على ضفاف نيل القاهرة الساحر، وعلى أصوات دقات خشبة المسرح العتيقة، احتضنت مصر فعاليات الدورة الحادية عشر من مهرجان المسرح العربي، كما احتضنتها فى دورتها الأولى عام 2009، والتى نظتمها الهيئة العربية للمسرح، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.
«أهلا بكم فى مصر مهد المسرح العربي» هى الجملة التى ألقتها الفنانة سميحة أيوب وأشعلت المسرح الكبير بدار الأوبرا، خلال فعاليات المهرجان، كعادتها دائما كانت مصر وما زالت القبلة الأولى للفن والثقافة لذا كانت الدورة هذا العام مختلفة لتنير القاهرة الطريق لكل عشاق خشبة المسرح.
يوم الوفاء
رغم أن مهرجان المسرح العربى اعتاد فى كل دوراته السابقة أن يكرم 15 مسرحيا فقط، فإنه ولأول مرة يكسر هذه القاعدة، حيث اختار 25 مسرحيا مصريا لتكريمهم فى هذه الدورة، فقد أهدت وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم دروع المهرجان التذكارية للكوكبة المكرمة من الشخصيات التى أثرت الدراما والمسرح العربى وهم أشرف عبدالغفور، آمال بكير، جلال الشرقاوى، رشوان توفيق، سميحة أيوب، سميرة أحمد، سمير العصفورى، سمير غانم، سميرة عبدالعزيز، سناء شافع، سهير المرشدى، عبدالرحمن أبو زهرة، عزت العلايلى، فهمى الخولى، كمال عيد، لينين الرملى، محمود الحدينى ومحمود ياسين وتسلمتها عنه زوجته الفنانة المعتزلة شهيرة، نبيل الحلفاوى، نبيل منير، نجاة على، نعيمة عجمى، هدى وصفى، يحيى الفخرانى والكاتب يسرى الجندى.
فرحة سميرة وسهير
تقول الفنانة القديرة "سميرة عبد العزيز": " تكريمى وسط هذا العدد الكبير من المكرمين، دليل على أن المسرح لا يزال بخير، وأنه الفن الأول، أو كما يقال إنه «أبو الفنون»، وهذا المهرجان وغيره من المهرجانات المسرحية مثل المهرجان القومى المصرى، الذى شارك فيه 27 عرضا مسرحيا، تأتى لتحرك المياه الراكدة ولتؤكد للكثيرين أن المسرح ليس ما نراه على شاشات التليفزيون هذه الأيام، التى تقدمه على أنه ترفيه وضحك فقط، لكنه يقدم فكرا ذو مضمون، وعن أعمالها الحالية تقول: أشارك الفنان محمد صبحى مسرحيته الجديدة التى تعرض حاليا.
أما الفنانة سهير المرشدي فتقول لـ "حواء": المسرح فن مهم وسلاح وهو أحد عناصر القوى الناعمة التي يجب أن نواجه به التطرف إلى جانب السلاح التقليدي، مشيرة إلى أن المجتمع كلما ابتعد عن الفن والثقافة كلما انتشر الجهل والأمية والظلام الفكري.
مصر الفائزة
لأول مرة تفوز مصر بجائزة أفضل عرض مسرحي خلال مهرجان المسرح العربي وذلك من خلال العرض المصرى "الطوق والإسورة" ، الذي قدم للمرة الأولى منذ 22 عاما، ونال مخرجه ناصر عبدالمنعم جائزة أفضل عرض بمهرجان المسرح التجريبى، وهي عن نص للكاتب يحيى الطاهر عبدالله، وقد دخل العرض في منافسة مع ثلاث مسرحيات عربية هي "الرحمة، المجنون وذاكرة قصيرة"؛ قبل أن تعلن لجنة التحكيم عن فوز المسرحية المصرية، وفي الوقت ذاته أعلن إسماعيل عبدالله أمين الهيئة العربية للمسرح عن فوز العاصمة الأردنية عمان، بتنظيم الدورة المقبلة، لمهرجان المسرح العربي.. ونعرض بعض الأعمال المشاركة هذا العام.
عروض ..عروض
قدم العرض المسرحي الأردني "سلالم يعقوب"، على خشبة المسرح القومي، وسط إقبال جماهيري كبير، العرض عمل بصري متكامل يتناول الوعي في البحث عن مناخ جديد لإتاحة فرص للجميع للإبداع.
الإمارات
حول العمل الإماراتي المشارك في المهرجان يقول "محمد العامري" المخرج الإماراتي: "العرض مأخوذ عن رواية المجنون للراحل جبران خليل جبران إضافة إلى السيناريو التأملى الذى كتبه العراقى قاسم محمد، منذ ما يقرب من 23 عاما، وكشف العامرى عما دفعه لتقديم هذا النص تحديدا دون غيره قائلا: "وجدت فى النص الكثير من التماس مع ما يقربنا من المتلقى عبر طرح مشاكله وهمومه وقضاياه التى تشغله فى اللحظة الراهنة، الأمر الذى يجعلنا مشتبكين مع الواقع هنا والآن، ويضيف: قدمت عروضا مسرحية كثيرة إلا أن هذا النص تحديدا هو المحطة الأهم فى تاريخى الفنى.
قمرة 14
من العروض المشاركة في المهرجان عرض «قمرة 14»، الذى شاركت به تونس وعنه تقول مخرجته دليلة مفتاحى: هذا العرض تأليف بوكثير دومة ويحكى عن أحداث قديمة وحديثة مرت بها تونس، مشيرة إلى أن مشاركتها فى مهرجان المسرح العربى شرف لأنه عرس مسرحى كبير أتاح لها مشاهدة أعمال أخرى.
تكريمات
وفى مسابقة التأليف المسرحى فازت مصر بجائزة التأليف «أيمن هشام محمد حسن»، عن العرض المسرحى للكبار والصغار: "طسم وجديس"، بينما حصل نص «كفن البروكار» للجزائرى محمد الأمين بن ربيع، على المركز الثانى، فيما حصل على المركز الثالث نص «المشهد الأخير فى وداع السيدة»، للسعودى إبراهيم الحارثى.
ساحة النقاش