بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا سحر كانت تتحدث مع والدتها عن زميلة لها في العمل تتصف بالجدية الزائدة حتى أن وجهها لا يعرف الابتسامة ما جعل الكثيرين يبتعدون عنها ولا يحاول أحد أن يتواصل معها بأي شكل ويصفونها بأشياء سلبية, لكن عندما اقتربت منها وجدتها عكس ذلك تماما فهي إنسانية طيبة ومعطاءة وكريمة جدا وتغدق بسخاء على المحتاجين, لكن للأسف لا أحد يراها هكذا بل يعتقد البعض أنها شخصية بخيلة تكره العطاء.
هزت الأم رأسها بالإيجاب مؤكدة أن زميلتها تلك شحيحة بالفعل, تعجبت سحر من كلام والدتها وسألتها على أي أساس بنت حكمها القاسي هذا؟
ردت أمها بهدوء بأن العطاء ليس مجرد مجموعة من الجنيهات نتصدق بها على فقير أو مسكين إن له أشكال كثيرة يجب أن يفعلها الشخص حتى يمكن أن نصفه بالكرم وأولها هو الابتسام في وجه المحيطين به حتى يشعرهم بالألفة والمحبة والمشاعر الطيبة التي هي حجر الزاوية في العطاء..
فبخل الأحاسيس أشد قسوة من التقطير في المال..فأغلب المحيطين بنا لا يحتاجون نقودا منا ولكنهم في أمس الحاجة لكلمة تشجيع تبعث فيهم الأمل وقت أن تضيق الدنيا بهم,مكالمة رقيقة نسأل فيها عنهم وتظهر الاهتمام والمحبة..تهنئة رقيقة تكرس مشاعر الود الخالصة..
كل هذه الأشياء البسيطة تعكس أوجه مختلفة من العطاء لكن من يرتدى قناعا من الحجر الصلد ويضع الحواجز بينه وبين الآخرين هو بالفعل شخص بخيل جدا حتى لو أنفق الملايين على المحتاجين.
أومأت سحر رأسها بالإيجاب وأكدت كلام والدتها
-معك حق فمشاعر الحب الصادقة هي بالفعل قمة العطاء.
ساحة النقاش