بقلم : سكينة السادات

ما الذى يغرى امرأة مطلقة فى الأربعينات.. جميلة ومستقرة ماليا.. ما الذى يغريها بالزواج مرة أخرى؟ هل هو المال؟ أم شباب الرجل؟ أم أن هناك قصة حب؟ وكيف تكون هناك قصة حب بين امرأة جميلة وغير محتاجة ورجل عجوز يكبرها بأكثر من ثلاثين سنه لا يمتلك أى مال؟ يعنى لا مال ولا شباب؟

هكذا قلت لصاحبة الحكاية الحاجة أم تامر زوجة الرجل التى أكدت لى صدق مقولتها بل طلبت منى الاتصال بأطراف الحكاية حتى أتبين صدقها وعدم مبالغتها فى الأمر، وكانت المفاجأة التى لم أتوقعها..

قالت لى الحاجة أم تامر (63 سنة): أخشى ألا تصدقيننى فحكايتى ضد نواميس الطبيعة! فالمرأة منا تختار الرجل الذى تتزوجه، خاصة إذا كانت الزيجة الثانية لامرأة مستورة الحال فهى تختار الرجل إما لشبابه أو ماله أو إذا ربطت بينهما قصةحب؟ فإذا انتقت الأسباب الثلاثة إذ أن الرجل الذى أتكلم عنه فى حكايتى هو زوجى الحاج رمضان وعمره الآن 71 سنة ولا يمتلك من الدنيا سوى الشقة بالإيجار القديم التى مازلنا نعيش فيها أنا وصغرى بناته التى على وشك الزواج وليس لديه من مورد سوى الشهر.......... الذى يبلغ ألفين وخمسمائة جنيه ولا شيء آخر! فكيف تقبله امرأة جميلة ذات وظيفة وراتب محترم؟

عموما سوف أحكى لك الحكاية منذ البداية عندما كنت طالبة فى الثانوية العامة فى بيت أبى الموظف الكبير فى أحد دواوين الحكومة وكنت الابنة الصغرى لوالدى ولى أخ يكبرنى وأخت تصغرنى وأم حنونة وربة بيت ناجحة ترعى بيتا هادئا نظيفا مستورا من كل الجوانب، وتقدم لخطبتى الكثير من العرسان اختار منهم أبى شابا من أبناء أصدقائه تخرج فى كلية التجارة ويعمل محاسبا فى إحدى الشركات الكبيرة، وحقيقة لم أكن متقدمة فى التعليم بل كنت ميالة للزواج والخلفة وإدارة البيت بدلا من دخول الجامعة، ووافقت وتزوجت بعد عام من الخطبة لم ألاحظ خلالها أى خطأ ارتكبه سوى شغفه وحبه للظهور أمام الجنس اللطيف، وأكد لى أنه سوف يتغير بعد الزواج ويصبح مخلصا لى ولبيته وأولاده، وتزوجنا وعشنا حياة تقليدية هادئة لم تعكرها أحيانا سوى الداء الذى لم يبرأ منه وهو شغفه بالنساء، وعاتبته عدة مرات وكان يعتذر ويعد بألا يكرر أخطاءه ويقسم بأغلط الإيمان بأنه لم يعشم.......... بأى شئ يغضب الله لكنها كلها نزوات “طيارى” لا تعنى أنه لا يحب بيته وأولاده الخمسة البنتين والذكور الثلاثة الذين أنجبتهم له خلال سنوات زواجها التى تزيد عن الخمسة والثلاثين عاما والتى عانيت منها الكثير الحرمان والفاقة، وقد كان مورد رزقنا الوحيد هو راتبه بالإضافة إلى ما كانت ترسله لى والدتى من مساعدات مالية وعين الحرمان والفاقة، فقد كان مورد رزقنا الوحيد هو راتبه بالإضافة إلى ما كانت ترسله لى والدتى من مساعدات مالية وعينية ولم أشكو يوما واحدا من ضيق ذات اليد أو أى شيء آخر، فقد كنت أقود سفينة حياتى بتعقل وحكمه وأغفر له غلطاته المتكررة على اعتبار أنه لا أحد بدون أخطاء، وسارت الحياة وتزوج كل الأبناء والبنات ماعدا ابنتنا الصغيرة نرمين التى آثرت أن تكمل دراستها فى الجامعة وحصلت على شهادة الماجستير، كلفتنا كثيرا، وجاءها عريس زميل لها فى الدراسات العليا وقرأنا مع أسرته الفاتحة، وبدأ رحلة البحث من الشقة والمهر والأثاث ولو لزم الزواج.

واستطردت الحاجة أم تامر هذه صورة عامة لحياتنا الآن ولكن ما لم أذكره له هو الجديد من نزوات زوجى الحاج رمضان الذى كنت أعتقد أنه بعد بلوغه سن المعاش وبعد المعاش بسنوات سوف يقلع عن داؤه الوبيل وهو علاقاته النسائية، وكانت المفاجأة التى اكتسبتى........ أنه متورط فى علاقة نسائية وأنه ولأول مرة يفكر فى الزواج.. والأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 607 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,458,696

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز