لآل بيت النبى مكانة خاصة بقلوب المصريين حيث يشدون إلى أضرحتهم الرحال، ويحفظون سيرهم ويحتفلون بمولدهم، وفى رمضان تتلهف قلوبهم شوقا للصلاة بمساجدهم،فتعالوا بنا لنعايش سيرهم ونتعرف كيف يحتفل المصريون بموالدهم.
فى حجرها تنساب الرحمة، ومن ضريحها يشع النور والدفء، لذا يرتمى المريدون فى رحابها مرددين «مدد يا طاهرة » وكيف لا؟ وهى حفيدة النبى زينب بنت على بن أبى طالب، أخت سيد الشهداء الحسين، أم العواجز واليتامى. يحرص المصريون على زيارة مسجدها والاحتفال بذكراها العطرة ما حول مسجدها من مجرد ضريح لواحدة من آل البيت إلى مزار دينى يقصده المحبون بقصد التبرك بها.
فى شهر رجب من كل عام يجتمع مئات الآلاف من محبى آل بيت رسول الله وفى مقدمتهم أتباع الطرق الصوفية على اختلاف فصائلهم للاحتفال بمولد السيدة زينب بنت على بن أبى طالب، حيث تنتشر الأضواء على جدار مسجدها الذى يستقبل آلاف الوافدين يوميا على مدار العام، وعلى إيقاع موسيقى كبار المنشدين الذين يشدون بأروع القصائد الدينية حبا فى رسول الله وآل بيته يحتفلون بمولدها.
حيث تنتشر فى الشوارع المحيطة بمسجدها الخيام التى أقامها محبوها ممن توافدوا من مختلف محافظات مصر لتقديم الطعام والشراب للمترددين على ضريحها الشريف قاصدين بذلك الزفر بحبها والقرب منها، وتعد أرغفة الخبز المحشوة بالأرز واللحم الأكلة الشعبية التى يشتهر بها مولد السيدة حيث يتبار كبار تجار منطقة السيدة فى الليلة الكبيرة فى تقديم الذبائح والنذور، إلى جانب الفول النابت الذى يقبل عليه زائروا مسجدها، كما يتميز المولد كغيره من الاحتفالات الدينية ببيع الحمص والحلويات، إلى جانب انتشار ألعاب الأطفال والمشغولات الفضية التى يعشقها المصريون.
ألقابها
تحظى السيدة زينب بمكانة خاصة لدى المصريين الذين يعتبرون زيارة قبرها شرفا وبركة يدعون الله أن ينالوها، وقد لقبت بعدة ألقاب منها الطاهرة وأم هاشم، فقد ورد أن عبدالله بن جعفر الطيار لما أتى أبيها على بن أبى طالب وأخويها للزواج منها استحى أدبا أن يذكر اسمها وقال «الطاهرة »، أما بالنسبة للقبى «أم العواجز، وأم اليتامى » فقد أطلقا عليها عندما ذهبت إلى المدينة المنورة واعتكفت، فلما توافد عليها الكثير طلبت ألا يأتيها سوى اليتامى والعواجيز فقط ليأكلوا ويرتاحوا دون حرج ومن هنا جاءت فكرة زيارة المحتاجين والعاجزين عن سد احتياجاتهم للضريح استبشارا بها.
معاناة وحزن
زينب.. الحلم الذى ينتظر منه الكثير أن يحقق طلباته، ويرجو مساعدته فى الأزمات، يتغنى بقوتها ومعجزاتها وقدرتها على احتواء الضعفاء، لكن هذا القالب البشرى الراقى الذى وضعت فيه السيدة زينب وراءه معاناة كبيرة، فقد تحملت رضى الله عنها ما لا يقدر عليه بشر، ويروى محمد الباز فى كتاب «الإسلام المصرى » مذكرات أم العواجز قائلا: شهدت مقتل أخيها الحسن بعد أن غدرت به زوجته، ووقفت على اغتيال أخيها الحسين وهو يجز رأسه، لكنها دفنت أحزانها فى قلبها، ومضت لتحافظ على ما تبقى من أهل بيت الرسول «صلى الله عليه وسلم .»
انتقالها لمصر
على الرغم من اختلاف المؤرخين حول حقيقة وجود جسدها الطاهر بالمقام الموجود داخل المسجد أم لا حيث اختلف الكثير من المؤرخين حول مرقدها ومكان ضريحها بين دمشق والقاهرة، إلا أن قلوب محبيها تدلهم أن روحها تهيم بين أرجاء المسجد لتعمل بوصية جدها الحبيب المصطفى محمد «استوصوا بأهل مصر خيرا ،» وقد اختلف المؤرخون فى تحديد سنة وفاتها إلا أنهم اتفقوا أن رحيلها إلى الحياة الآخرة كانت فى الخامس عشر من شهر رجب.
ساحة النقاش