نجلاء أبو زيد 

الأقربون أولى 

زوجى يعمل بإحدى الدول العربية والحمد لله نعيش فى مستوى اجتماعى واقتصادى جيد ومشكلتى أننى أشعر أنه يجامل أهله ويصرف ببذخ على أشقائه المتزوجين فى حين مجاملاته مع أهلى محدودة جدا، وتزداد الأزمة كل سنة قبل شهر رمضان عندما يوصى الجزار بذبح عجل وتوزيعه على كل أفراد عائلته ويكتفى بإرسال جزء بسيط فى بيت والدى ولا يفكر فى باقى أفراد عائلتى، فى حين أنه يرسل لخالاته وأبنائهن وكل فرد فى عائلة أمه وأبيه، وكلما تحدثت معه يخبرنى أن الأقربون أولى وأنهم محتاجين عكس أهلى وأشقائى المرتاحين ماديا، وعندما يحضر لقضاء بعض الأيام معنا فى رمضان يشترى لبس العيد لكل أبناء أشقائه، لم أعد أحتمل هذه الطريقة، وتحدث مشاكل خلال الإجازة بسبب رفضى لتصرفاته لأنه يطمعهم فيه وأنا وأولاده أولى بكل قرش، وعندما أقول له ذلك وأخبره أنه مسئول عن والده ووالدته فقط يغضب ويتركنى ويجلس باقى الإجازة عندهم، ولا أعرف كيف أجعله يحافظ على حقنا ولا يوزعه على كل أفراد عائلته؟

وفاء

عفوا لا أستطيع استيعاب ما تريدنه فأنت تعترفين فى بداية مشكلتك أنه كريم معك ومع أولادك ولا يبخل عليكم بشيء وأن أسرته تحتاج المساعدة، فطالما لا يبخل عليك بشيء فليس من حقك التدخل فيما ينفقه على أهله، وربما لا ينفق بنفس القدر على أهلك لأنه يرى أنهم مرتاحين، ولو كان وضعهم مثل أهله ما بخل عليهم بشيء، زوجك يبر أهله وأشقاءه لأنهم طالما محتاجون فهم أولى بالزكاة والصدقات، وخناقة العجل السنوية أنت السبب فيها وعليك أن تراجعى نفسك قبل فوات الأوان، فأحاسيسك هذه تعكر صفو حياتك والأفضل أن تراجعى نفسك فما يفعله زوجك يعود بالخير عليكم لأنه يزيد رزقه ببركة دعوات أهله البار بهم، فاستعيذى بالله من الشيطان ولا تخربى بيتك بنفسك وثقى أن ما أنتم فيه من خير قد يزول إذا انقطع زوجك عما يفعله، وضعى نفسك مكانه هل لو كان أهلك يحتاجون هل كنت ستفعلين مثله؟ فكرى جيدا وضعى نفسك مكانه واسأليها هل لو كان هذا الإنفاق على أهلك كنت ستقولين نفس الكلام؟ وعندما تجيبين بصراحة ستحافظين على بيتك وزوجك الكريم.

عريس لقطة

أحببت أستاذي بالجامعة وهو يكبرنى بتسع سنوات ومطلق ولديه طفلان يعيشان مع أمهما، ويعيش فى مستوى اقتصادى مرتفع جدا، ومقتنعة جدا به وأشعر أننى سأكون سعيدة معه لأنى أراه عريسا لقطة خاصة أن أولاده مع أمهم وينفق عليهم ببذخ ولن يشكلوا أى مشاكل لى، ولكن والدتى عندما اخبرتها بالموضوع ثارت فى وجهى ورفضت حتى مقابلته، ولأن والدى متوفى أخبرت أخوالى وأعمامى بعضهم اعترض وبعضهم وافق، وللأسف لا أحد يقدر مشاعرى، وهى تؤكد لى أننى سأندم لفارق السن من ناحية ولأننى مبهورة بشخصيته وثرائه وسأندم فيما بعد، وتؤكد أنه سيعود لأم أولاده بعد فترة وقد يطلقنى، أخاف من كلامها جدا وأخاف أن أندم لكنه فرصة لأى بنت كيف أضيعها لمجرد أنه مطلق؟ فماذا أفعل لأقنعها؟ وهل إذا تزوجته دون موافقتها يكون خطأ لأنها مصره ألا تراه أو تسمعه وتقول إنه ضحك علي بكلامه المعسول؟

فرح

بداية كونك مازلت تدرسين بالجامعة فهذا يعنى أنك مازلت صغيرة على الزواج أساسا وغير قادرة على اتخاذ قرار مصيرى، فكل أحلامك فى هذه الفترة تتميز بالرومانسية دون تفكير فى الواقع وما يحمله من مسئوليات، فأنت انبهرت بشخصية أستاذك ومميزاته اللقطة على حد قولك مما أعمى عينيك عن النظر لمشكلات هذا النوع من الارتباط، فأنت مازلت فى بداية حياتك بينما أستاذك تزوج وأنجب وطلق فهذه علاقة غير متكافئة خاصة لمن فى مثل سنك ووالدتك تفهم جيدا حجم المشكلات التى قد تنشأ عن هذه العلاقة لذلك تغلق الباب من الأساس حتى لا يحضر ويقدم امتيازات مالية قد تجعلها تضعف نظرا لكونه أعلى منكم اجتماعيا واقتصاديا، وعليك التريث وعدم التفكير فى الزواج منه دون موافقة أمك وانتظرى حتى تتخرجى في الكلية ربما تتغير أفكارك وحاولى التفكير فى ظروفه دون أن تفكرى فى إمكاناته، هنا ستعرفين أنه ليس لقطة كما تظنين، احمى نفسك من تجربة قد تترك جرحا كبيرا إذا قررت دخولها بينما من حولك وبناء على خبراتهم فى الحياة يحذرونك منها، أنت تعتقدين أن أولاده ليسوا سببا لأى مشاكل لأنهم مع أمهم ماذا لو تغيرت الظروف وأصبحوا فى مسئولية والدهم الحياة ليست وردى ولا إمكانات مادية فقط لكنها تحتاج قدرا من التوافق العمرى والنفسى والاجتماعى، انتظرى أن تجدى من يناسبك لتحظى بحياة مستقرة.

النصيحة فى الخفاء

"يا بخت من بكانى وبكى علي ولا ضحكنى وضحك الناس علي" مثل حقيقى جدا، فمن يحبك سينصحك لأنه يخاف عليك ولكن أحيانا لا يجيد الناصح اختيار التوقيت المناسب لنصيحته مما يجعل المستمع يرفضها، لذا علينا أن نتعلم أن النصيحة فى الخفاء لها أعظم الأثر لأنها صادقة ولا تسبب أى إحراج لمن نقدمها له، وفى حياتنا الزوجية قد يتصرف أحد الأطراف بشكل خاطئ ويتدخل البعض لتقديم النصح، هنا يفضل أن يجلس مع كل طرف بمفرده حتى لا يحرجه أمام الآخر ونفس الحال مع أولادنا، فبدلا من التوبيخ العلنى لهم علينا نصحهم بشكل هادئ وبمفردهم ولنعى جيدا أن النصيحة المعلنة فضيحة والخفية نصيحة أمينة من محب خائف على من ينصحه.

المصدر: نجلاء أبو زيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 31 مارس 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,679,168

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز