لم يعد المؤتمر الوطني للشباب مجرد منصة للاهتمام بالشباب ودعمهم ومساندتهم حتى يحققوا أحلامهم بل ويكونوا السند للوطن فقط، فقد بات جبهة حقيقية للقاء المواطن المصري مع القيادة السياسية بصورة تتميز بالشفافية بل ومجابهة الحقيقة، أقول هذا من خلال متابعتي المستمرة وحضوري لفعاليات المؤتمر في كافة دوراته وبخاصة جلسة "اسأل الرئيس"، حيث باتت هذه الجلسة هي الهدية التي يرتقبها المواطنون كافة فيجلسون ويستمعون ويتحاورون مع سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى لو كان كل منهم داخل منزله فهو يجد تساؤلاته وأفكاره محل اهتمام بل ومناقشة من القلب للقلب يقوم بها سيادة الرئيس مشكورا من خلال كافة جلسات المؤتمر وبخاصة هذه الجلسة، هذا بجانب أن موضوعات كل دورة من دورات المؤتمر تشكل في حد ذاتها محورا يجعل المواطن يشعر أن هناك سندا يشعر بهمومه ومشكلاته ويقف في ظهره ويدعمه بل هو أيضا على علم بما شغل تفكيره لذا فهو على الفور يقدم له كافة الإجابات على ما قد يشغل فكره بل ويطمئنه على مستقبل أبنائه.
جاءت دورة المؤتمر التي عقدت مؤخرا كواحدة من المؤتمرات الدورية التى عقدت فى أعقاب المؤتمر الوطنى الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، بهدف الالتقاء بنماذج مختلفة من الشباب والتعرف على أفكارهم ومشكلاتهم وطموحاتهم بل وتبادل الرؤى معهم، لتثبت وبجدارة نجاح القيادة السياسية فى فتح قنوات اتصال فعالة بينها وبين كافة المواطنين وليس فقط الشباب، بفضل الجهد التنظيمى الواعى الذى يعد الجندى الخفى وراء نجاح هذه المؤتمرات بل وتقديمها فى كل مرة لبرامج ومبادرات جديدة واعدة ونماذج شبابية واعية يتم اختيارها بعيدا عن أى وساطة, فقد كانت أفكارهم الخلاقة وقدرتهم على الإبداع والمشاركة الإيجابية فى بناء هذا الوطن هى وساطتهم الوحيدة التى أتاحت لهم فرصة المشاركة والحضور بعد أن ظلوا لعقود طويلة بعيدا عن دائرة الضوء، لا أحد يسمعهم أو يعيرهم اهتماما فعليا، ما ساهم فى تحجيم واقع ومشاركة أكثر الفئات التى يعول عليها لحمل مسئولية هذا الوطن بصورة جعلت نسبة منهم فيما سبق فريسة سهلة للاستقطاب لكل من تسول له نفسه محاولة هدم ما يبنى فيه، إلى أن تولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم، فاختلفت الرؤية وأصبح الشباب نصب عينيه، وهو ما أثبتته العديد من الجهود الخلاقة التى بذلتها القيادة السياسية فى هذا الإطار ليس فقط من خلال المؤتمر الوطنى للشباب ولكن من خلال العديد من المشروعات والخطوات المضيئة التى ترجمت فعليا على مدى عدة سنوات ولمسناها على أرض الواقع بدءا من مشاركة الشباب فى الانتخابات البرلمانية عام 2015 سواء كمرشحين أو ناخبين بصورة أسفرت عن تمثيلهم بالبرلمان بنسبة 32.6% من إجمالى عدد النواب، وهى نسبة تقترب من الثلث بل وتعد غير مسبوقة فى تاريخ البرلمان المصري، ثم إعلان عام 2016 كعام للشباب من خلال إطلاق عدد من المبادرات لدعمهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا، كان فى مقدمتها "البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة" والذى فتح الباب على مصراعيه للشباب للتقدم دون أى تمييز للحصول على تأهيل نظرى وعملى متميز سواء فيما يتعلق بالعلوم الاجتماعية أو الإدارية أو السياسية والقيادية، بصورة جعلتنا نشاهد ولأول مرة شبابا يطرح حلولا واعدة للعديد من مشكلاتنا الحياتية، بل ويتم تأهيله للحصول على العديد من فرص العمل المتميزة والمناصب القيادية العليا وغيرها، وهناك أيضا ما تم توجيه وزارة الإسكان بشأنه من تنفيذ 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى للشباب بإجمالى 20 مليار جنيه، هذا بالإضافة لتوجيه البنوك والقطاع المصرفى بتخصيص نسبة لا تقل عن 20% من إجمالى القروض خلال السنوات الأربع المقبلة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب، وكذلك تكليف القائمين على مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان بتخصيص نسبة ملائمة من الأراضى بالتملك للشباب، وذلك للاستفادة من برنامج التمويل الحكومى المقدم لهم، وغيرها من المبادرات الخلاقة لتطوير مراكز الشباب وقصور الثقافة ورعاية ودعم الموهوبين والمتميزين رياضيا وفنيا وثقافيا، كل هذا وغيره الكثير جعلنا نرى ظهيرا شعبيا متميزا ومعدا لحمل راية المسئولية نجحت القيادة السياسية فى تشيكله ودعمه بل ودفعه أكثر للأمام، وهو ما لمسناه فيما بعد من خلال المؤتمر الوطنى الدورى للشباب، والنماذج الشبابية الواعية التى شاركت فى حضور دوراته جميعها. نماذج شبابية واعدة التقيتها وغيرها خلال هذا المؤتمر لتثبت أن مصر تستطيع العبور بل ومواجهة أى مؤامرة داخلية أو خارجية تحاك ضددها، كما جاءت مبادرة "اسأل الرئيس"، والتى فتحت ذراعيها تحت مظلة المؤتمر لإتاحة الفرصة أمام كافة المواطنين والشباب للتواصل المباشر مع سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى من خلال طرح استفساراتهم وأسئلتهم بل والتعبير عن آرائهم فى كافة الموضوعات دون أدنى تحيز أو اختيار لبعض التساؤلات دون غيرها، ليجلس سيادة الرئيس ويقوم مباشرة وأمام الرأى العام بالإجابة عليها فى بادرة غير مسبوقة، بل وتحسب إيجابيا أولا للقيادة السياسية ورغبتها الحقيقية فى تقديم مصلحة هذا الوطن على أى مصالح أخرى، وثانيا للقائمين على إدارتها تنظيميا، وهو ما يجعلنا نتطلع مع هذا الانفراد والتميز إلى استمرارها بشكل دائم، فلاشك أننا بحاجة فعلية لمثل هذه المبادرات الناجحة لتحقيق التواصل المستمر بين الرئيس والمواطنين بحيث تكون حائط الصد أمام العديد من المحاولات المغرضة التى يقوم بها البعض لزعزعة أركان هذه العلاقة، وأخيرا وليس آخرا بقى أن نشير إلى أن هذه الجهود وغيرها تعنى أننا أمام مستقبل آمن لأبنائنا، بل ولنا جميعا كمواطنين.
ساحة النقاش