا الوطن من الفكر المتطرف من خلال تربية أبنائها على حب الوطن وغرس الانتماء فى نفوسهم منذ الصغر ليكونوا بمثابة الدرع الذى يحمى الوطن والسيف الذى يدافع عنه وذلك من خلال تنشئتهم على القيم الوطنية وتعريفهم بأمجاد أجدادهم الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ على وطنهم، واصطحابهم إلى الأماكن التاريخية التى تعرفهم بالتاريخ المصرى، مشيرة إلى أن ذلك يعد النواة الأولى لمواجهة الأفكار المتطرفة والأعمال الإرهابية التى ينفذها أعداء الوطن، مؤكدة أن المرأة بذلك تكون قد قدمت دليلا لا يقبل الشك على حبها لمصر، إضافة إلى قيامها بدور مهم فى توعية المحيطين بها بأهمية الأحداث السياسية التى تشهدها البلاد من وقت لآخر ومنها الانتخابات الرئاسية التى نحن بصدد الاستعداد لها وحشدهم من أجل المشاركة بها بشكل إيجابى بغض النظر عن المرشح الذين يرغبون فى تأييده خلال هذه الانتخابات.

وترى د. وهاد أن ارتداء الأزياء والإكسسوارات المستوحاة من التراث المصرى أحد الأساليب التى يمكن للمرأة أن تعبر بها عن حبها لوطنها، لافتة إلى أنها تتعمد الظهور فى المناسبات العامة بأزياء وإكسسوارات مصرية لتثبت للجميع اعتزازها بهويتها، داعية وسائل الإعلام والفنانين وصناع الدراما والسينما إلى إبراز ذلك من خلال الاستعانة بالتراث الشعبى فى شتى المجالات بداية من ديكورات الاستديوهات وحتى الملابس.

المرأة بالخارج

قد يدفع البحث عن الرزق الكثير من المصريين إلى السفر إلى الخارج، ورغم ما يمكنهم تحقيقه من نجاحات وثروات خلال غربتهم عن وطنهم إلا أن الحنين إليه يتزايد مع مرور السنوات فكيف يعبر المصريون المقيمين بالخارج عن حبهم لمصر؟ تقول د. جيهان جادو، سفيرةالنوياالحسنةبباريس: يتعاظم حب الوطن لدى المصريين الذين دفعتهم الظروف للابتعاد عن وطنهم بحثا عن مصدر رزق أو تحصيل علم، وتتجلى مظاهره فى سعيهم لتصحيح الصورة الخاطئة لدى الغرب عن مصر،بالإضافة إلى حرصهم على المشاركة فى الانتخابات خاصة الرئاسية، حيث شهدت السفارات المصرية بالعديد من بلدان العالم خلال انتخابات عام 2014 التى أسفرت عن تولى المشير عبد الفتاح السيسى رئاسة البلاد إقبالا كبيرا من المصريين المقيمين بها، ما يعد دليلا على أن حب الوطن يسكن قلوبنا جميعا رغم بعدنا عن مصر.

سمة أصيلة

يقول د. محمود أبوالعزايم، أستاذعلم النفس: يتمتع الشعب المصرى بسمات نفسية وحضارية تتجلى أوقات الشدائد والمحن، وقد ظهرت تلك السمات فى العديد من المواقف فى العصرى القديم والحديث،حيث نجح المصريون فى الكشف عن حبهم لوطنهم خلال العديد من المواقف كان آخرها مشروع قناة السويس، فبمجرد أن أعلن الرئيس قصر عمليات التمويل على المصريين توافد كافة فئات الشعب لدعم مسيرة وطنهم نحو البناء لما استشعروه من أهمية لهذا المشروع من خلال اقتناء شهادات استثمار قناة السويس، وهو ما يؤكد أن حب الوطن سمة أصيلة لدى جموع المصريين، داعيا إلى تضافر جهود رجال الدين والإعلام فى بثق يم الانتماء والإرادة والإصرار والأمل فى نفوس المصريين لاستثارة هممهم واستحضار روح الانتصارلتحقيق التنمية المنشودة.

المصدر: كتب : محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 839 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,454,883

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز