الأمهات يشكين معظم الوقت من عدم التزام الأبناء بمكارم الأخلاق ورمضان فرصة لتدريبهم وتشجيعهم على الأخلاق الحسنة والبعد عن الأخلاق السيئة فما الطريق لذلك؟
عن هذا السؤال أجاب د.عماد مخيمر, أستاذ علم نفس الطفل وخبير التنمية البشرية:تربية الأبناء على مكارم الأخلاق أمر يحتاج قدرا من الوعي والاهتمام والصبر, ويلعب النظام السائد في الأسرة دورا كبيرا في تدريب الأبناء على السلوك السليم, وإذا كنا نعتبر المناخ العام للأسرة أمرا ضروريا فالأجواء العامة للمجتمع تلعب دورا لايستهان به, لذا ترى الكثير من الأسر شهر رمضان شهر القيم والأخلاق لأنه يقوى العزيمة ويعلم الصبر والإحساس بالفقراء خلال الصوم ويربى في النفوس الأمانة لأن الصائم يحارب شهوات النفس لأنه يعلم أن الله يراه وهو من يجازيه عن صومه, وهذا يعطى الأهل فرصة شرح مفهوم الأمانة والأخلاق, وهنا على الأهل أن يدركوا أن الأبناء يتعلمون بالتقليد أكثر من الكلام, ولذلك يجب أن يبدأ الأهل بتغيير سلوكهم حتى يسهل عليهم تعليم أبنائهم مكارم الأخلاق, ويبدأ الأمر بتخصيص مساحة من الوقت للأبناء نتحدث معهم ونسمع منهم ونحكى لهم لنعلمهم الصفات الجيدة بشكل غير مباشر, فالطفل لن يستوعب العبارات الجافة مثل لا تكذب, لاتغضب, احترم الأكبر لكن سيستوعب من خلال المواقف التي يرانا نتعامل فيها مع المحيطين بنا خلال رمضان, فعندما نقول له أن رمضان ليس شهر الكسل لن يصدقنا إذا كان يرى أمه تنام حتى منتصف اليوم, وإذا طلبنا منه عدم الإسراف لن ينفذ ما نقوله إذا كان يرى الإسراف في الطعام في العزومات المختلفة, وختمحديثه مؤكداأنه وفقا للمرحلة العمرية للطفل يمكن أن نعلمه الأخلاق وليكن شهر رمضان نقطة البداية بشرط أن نستمر ولا تكون الأخلاق لشهر رمضان فقط فرب رمضان هو رب السنة كلها وحماسنا فيه يجب ألا يفتر حتى لا يعتقد أولادنا خطأ أن الأخلاق لها وقت في السنة وهو رمضان فقط.
ساحة النقاش