حوار : سمر عيد

تجد العديد من النساء صعوبة كبيرة في التفاهم مع أزواجهن أو مع من يرتبطن عاطفيا بهم،وعلى الرغم من إيماننا بوجود فروق فردية بين شخص وآخرإلا أنه توجد اختلافات جذرية بين كل من الرجل والمرأة بسبب فروق سيكولوجية وطبيعية لدى كل منهما،وحول هذه الاختلافات وماتسببه من مشكلات بين الرجل والمرأة كان حوارنا معد. أميمة السيد، خبيرة التنمية البشرية ومستشارة العلاقات الأسرية والزوجية..

فى البداية ما الاختلاف بين الرجل والمرأة في طريقة التفكير والنظرة للحب والارتباط؟

أود أن أؤكد على وجود فروق كبيرة من الناحية السيكولوجية والبيولوجية لكل من الرجل والمرأة والتى تجعل الأول بطبيعته يميل إلى تجديد وتغيير العلاقات العاطفية بينما تدفع الأنثى إلى البحث عن الاستقرار العاطفي والتمسك بشخص واحد كي تتزوجه وتصبح أما،ولايعني هذا أن الرجل منذ أن خلقه الله يحب مطاردة الأنثى، ولكن إذا كانت المرأة متاحة بالنسبة له وهي التي تطارده فإنه يفقد متعته الجبلية التي خلق عليها والتي تحفز بداخله عادة مطاردة المرأة،ومن هنا يمكن أن نفسر لماذا يفضل الرجل المرأة التي ترفضه وتتردد في قبوله كزوج عن التي تحبه ويجدها أمامه في كل وقت وهو أهمية الرومانسية في حياة المرأة والتي ينبغي أن يولي لها الرجل اهتماما كبيرا من خلال كلمات الحب والإعجاب وتقديم الهدايا.

وكيف ينظر الرجل إلى العلاقات العاطفية ويترجم مشاعره؟

ينظر الرجل إلى الحب من الناحية العملية ويفضل أن يترجم مشاعره إلى أفعال كالإسراع مثلا بشراء منزل الزوجية أو تأسيسه، ومن الاختلافات المهمة بينهما أن حواء عندما تدخل في علاقة عاطفية تكون جدية بالفعل في استكمالها لتكليلها بالزواج،بينما يكون دخول الرجل في العلاقة العاطفية مجرد مغامرة أو تجربة قد تنجح أو تفشل، أيضا يعتبر الرجل اهتمام الفتاة به واتصالها وسؤالها عنه باستمرار نوعا من أنواع القيود التي تفرض على الرجل عندما يحب أو يتزوج ولذا فإنه يختنق بعد فترة نظرا للاهتمام الزائد ويمل من الفتاة التي تظل تتصل به أكثر من مرة في اليوم الواحد،بينما تعتبر الفتاة سؤال الرجل عنها وملاحقتها نوعا من أنواع الحب والغيرة غير المرضية والاهتمام الذي تحتاج إليه, لايحب كذلك الرجل المرأة أو الفتاة القوية والتي لاتحتاج إليه ماديا أو معنويا،بل هو في حاجة أن يشعر دائما أن فتاته ستغرق بدونه وأنه المنقذ بالنسبة لها،بينما تعتبر بعض الفتيات أن الاعتماد على الرجل في هذا الزمن قد قل نوعا ما وعليها أن تحقق استقلالها المادي والمعنوي أولا ثم تبحث عن الحب والارتباط.

وهل تلعب التقاليد والأعراف الاجتماعية دورا في تشكيل وجدان وسلوكيات كل من الرجل والمرأة؟

نعم لتقاليدنا دور كبير في توسيع الهوة في الفروق بين الرجل والمرأة،حيث ترى تقاليدنا العربية أن المرأة التي تدخل في علاقة عاطفية لا تنتهى بالزواج ليست على قدر من الأخلاق والثقة ولاتصلح أن تصبح زوجة وأما، بينما يتيح المجتمع للرجل تعدد العلاقات وتجربة الحب أو الخطوبة أكثر من مرة ما جعل فتيات كثيرات يخالفن طبيعتهن الرومانسية ويتزوجن زواجا تقليديا وفقا للتقديرات المادية والاجتماعية،كما لعبت هذه التقاليد دورا كبيرا في اختيار العديد من الشباب لزوجاتهن، فالشاب عادة لايتزوج الفتاة التي تحبه وتعبر له عن مشاعرها بحرية،ويفضل أن يتزوج من فتاة لاتعبر عن حبها له وربما لاتربطه بها علاقة عاطفية على وجه الإطلاق، ومن هنا تسببت النظرة الاجتماعية للمرأة في بعض مجتمعاتنا العربية في سوء اختيار شريك الحياة .

هل هناك فروق في النظرة للزواج بين آدم وحواء؟

نعم تنظر المرأة للزواج على أنه بداية حياة جديدة ستصبح فيها ربة منزل وأما وزوجة،بينما ينظر الرجل إلى العلاقة الزوجية على أنها نوع من أنواع القيود التي ستفرض عليه وتحد من تصرفاته وعلاقاته سواء بأصدقائه أو عائلته،كما ينظر إليها على أنها عبء مادي سيقع على عاتقه .

إذا تحدثنا عن التعاطي مع المشكلات الزوجية وكيفية حلها وطريقة الحوار والنقاش فهل سنجد اختلافات بين الرجل والمرأة في ذلك؟

هذه أهم نقطة خلافية بين الرجال والنساء, ودعيني أركز على أن طاقة الرجل في الاستماع والتحدث أقل بكثير جدا من المرأة،فالأخيرة يمكن أن تتحدث فى مشكلة ما لبضعة أيام حتى تجد حلا لها، بينما يمل الرجل سريعا من التحدث في المشكلة،ومن هنا ينبغي على الزوجات أن يعرفن أن طاقة الرجل وصبره على نقاش مشكلة ما لا تتعدى نصف ساعة على الأكثر وبعدها سيثور جدا أو سيترك المنزل ومكان النقاش فورا، لذا عليها أن تركز على المشكلة التى تناقشها مع زوجها أو خطيبها وتضع نقاطا أساسية سريعة تتحدث فيها لأنه لن يعطيها فرصة كي تشرح وتحلل وتنتقد وتجد علاجا للمشكلة،ومن هنا ستبرز مشكلات أخرى لم تكن بالحسبان كالخرس الزوجي أو الملل السريع من الزوجة أو ترك البيت بمن فيه لساعات طويلة جدا خلال اليوم هروبا من التحدث في المشكلات،وطبعا في النهاية الطلاق وهو مالايحمد عقباه بعد ذلك.

وما التباين فى طريقة تربية الأبناء بين الرجل والمرأة؟

تربية الأطفال هي مسئولية المرأة أولا ثم الرجل, لأن المربي الأول للطفل هي الأم،وإذا عدنا إلى النقطة السابقة في طريقة التعامل مع المشكلات نجد أن الرجل ما بين تجاهل مشكلات أطفاله والإلقاء بها على عاتق الأم أو السعى لحلها سريعا عن طريق التدليل المفرط فيه والاستجابة لجميع مطالب الأبناء دون مناقشة وبالتالي فإن الأم هي التي ستتحمل مسئولية الأطفال سواء في دراستهم أو طعامهم أو ملابسهم أو حتى تربيتهم على أسس سليمة، ومن الخطأ أن تعتمد المرأة على الرجل في تربية الأبناء نظرا لطبيعته التي لن تتحمل الجدال والنقاش والصبر على حل أية مشكلة للأبناء.

ماوجهة نظر كل من الرجل والمرأة للنقود والماديات؟

ينظر الرجل إلى المال على أنه حصن أمان من مصائب القدر والمشكلات المستقبلية التي يمكن أن تواجهه، لذا يسعى العديد من الرجال إلى الاحتفاظ بالمال لوقت طويلبينما تكون نظرة المرأة للمال على أنه وسيلة لاستمرار الحياة وتحقيق الرفاهية في المعيشة،ومن هنا يتهم أغلب الرجال زوجاتهم بالتبذير والإسراف.

وأي الطرفين أكثر فهما للآخر؟

يحتاج فهم أى من الطرفين للآخر مجموعة متطلبات منها الذكاء العاطفي والاجتماعي، ومعرفة مفاتيح الطرف الآخر ومايسعده ومايكدره، وإدراك طبيعة واختلاف كل طرف عن الآخر.

أخيرا هل من روشتة للتقريب بين هذه الفروق حتى لاتحدث شروخا كبيرة في علاقتنا الزوجية والعاطفية؟

أنصح حواء بضرورة دراسة شريكها ومعرفة مفاتيحه الشخصية حتى تستطيع أن تتعامل معه بالطريقة الصحيحية، واختيار الوقت المناسب للنقاش،كما أدعو حواء إلى عدم مطاردة آدم عاطفيا لأن ذلك سيدفعه للهرب سريعا منها،وأود أن أوضح  أن كل شخص سواء كان رجلا أم امرأة به جانب إنساني وآخر قد يكون شيطانيا،أما إذا كنت عزيزتي حواء تبحثين عن ملاك فأنا أؤكد لك أن الملائكة لاتسكن الأرض.

المصدر: حوار : سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1358 مشاهدة
نشرت فى 8 يونيو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,283,964

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز