بقلم : طاهر البهى
عندما نحتاج إلى ساعة صفا، لا يوجد أروع من تجليات الشيخ النقشبندي الذي يأخذنا بتواشيحه إلى سماوات عليا، نحلق فيها مع صوته إلى عالم من الروحانية الخالصة والصفاء النفسى المشبع بالهدوء والسكينة، منه تعلمت أن الدين ليس تجهما ولا اغترابا، بل إن الدين سمو وسماحة ونعيم، بمجرد أن يبدأ تنغيماته ومناجاته؛ فإن صوته الأخاذ يتملكنا ويأخذ بلباب الفؤاد، تنسى عالمك ودنياك المكتظة بالنواقص والعراقيل، يفسر لك جمال الكون، يقربك من خالق السماوات والأرض، وصف صوته العالم الكبير الدكتور مصطفى محمود قائلاً: )إنه مثل النور الكريم الفريد الذى لم يصل إليه أحد، وقال له الموسيقار المبدع بليغ حمدي لو قدمت لك لحنا لعاش مائة عام، وهو ما حدث بالفعل في رائعتيهما «مولاي .)»
جرب أن تستمع إلى رائعته «مولاى ،» وقت أن تشعر ببعض الضيق والنقم، جرب أن ترفع من مستوى الصوت قليلا وأنت تختلي بنفسك، بكلماتها التى كتبها الشاعر الكبير عبد الفتاح مصطفى ولحنها النقشبندي، تقول: «مو لّاى إنى ببابك قَد بسطت يدي..من لى ألوذ به إلاك يا سندي؟...أقُوم بالليل و الأسحار ساجيةٌ.. أد عّو و همس دعائي. بالدموع ندى..بنور وجهك إنى عائذ و جل..ومن يعذ بك لَن يشقى إلى الأبد »، صدقني سوف تشعر بفرج قادم، بصوت من السماء يجيبك: ناديت وأجبناك، الشيخ النقشبندي حالة فريدة من الأداء وقطب من أقطاب الإنشاد الدينى وهو بحق سلطان المداحين.. هذا دون أن نجور على الألحان التي قدمها له الكبار: محمود الشريف وسيد مكاوى وأحمد صدقى وحلمى أمين
ساحة النقاش