ابتسام أشرف

"العيشة بقت غير.. والروح ارتاحت".. كلمات بسيطة لكنها تختصر حكايات طويلة عاشتها كثير من الأسر المصرية التي انتقلت من مناطق عشوائية كانت تفتقر لأبسط مقومات الحياة إلى مجتمعات سكنية حديثة وفّرت لهم الأمان والكرامة.

لم تقتصر تلك النقلة على توفير جدران جديدة أو شقق منظمة، بل امتدت إلى تغيير نمط الحياة، وفتح أبواب كانت مغلقة، مثل التعليم والتدريب وفرص العمل في صورة حقيقية لمفهوم "العدالة الاجتماعية".

"حواء" تستمع إلى أهالينا بتلك المناطق، وتنقل عبر صفحاتها مشاعرهم بعد انتشالهم من العشوائيات التى كانت بؤرا للإجرام ومقلبا للنفايات.

من قلب حي "روضة السيدة" تحكي سعاد حسين، إحدى السيدات التي كانت تسكن سابقًا بمنطقة "تل العقارب" كيف تبدلت حياتها قائلة: زمان كنا بنقفل باب الشقة ونفضل سهرانين من الخوف، دلوقتي في أمن وكاميرات مراقبة ومكان نضيف وناس محترمة حوالينا، إحنا ما كناش مصدقين إن هيجي يوم ونعيش بالشكل ده.

أما زوجها راضي، الذي يعمل بائعًا تحولت منطقة "تل العقارب" من منطقة عشوائية إلى مشروع سكنى متكامل يتمنى أى شخص أن يسكن فيه، ولا يمكن أن نقارن بين المنطقة قبل التطوير وبعده، فقد كنا نعانى فيها الفقر الشديد والإهمال، لكن الرئيس السيسى حرص على تطوير المنطقة، ووفر للأهالى وحدات سكنية ومحالا تجارية بالتقسيط وإيجارات شهرية مخفضة.

وتابع: حصلت على محل تجاري بالتقسيط المريح، الرئيس السيسى وعد وأوفي، المنطقة قبل التطوير كانت غير آمنة ولا يشعر سكانها بالأمن والأمان، وكانت مليئة بالبؤر الإجرامية، لكن الوضع تغير بشكل كبير، وأصبحنا نشعر بالأمان أكثر، فهناك كاميرات مراقبة  في كل الشوارع داخل روضة السيدة تتصل مباشرة مع قسم شرطة السيدة زينب.

"من غرفتين متهالكتين لشقة كاملة في منطقة الأسمرات"، كانت نادية إبراهيم تعيش في غرفة واحدة مع أسرتها في "بطن البقر"، واليوم تحكي عن نقلها إلى حى الأسمرات قائلة: انتقلنا من غرف بحمامات مشتركة لبيت وسّع لنا الدنيا، الشقة كاملة ومجهزة، وكل حاجة حوالينا متوفرة من مدارس لمستشفى لجمعيات وخدمات.

وتضيف: "الموضوع مش بس شقة، دي حياة جديدة بنتعلم فيها النظام والنظافة والأمان، حسينا إننا بقينا بني آدمين لينا حقوق".

"الشغل جه لحد عندنا"

تقول مي عبدالعزيز، 35 عامًا، التي تعمل حاليًا في مصنع بمنطقة الأسمرات: أنا كنت ساكنة في إسطبل عنتر، واللي عاش هناك يعرف إننا كنا محرومين من كل حاجة، لا أمان ولا خدمات ولا مستقبل، بعد النقل التحقت بتدريب مهني واشتغلت في مصنع جنب سكني بمرتب محترم، وولادي بيروحوا مدرسة نظيفة، دي مش صدفة دي خطة حقيقية لبناء حياة".

"بشاير الخير.. اسم على مسمى"

في الإسكندرية، مشروع "بشاير الخير" كان نقطة تحول كبيرة لأهالي المناطق العشوائية خاصة في مراحله الثلاث التي نقلت آلاف الأسر لمناطق متطورة.

وتذكر فوزية رمضان، ربة منزل، من سكان مدينة بشاير الخير1 أنها وأسرتها تم نقلهم إلى مدينة بشاير الخير بعد التطوير، قائلة: المدينة الجديدة أفضل بالتأكيد من حيث النظافة وتوافر كافة الخدمات للسكان، وحول التحاقها بمركز التدريب قالت: التحقت بالمركز لأحترف مهنة الخياطة التى كنت أحبها، وتم اختيارى مساعد مدرب بالمركز بعد اجتياز فترة التدريب.

أما الحاج رجب، 50 سنة فيذكر أن التطوير لم يكن على مستوى الأبنية والعقارات فقط، بل امتد إلى التنمية البشرية، حيث جاءت مدينة بشاير الخير "1" كنموذج للتنمية الشاملة والمستدامة لتطوير العشوائيات، وتأهيل أهالي المنطقة، مع توفير فرص عمل لهم، من خلال مركز التدريب المهني "فيتك" والذي أنشأ بالشراكة مع جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية.

"الخيالة..الحلم اللي استنينا عمرنا كله"

منطقة "الخيالة" التي جمعت سكان أربع مناطق عشوائية حول سور مجرى العيون، أصبحت اليوم رمزًا لحياة جديدة، وعنها يقول عادل عبدالرحمن، 60 عامًا: بعد أكتر من 30 سنة في عشوائيات ما يدخلهاش نور، جالنا بيت بيساوى الدنيا، خضرة حوالينا، ومكان آمن للأحفاد يلعبوا فيه، وكل ده من غير ما ندفع اللي فوقنا وتحتنا.

"رجعنا ماسبيرو.. بس بحلة جديدة"

أما في "مثلث ماسبيرو"، فقد عاد بعض السكان إلى نفس المنطقة التي غادروها مؤقتًا لحين التطوير، لكنها عادت بشكل لا يُصدق، فإيمان كمال لم نكن تصدق أنها ستعود وأسرتها إلى مثلث ماسبيرو لاستلم شقة في أحد الأبراج بديلة عن ما كانت تسكن بها، وتقول: كنت ساكنة في بيت قديم في ماسبيرو، وخلاص كان هينهار علينا، لما الحكومة قالت لنا استنوا لحد ما نرجع تاني في عمارات جديدة ما صدقناش، بس فعلاً رجعونا، وفي برج جميل وفيه خدمات، ووسع ونضافة.. الحمد لله إن فيه حد بيفكر فينا.