بقلم : أمل مبروك
ليس مطلوب منك أن تكونى متشائمة لأنكل الأشياء والأمور تحمل عدة وجوه وتفسيرات، ونحن الذين نحدد رؤيتنا لها من خلال طريقة تفكيرنا، ومن الخطأ أن ننسى كل الضوء لننشغل بالظلال.. لاداعى إذن أن تكونى ممن يتصيدالأخطاء ويستمتع بالبحث عنها وإثارتها.. الأفضل أن تكونى ممن يتغافلون عن الأخطاء ويوجهون نظرهم نحو الأشياء الإيجابية، الفرق بين هذا وذاك أن الأول يخلق المشاكل لذاته قبل الآخرين فتصبح علاقاته متوترة ويعيش هاجس الشك والمؤامرة بداخله دائما فيخسر القريب قبل البعيد، أما الثانىفيحاول أن يوجد المبرر لأخطاءالآخرينفيساعد بذلك نفسه على العيش بموضوعية مقتنعا بأن تقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات ماهو إلاجزء من واقعية الحياة.
والأشخاص الكبار من الداخل الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلا للتسامح والترفع عن تصيد أخطاء الآخرين، وهؤلاء يتمتعون دائما بأريحية واسعة تجعلهم متصالحين مع أنفسهم بعيدين عن دوائر التوتر والصراع،فتصيد الأخطاء أسلوب سلبي يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أن بقية الناس ليسوا أفضل منه، وأنهم أيضا يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجس الخوف والشك، وأحيانا يكون المبرر هو البحث عن مثالية وهمية، لكن بغض النظر عن المبررات فإن تصيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين، ويزرع بذور خلافات يكون فى كثير من الأحيان فى غنى عنها.. بينما التسامح يمنح الإنسان فضاء واسعا، ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة فى نظره،طالما أن لها حلولا أو طرقا للتعامل الأمثل معها.
الموضوعية هى المفتاح الذى يحل مشاكل الحياة ويفتح أمامناأبواب التفكير الهادئ.
ساحة النقاش