كتبت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى شريفة 34 سنة التى ارتبطت بقصة حب جارف مع أشرف الذى يكبرها بخمس سنوات, وهو شاب وسيم ميسور الحال يعمل فى شركة أجنبية ويقبض راتبا بالدولار, فضلا عن أن له إيراد آخر من إرث لأبيه وأمه, وقالت شريفة إنها كانت أسعد زوجة فى العالم حتى تأخر حملها عاما وذهبت هى وزوجها إلى الأطباء وأجريا التحاليل الطبية عدة مرات والتى أثبتت أنها سليمة تماما, وأكدت التحاليل الطبية فى مصر والخارج أن زوجها أشرف لا يمكن أن ينجب طول عمره ولو أخذ كل أدوية العالم, وكان أن عرض أشرف على زوجته أن يطلقها لكى تتزوج غيره وتحقق حلم الأمومة الذى كانت تتمناه لكنها بكت وقبلت يديه وقدميه وطلبت أن تظل على ذمته لأنها تحبه ولا تستطيع أن تعيش بدونه, وكان أن فوجئت شريفة بزوجها وقد كتب لها شقة الزوجية الفاخرة التمليك (بيعا وشراء) باسمها, وبكت واعترضت وأكدت له أنها لا تريد أى شيء فى الدنيا سوى أن تكون بجواره دائماً لأنها تحبه ولا تطمع فى أى شيء مادى فى الحياة, وظلت شريفة كعادتها مثل الفراشة السعيدة خفيفة الظل مبتسمة دائما, وقالت إنها تعتبر كل أطفال مصر أولادها حتى فوجئت بزوجها يتغير حاله ويعود مخمورا كل ليلة من الخارج فى ساعات متأخرة من الليل, وعندما عاتبته قال لها إنه يشرب من همه وحظه القليل, وعاتبته وأكدت له أنه لا داعى للهم فى حياتهما فهى تعتبره زوجها وطفلها وكل مالها فى الحياة حتى كانت المفاجأة التى أحزنتها وقضت على سعادتها!

***

قالت السيدة شريفة جاءتنى مكالمة تليفونية من محمول لا أدرى من هو وقال الصوت: انظرى إلى موبايل زوجك تعرفين أنه واقع فى غرام امرأة تلعب بالبيضة والحجر وسوف تدمره تماماً لأنها محترفة فى اصطياد الرجال وإفلاسهم ثم طردهم من حياتها بعد إفلاسهم, وقال الصوت: فاعل خير والله العظيم, فاعل خير لا أكثر ولا أقل, وأعرف أنك زوجة محترمة وبنت ناس وضحيت من أجله كثيرا, وأغلق الخط!

***

واستطردت السيدة شريفة.. وعندما عاد أشرف مخمورا كالعادة ودخل الحمام أخذت هاتفه المحمول ووجدت صورة له وهو يحتضن تلك المرأة اللعوب ورسائل بينه وبينها تدل على غرام ولقاءات حميمة وكلمات لا أستطيع أن أقولها لك لأنها خادشة للحياء, والأهم من هذا كله شبه وعد بالزواج, وقبل أن يخرج من الحمام أعدت الهاتف كما كان وقلت له يا أشرف.. ما جزاء الخائن الذي يهدر كرامة زوجته  دون أن ترتكب أى ذنب؟! قال أشرف وهو يتثاءب بل صاح وهو يتثاءب بصوت مسموع.. فيه إيه يا شريفة؟ نامى يا حبيبتى أنا مش ناقص وجع قلب وكلام ومحاضر واستجوابات؟

قلت له: لكنك خنت العشرة وخنتنى مع امرأة تريد أن تدمرك وتستولى على كل ما تملك؟

قال: مين قال لك الكلام الفارغ ده؟

فتحت له الموبايل الخاص به وعلى صورتهما معا وهو يحتضنها وقلت له: ما رأيك؟

قال: هل تتجسسين علي؟

قلت له: نعم, من حقى كزوجة أن أعرف عنك كل شيء !

فما كان منه إلا أن غطى رأسه باللحاف وقال:

-  بكرة بقى نتفاهم؟

نزعت الغطاء عن رأسه وقلت :

لا, بكرة بقى نتطلق وهذا آخر كلام عندى!

***

فى الصباح نهض متعبا ولم يذهب إلى عمله وبدا محرجا لا يعرف كيف يبرر ما فعل, وقال وهو يدعى المرض:

- غلطة وربنا نفسه بيسامح؟

قلت له: هل تقبل أن أخونك مثلما خنتنى, قال: أستغفر الله العظيم أنا غلطان وستين غلطان كمان!

وبعد عدة أشهر علمت أنه ما زال يتواصل مع تلك المرأة ويتجنب ما يثبت علاقته بها! فهل أضحي بحياتى وأمومتى من أجل رجل خائن؟

***

طبعاً تعرفين حق المعرفة أنه من حقك الحصول على الطلاق بسبب عدم الإنجاب لكنك تقولين إنك تحبينه ولا تستطيعين الحياة بدونه, ورأيى أن تعطيه فرصة أخيرة.. فإذا لم يقلع عن الخيانة فمن حقك أن تطلبى الطلاق, فهو الذى يبحث عن الخراب وقد قدمت له النصيحة مرارا وتكرارا وأكره شيء عندى هو الخيانة, وأرجوك أن تستفتى قلبك ومشاعرك قبل أى شيء, وأرجو أن يهديه الله سبحانه وتعالى ويعيده إلى صوابه ولا بأس من فرصة إذ تجعله يستفيق ويقلع عن خيانته!

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 630 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,457,285

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز