ربة المنزل أو ربة البيت هى المرأة التى تختار أن تمتهن العناية ببيتها، وتهتم بشئون أسرتها، وتدير أمور حياتهم وفق ما تراه مناسباً، وتقوم بمختلف مهام العناية داخل بيتها من تربية الأطفال، للتنظيف، إلى الطهى وترتيب البيت، وطبقاً للتقسيم الجنسى للعمل، تبدو ظاهرة ربة البيت ملازمة لكل الحضارات والثقافات، وتعتمد أحياناً على رؤى دينية، بحيث عادة ما يُسند للمرأة الاهتمام بالشئون داخل منزلها فى حين يُسند للرجل العمل خارجه، غير أن العالم الحديث بدأ يطرح السؤال حول هذه الظاهرةبسبب دخول المرأة إلى سوق العملوتنامى الحركات النسوية وتأثيرها، وهناك مجتمعات تخرج النساء فيها إلى العمل لإعالة الأسرة بينما الرجل يبقى ملازما البيت، ولو نظرنا لربة المنزل سنجد أنها - ومن خلال قيامها بعملها كربة بيت - هناك مخاطر كثيرة تتعرض لها، فهى تتعرض بشكل يومى وبكميات مرتفعة إلى المواد الكيميائية، كمواد التنظيف، والتبييض، والمبيدات الحشرية، وملطفات الجو وغيرها من التى تحوى مواد كيميائية، ومما يسببه التعرض لهذه المواد من تهيجات وحروق جلدية، وتهيجات بالعيون والجهاز التنفسى، وبعضها يسبب السرطان على المدى البعيد، وبعضها يؤدى إلى الاختناق والموت المباشر، ناهيك عن مخاطر التعرض للحروق أثناء تحضير الطعام، ومخاطر التعرض للصدمات الكهربائية أثناء استخدامها للأدوات الكهربائية بشكل شبه يومى، والمخاطر النفسية التى تتعرض لها بسبب الضغوط النفسية العالية والناتجة عن المهام الكثيرة الموكلة لربة المنزل، فالدور الذى تقوم به غير مُدرج ضمن قائمة المهن المتعارف عليها، ولا يدر دخلا، ولا يتطلب دفع ضرائب، ولايساهم فى الناتج القومى، ولكنه عمل يقوم به فرد بدلا من عدة أفراد، فربة المنزل المصرية الآن هى زوجة، وأم، عاملة نظافة، وطاهية، ومربية، وسائق أحياناً عندما تقوم بتوصيل أولادها للمدارس، ومدرسة خصوصية أحيانا أخرى، لكن بلا أجر، فهى لها عدة وظائف غير مدفوعة الأجر ولا يحميها قانون العمل، ولا يمكن أن تساهم كل هذه الأعمال فى تحسين المستوى الاقتصادى للأسرة أو الدولة، لذا ليس من الإنصاف أن يُنظر لدور ربات البيوت فى الحياة أنه بلا قيمة اقتصادية، وأن يتم التقليل من هذا الدور على المستوى الاجتماعى، لأن انشغال المرأة بالكامل فى العمل غير مدفوع الأجر داخل المنزل فرصة اقتصادية ضائعة لنفسها ولأسرتها ولاقتصاد دولتها، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط وإنما زاد الأمر سوءا إشعار ربات البيوت أنهن عبء على أزواجهن من الناحية المادية، بينما هن يوفرن الآلاف من الجنيهات، مما قد يضطر الأزواج لدفعهلو استبدل مجهودهن بمجهود عمال النظافة، وطهاة الطعام أو المطاعم، والمدرسين، والمغسلة، والمربية، والسائق، فمثلما عمل المرأة حق أولا وأخيراً لا بد أن ينبع من اختيارات المرأة الحرة - بعيداً عن ضغط المجتمع - سواء العمل خارج المنزل، أو إعطاء الأولوية لرعاية الأسرة داخل المنزل، تحية للمرأة المصرية فى كل مكان سواء كانت عاملة خارج منزلها أو ربة بيت.
ساحة النقاش