لا نزال نعيش أجواء شهر مارس واحتفالاتنا بعيد الأم، ولا تزال الإذاعات تصدح بهذه الكلمات: «ست الحبايب يا حبيبة/ يا أغلى من روحى ودمى/ يا حنينة وكلك طيبة/ يا رب يخليك يا أمي.. يا حبيبة »، من منا لم يتغن بتلك الكلمات التى تعد هى أشهر وأحلى ما قدمته ليست فايزة أحمد فقط، ولكن ما قدمه تاريخ الغناء المصرى والعربى مواكبة لمناسبة عيد الأم والأسرة، والأغنية «ست الحبايب » كما هو معروف من أروع ما كتب الشاعر الرقيق حسين السيد ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وغناء الكروانة فايزة أحمد، ورغم أن عمر الأغنية تجاوز ال 60 عاما؛ حيث تم بثها لأول مرة عام 1958 إلا أنها عاشت وتصدرتةالمركز الأول طوال هذا التاريخ ولا تزال الأكثر شهرة واستماعا، هذا رغمىوجود أغنيات أخرى منافسة عن نفس الموضوع الأم أخذت حظها من الشهرة أيضا مثل «إنت يا أمى » للرقيقة نجاة الصغيرة و «ماما يا حلوة » للكبيرة شادية، و «أحن قلب قلبك يا أمى » لملك البساطة فى الألحان محمد فوزى، وحتى فى الأغنية المعاصرة مثل غنيوة عماد عبد الحليم «أمى ،» وأغنية الرشيقة سعاد حسنى «صباح الخير يا مولاتى »، والغنوة الجماعية «كل سنة وإنت يا ماما فى سلام » لفرقة المصريين من تلحين هانى شنودة، لكن كل هذه الأغنيات لم تنجح فى القفز إلى المركز الأول فى المنافسة مع رائعة فايزة أحمد/ حسين السيد/ محمد عبد الوهاب، حتى كادت أن
تكون هى جرس الصباح الذى يوقظنا لنحتفل بعيد الأم. فى رأينا أن الإذاعة مقصرة فى إذاعة أغنيات مناسبة عيد الأم، حيث تظل تلك الأغنيات حبيسة أدراج المكتبة الموسيقية حتى يأتى شهر مارس فيفرج عنها تماما، كما تفعل فى أغانى شهر رمضان والعيد «يا ليلة العيد » لأم كلثوم، ولا بد من تغيير جداول الإذاعة والتليفزيون ليمنحوا الوقت الكافى لهذه الأغانى لتبهج الناس وتثبت معانيها وقيمها وروحانياتها فى وجدان المصريين، والشيء الأخطر أنه عندما يحاول أى مطرب وملحن عمل أغنية عن مناسبة من هذه المناسبات التى هى ملك للأجيال، فإنها لا تذاع ويحكم عليها بالإعدام!
ساحة النقاش