أسابيع قليلة ويبدأ رسميا موسم سينما الصيف، والمدقق لخريطة الأفلام التي تحتشد للعرض؛ من السهل عليه أن يكتشف عددا من الملاحظات في اتجاهات سينما صيف 2019، أولها مزيد من سيطرة جيل الشباب على مجمل الإنتاج هذا العام في ظل غياب مؤثر للكبار ـ بين العزلة أو الرحيل ـ ولذا انحصرت المنافسة فيما بينهم، أيضا حقق بعض النجوم الشباب إيرادات غير مسبوقة بصورة أعادت للأذهان سيناريو بدأ منذ عقدين من الزمان، إضافة إلى مزيد من الاهتمام بعنصري الكوميديا والرقص بشكل طاغٍ على المشهد، والملاحظة الأخرى؛ هي أن موسم أفلام "الصيف" يبدو أنه قد فاجأ عددا من المنتجين حيث لم ينتهوا بعد من أفلامهم......!
الملاحظة الأهم هي أن أفلام صيف 2019 تخلو كالعادة من "الدسم" ونعني به غياب العديد من القضايا الاجتماعية والوطنية؛ فيما انحصرت موضوعاتها بين العنف والحركة (اﻷكشن) وهناك الكوميدي المغلف بالطابع الاجتماعي أو الشبابي المفتعل، ومن الظواهر الإيجابية عودة بعض النجوم السينمائية أمثال كريم عبد العزيز وغادة عادل والكدواني وغيرهم، هذا إلى جوار عدد من راقصات هز الوسط ـ لزوم الفرجة ـ تتقدمهم الراقصة المستوردة من أوكرانيا وبلاد الصقيع الساخن!
نؤكد على حقيقة مهمة، أننا لسنا ضد الرقص كفن ولا ضد الكوميديا ولا نختلف مع الموجات الشبابية ولا غيرها؛ فبعضها ممتع وخاصة في حالة ناجحة من الكوميديا النسائية للنجمة خفيفة الظل ياسمين عبد العزيز، مادامت لا تروج لمشاهد التحرش بالنساء أو تحتوي على مشاهد إسفاف أو كلمة تؤذي مشاعر أطفالنا.
من الصعب التوقع بظهور أفلام كبيرة، ولكن الفرصة سانحة لتحقيق طفرة في إيرادات الشباك؛ حيث إن ذروة الموسم إذا كانت سوف تتأجل إلى ما بعد شهر رمضان المبارك ـ شهر المسلسلات والتخمة في المشاهدة ـ إلا أن جهات الإنتاج سوف تنتظر بداية المصايف وسينما البلاجات، وهي فترة سوف تمتد لتشمل موسمي العيدين الفطر والأضحى المباركين، وهي فترة كافية يختبر خلالها النجوم وأفلامهم..
أمنياتنا بموسم "مربح" ولا عزاء للسينما المصرية!
ساحة النقاش