يا بنت بلدى..حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى بشرى -25سنة- التى قالت لى إنها تعمل فى شركة اتصالات أمريكية "كول سنتر", وإنها تخرجت فى الجامعة الأمريكية, وإنها خلال دراستها بالجامعة لم ينبض قلبها بالحب لكن أختها التى تصغرها بعامين أحبت زميلا لها بكلية التجارة وصارحت أبويها وأسرتها بأنها مصممة على أن تخطب له رغم أن أسرته فقيرة للغاية وأنهم أنفقوا على دراسته بشق الأنفس, قالت إنها تحبه ولن تتزوج غيره, وإن "عش العصفورة يقضينا ولقمة بدقة تكفينا" إلى أنها سوف تقاسمه الفقر رغم أننا نعتبر من أسرة ميسرة, فوالدنا ووالدتنا يمتلكان أفدنة خصبة بالمنوفية, والوالد موظف كبير بالحكومة, وقالت بشرى إن أختها أمنية تعيش قصة حب مع زميلها كريم واستأذنت الوالد فى زيارة والدة كريم لنا لكى تخطبها, وجاءت والدة العريس ووالده وهم أناس بسطاء جداً, ولم تنكر والدة كريم أنهم كانوا يأملون فى مساعدة ابنهم لهم فى المعيشة بعد تخرجه وحصوله على عمل, وصمت أبى وسكتت أمى وقال لنا أخى الكبير المهندس الذى يشغل وظيفة مرموقة أنه سأل عن أسرة كريم وعرف أنهم فقراء جداً لكنه لن يعارض فى زواج أخته ولن يحرمها ممن تحبه وأنها حرة فى حياتها وربما إذا توظفت وتوظف هو بعد التخرج تنصلح الأمور!
ثم كانت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد!!
•
واستطردت بشرى.. فوجئنا بزيارة أقرباء لوالدى من الذين نعتبرهم نحن.. الجانب الثرى من الأسرة أو الأغنياء منهم وكان معهم ابنهم الشاب الثلاثيني المحاسب الذى يعمل مع والده فى شركته الخاصة ووالدته السيدة المهيبة التى تتحلى بخواتم من الماس تساوى ثروة طائلة, وكانت المفاجأة أنهم جاءوا لخطبتى أنا إلى ابنهم الشاب الذى كنت قد رأيته عدة مرات فى مناسبات أسرية مثل الزواج وأعياد الميلاد والأعياد, ولم ينشغل أحدنا بالآخر بل كانت هناك المجاملات العادية بين الأقارب! وقالت والدة أشرف: عاوزين بشرى لأشرف وكل طلباتكم مجابة وتنفذ فورا! الشقة بل الفيلا موجودة وهي حرة تفرشها كما تريد والشيء الوحيد الذى نرجو أن توافق عليه بشرى أن تقيم معنا فى دور منفصل بالفيلا التى نسكنها لأن أشرف هو ابننا الوحيد وكل ما لدينا سوف يكون من نصيبه وقد كبرنا فى السن ونريده إلى جوارنا فى شيخوختنا, وقالت: "وعلى فكرة بشرى حرة تشتغل أو لأ بحريتها وطبعا بعد ما تخلف لنا الأحفاد هتبقى مشغولة مع عيالها".
كانت مفاجأة بكل المعايير.. فبينما نحن نضرب أخماساً فى أسداس بخصوص زواج أختى أمنية التى تصغرنى بعامين من زميلها الفقير الذى لا يملك مهرا ولا شبكة ولا شقة وهى متمسكة به بجنون يأتينى أشرف الوسيم الثرى حيلة أمه وأبيه وتقول والدته إن كل طلباتنا مجابة حتى ولو كانت لبن العصفور!
•
واستطردت بشرى.. أسألك يا سيدتى هل يخرج الحب من الشباك إذا دخل الفقر من الباب كما يقول المثل؟ ما مصير أختى التى أحبها من كل قلبي؟ وبالنسبة لى هل أوافق على العريس الغنى الذى لا أعرف عنه الكثير ولا أعرف هل سوف أرتاح للسكن فى فيلا واحدة مع أسرته؟ وكيف أضمن ألا تقارن أختى بينى وبينها إذا تزوجت الثرى وتزوجت هى الفقير؟
•
قارئتى العزيزة بشرى طبعاً رأيي ورأى كل الناس الذين استشرتهم حولى أن تكون هناك فترة خطوبة طويلة بعض الشىء حتى يحدث تفاهم وتفاعل مع عريسك الغنى, وطبعاً إذا كان هناك توافق وتفاهم وحب على خيرة الله.. ورأيي أيضاً بالنسبة لأختك أمنية أيضا أن تطول فترة الخطبة فإذا تمسكا ببعضهما البعض واستمرت المشاعر الحبيبة بينهما فعلى خيرة الله أيضاً وكل شيء قسمة ونصيب أما المقارنة بينك وبينها فإنها هى التى اختارت وأصرت على اختيارها وربما يجد الله الكريم لهما مخرجاً بعمل!
ساحة النقاش