مشوار طويل قطعته د. نجوى خليل فى العمل المجتمعى سواء عبر عملها الأكاديمى كباحثة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية منذ عام 1976 ، حيث كان كل اهتمامها ينصب حول هموم واهتمامات المواطن المصرى، إلى أن أصبحت مديرة عامة للمركز عام 2008 ، ثم تولت وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية فى 2012 ، إلى أن أصبحت عضوة بالمجلس القومى للمرأة.

التقينا د. نجوى لنقف معها على ما تم تنفيذه من إستراتيجية تمكن المرأة »2030« ، ورؤيتها لها، وغيرها من الأمور المتعلقة بأوضاع المرأة المصرية.

- فى البداية هل هناك صعوبات في تنفيذ إستراتيجية 2030 فيما يتعلق بتمكين المرأة على أرض الواقع؟

بالطبع هناك صعوبات وأغلبها اجتماعية وثقافية, فصورة المرأة لدى المجتمع بحاجة إلى تغيير، ولمحاربة تلك الصورة السلبية نسلط الضوء على دورها في تنمية المجتمع والنهوض به، ونعمل على دعم قيم أسرية موجودة بالفعل، وأحيانا ما نواجه الرفض من النخب المحلية في بعض القرى والمراكز الذين يرفضون التغيير وتعريف النساء بحقوقهن، لكن بعد ثورة  25 يناير حدث تغيير في السلوكيات وأصبح المجتمع المحلي أكثر تقبلا لفكرة احترام المرأة وإيمانا بأهمية دورها.

- ما الذى تم تنفيذه من بنود الإستراتيجية؟

اعتمادنا في تنفيذ بنود الإستراتيجية على الشباب جعل الأمر أكثر حيوية، ولدى المجلس القومي للمرأة لجان عديدة تتولى تصدير الفكر الجديد للمجتمعات المحلية تحديدا خاصة فيما يتعلق بتنمية النيل، وتثبيت قيم إيجابية لدى المزارعين لكي يزرعوا المحاصيل التي تحتاجها البلاد، والمحاصيل التي لا تهدر مياه كثيرة، ونعمل على تعزيز الأفكار التي تدعم مشاركة المرأة الريفية في مجالي الاقتصاد والزراعة، ومع مرور الوقت ستظهر هذه البصمة وتصنع فارقا.

- وكيف يسهم رفع الوعي لدى المرأة الريفية في تحقيق التنمية؟

المرأة الريفية هي الأساس في أمور كثيرة فهي "عمود المنزل" وهي المسئولة عن غرز القيم فى نفوس الأبناء، فرفع وعيها سيجعلها تنتج جيلا واعيا ومنتميا إلى البلد، وهناك التصورات السلبية لدى المرأة عن نفسها فكثير منا يخشين المجاهرة بالشكوى من صعوبات تواجههن أو معاناتهن من العنف المنزلي، ولا يعرفن كيف يحصلن على حقوقهن بالقانون وهناك مشكلة مثل مشكلة الثأر،ففي الصعيد مع البحث والدراسة وجدنا أن للمرأة دورا كبيرا في تفشيها حيث تضغط على أبنائها الذكور للأخذ بالثأر.

- وهل تهتمون أكثر بالتمكن السياسى أم الاقتصادى أم المجتمعي للمرأة؟

جميعها لها الأولوية ونعمل على دعم المرأة وتمكينها فى هذه المستويات بشكل متوازى، فالسياسي يؤثر على الاقتصادي ومن ثم المجتمعي، وهناك تداخل بين الدوائر الثلاث تتشارك أكثر من وزارة ومؤسسة لإحداث نوع من التكامل، والفكرة التي نعمل عليها هي أننا لا ندعم المرأة من أجل المرأة فحسب بل من أجل المجتمع ككل، والمجلس لا يهتم بالمرأة فحسب، بل يسعى لإعدادها لتصبح أكثر إيجابية في مساندة المجتمع لاجتياز مرحلة التنمية بنجاح.

- هل ما زالت الثقافة الذكورية سائدة في مجتمعنا، وإلى أى مدى تشكل عائقا أمام تمكين المرأة؟

ما زالت الثقافة الذكورية تؤثر وبشكل كبير فى مجتمعنا ، حيث يعتبر أفراده المرأة عورة أو كيانا ناقصا ، رغم ارتفاع نسبة المرأة المعيلة التي تكافح كالرجل، ووجود نساء كثيرات يحملن مسئولية بيوت بالكامل رغم وجود الزوج.

- كيف ترين الدور المطلوب من المرأة حاليا تجاه وطنها؟

لا شك أن الأمن ليس مجرد حمل الساح للدفاع عن الوطن، بل يشمل الأمن الغذائى فالمرأة لها دور فى وضع أولويات الإنفاق، وعندما تتعلم إدارة شئون منزلها بشكل اقتصادى سينعكس هذا على وضع المجتمع ككل، فسلوك المرأة كمسئولة عن إنفاق الأسرة ينعكس سلبا وإيجابا على الإنفاق العام للبلاد، كذلك المرأة الواعية تنتج جيلا واعيا، فإذا كانت مؤمنة بهذا الوطن وجيشه وقيادته ستغرس هذه القيم لدى أبنائها فينشأ جيا وطنيا لا تستطيع أية جهة خارجية التأثير عليه وتجنيده، لذا فهى صمام أمان للمجتمع.

- شاركت بالدورة الـ 37 للجنة العربية للمرأة فىتونس، ويعتبر الكثيرون أن تونس قطعت شوطا كبيرا فيما يتعلق بقضايا المرأةفهل تبادلتم الخبرات في هذا المجال؟

بالطبع حدث تبادل خبرات وتعاون فكري وتطبيقي في بعض النواحي، لكن من وجهة نظري تجربة مصر أفضل من تونس، ولا يمكن قياس أفضلية تونس بمسائل المواريث مثلا فهي مسألة لا تزال محط جدل ديني، وكما لديهم قيادات نسائية في مجالات عديدة، فقد شهدت مصر طفرة في تواجد النساء على الساحة السياسية كوزيرة ومحافظة ونائبة بالبرلمان، وكذا في مجال التمكين الاقتصادي.

- وماذا عن دوركم كمجلس فيما يتعلق بتوعية المرأة بترشيد الاستهلاك ومواجهة ارتفاع نسب الطلاق؟

لدينا أنشطة مستمرة لتوعية المرأة بدورها فى هذا الإطار، وأيضا فيما يتعلق بمواجهة ظاهرة الطاق المبكر، والتركيز على دور الرجل والمرأة المتساوى فى تكوين الأسرة والحفاظ عليها، بل وتوعيتهما أن الزواج ليس صراعا بل شراكة متكاملة.

- بعد ثورة 30 يونيوهل نستطيع القول إنه تم إنصاف المرأة أخيرا؟

بالتأكيد، فالرئيس عبد الفتاح السيسي أكد على إيمانه بأهمية دور المرأة وقد تجلى ذلك في زيادة عدد النائبات داخل البرلمان، وارتفاع نسبة تمثيل المرأة في المراكز القيادية واتخاذ القرار،حيث أعطى الرئيس الفرصة للمرأة في الظهور والتواجد كعنصر مؤثر وفعالبناء على كفاءتها وقدرتها على القيادة .

المصدر: حوار: أماني ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 679 مشاهدة
نشرت فى 8 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,833,916

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز