حوار: هايدى زكى

تمثل المبادرات الرئاسية والحكومية للمرأة المصرية مثل100 مليون صحة وغيرها من الحملات التى تبنتها الدولة طوق نجاة لصحة سيدات مصر وحمايتهن من الأمراض السارية وفى مقدمتها سرطان الثدى، فضلا عن تقديمها خدمات طبية لحمايتهن من المضاعفات الصحية التي تؤثر سلبا عليهن، هذا ما أكدت عليه د. حنان جويفل، استشاري الأشعة التشخيصية لأمراض الثدي، فى حوارنا معها الذى سلطت خلاله الضوء على أهمية الكشف المبكر على هذا المرض وأعراضه وأسبابه وطرق الوقاية منه، وآخر ما توصل إليه العلماء لعلاج ومواجهة المرض..

فى البداية تقول: تقوم الدولة متمثلة فى القيادة السياسية بدور مهم فى حماية صحة سيدات مصر وأهمها التوسع فى المبادرات الصحية بجميع أنحاء الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والسرطان وتقديم الخدمات الطبية والعلاج بشكل مجاني كمبادرة 100 مليون صحة والمشروع القومى لمكافحة سرطان الثدى، ويرجع ذلك لأن 85% من أورام الثدي حميدة ونسبة الشفاء ترتفع حال الكشف المبكر، وذلك من خلال مراجعة التاريخ المرضي للعائلة، كما أن هذه المبادرات تسهم في رفع مستوى التوعية بين السيدات من خلال فحص الماموجرام لكل سيدة تعدى سنها 35 عامًا.

وماذا عن دور الأطباء والمراكز الحكومية والخاصة فى دعم هذه المبادرات للحد من المرض؟

هناك تعاون ملحوظ وكبير بين كل المؤسسات والمستشفيات الحكومية والخاصة لدعم هذه المبادرات والوقوف جنبا إلى جنب من خلال تقديم كافة الوسائل والإمكانيات المتاحة وتوفير أماكن ومراكز لهذه المبادرات إلى جانب التطوع من عدد كبير من الأطباء للمشاركة فى هذه الحملات العلاجية والتوعوية على مستوى الجمهورية.

وما أبرز أعراض الإصابة بسرطان الثدى؟

هناك عدة علامات يمكن من خلالها اكتشاف إصابتك بالمرض ويتم التعرف عليها من خلال الفحص الذاتى للثدى، وعند ظهور أى منها يجب استشارة طبيب متخصص لتلقى العلاج فى المرحلة الأولى من المرض، وهى وجود كتلة في منطقة الثدي والتي تختلف عادة عن النسيج الطبيعي له، أو حدوث انتفاخ داخل العقدة الليمفاوية المتواجدة بمنطقة الإبط، أو تغيرات في حجم أحد الثديين عن الآخر سواء بالزيادة أو النقصان، بالإضافة إلى تغير في ملمس جلد الثدي حيث يصبح منقرا أو مجعدا، إلى جانب ظهور بقع حمراء أو طفح جلدي على حلمة الثدي أو في المنطقة المحيطة بها، إلى جانب خروج مادة سائلة من الحلمة مصحوبة بألم متواصل أسفل الإبط أو حول الثدي أو الترقوة، وأخيرا فقدان الوزن دون وجود أسباب واضحة لذلك وارتفاع حرارة الجسم واليرقان والقشعريرة.

وما أسباب الإصابة بهذا المرض؟

ترجع الإصابة بسرطان الثدى إلى عدة أسباب منها الوراثى كإصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض خاصة الأم، وقد يتسبب تناول بعض أنواع حبوب منع الحمل أو علاجات العقم فى الإصابة بالمرض، كما أشارت بعض الأبحاث إلى أن ارتداء حمالة صدر غير مناسبة لحجم الثديين يزيد من احتمالية الإصابة، إلى جانب الضغط العصبى والتوتر، والتعرض لبعض المواد المسببة للسرطان مثل التبغ الموجود فى اللحوم أو المواد الكيميائية.

هل هناك أورام قد تظهر بالثدى تعد حميدة؟

يعد ورم الثدي الحميد من الأمراض الشائعة التي تصيب النساء والفتيات، وتكثر الإصابة به لدى الفتيات في مرحلة البلوغ أو دون سن الثلاثين، وما أن تظهر أعراضه حتى يخيم الفزع والتوتر على حياة الفتيات والنساء، إلا أن هناك أوراماً حميدة يمكن علاجها دون أن تلحق الضرر بصحة الجسم وشكله كالورم الغدي الليمفاوي للثدي والذى يتميز بشكله الكروي المرن القابل للتحرك خلافا للسرطان الخبيث الذى يتميز بصلابته وبقائه في مكانه، وفي أغلب الأحيان لا يرافق هذا الورم أي ألم وقد يصاحبه ألم وهذا يعتمد على حجم السرطان وموقعه من الثدي، بالإضافة إلى تغير لون الحلمة وشكل أحد الثديين عن الآخر وخروج إفرازات دموية من الحلمة الثدي، وتجعد جلد الثدي واحمراره.

- هل تمثل بعض الأورام الحميدة التي قد تصيب المرأة خطرا يؤدي لإصابتها فيما بعد بالسرطان؟

بعض الأورام الحميدة يمكن أن تتحول لسرطانية بنسبة 2% بالنسبة للثدي، أما عن المبيض فهناك أيضا أكياس متشعبة أو دموية يمكن أن تتحول، لذا أنصح بالكشف المبكر والتعامل السريع معها.

وهل يؤثر السن والعوامل الوراثية والسمنة في الإصابة بالمرض؟

لا شك أن السن أحد العوامل المهمة فى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض فما يقرب من 77 % من حالات الإصابة بالمرض تشخص بعد سن 55 عاما، وتقل النسبة بين النساء في سن الأربعين إلى 18 %، كما تشير الإحصائيات إلى أن بعض الحالات لها مسببات وراثية إلى جانب وجود تشوهات في  BRCA2،BRCA عمل الجينات الطبيعية وهذه الجينات يحملها الرجال والنساء على السواء، لذا يمكن وراثتها عن أحد الوالدين، وإذا كان الفحص الوراثي إيجابيا فهذا يدل على زيادة احتمال الإصابة بالمرض دون تحديد إمكانية حدوثه أو الوقاية منه وترتفع احتمالية الإصابة إذا كان هناك تاريخ مرضى لإحدى سيدات العائلة.

تعيش المصابة بالمرض ظروف نفسية صعبة، فكيف يمكن مساندتها فى هذه المرحلة؟

يمثل العامل النفسى جزءا كبيرا من العلاج، لذا أنصح الأزواج بمساندة زوجاتهم حال إصابتهن بالمرض، فالمرأة عندما تدرك أنها مصابة بسرطان الثدى تصاب بصدمة نفسية وعصبية خوفا على حياتها وأولادها أو فقدان زوجها والتعرض للطلاق، وإلى جانب دعم الزوج يمكن مساندتها من خلال التحدث إلى نساء أخريات تجاوزن تلك الأزمة بعد معرفتهن للمرض وإقامة رحلات تجمعهن سوياً لنقل الخبرات والمعرفة، وللتغلب على الأعراض المصاحبة لمراحل العلاج باختلافها تقوم بعض المؤسسات بتوزيع شعر مستعار لتعويض فقدان الشعر أثناء العلاج الكيماوى، وتوفير شرابات الضغط للمصابات بتورم الذراعين بسبب إزالة الغدد الليمفاوية أسفل الإبط، فضلاً عن توفير غسالات بسبب صعوبة ممارسة الأعمال المنزلية، وأخيرا إنتاج البديل الصناعى للثدى بعد استئصاله بفعل الجراحة.

وما أحدث أساليب العلاج التى توصل إليها الطب الحديث؟

كل يوم هناك جديد في مجال علاج السرطان سواء فيما يتعلق بالتكنولوجيا أو الجراحات، كما أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أن 95 % من النساء المصابات بهذا المرض قد يشفين بشكل كامل إذا ما تم الكشف عن المرض في مراحله الأولى، وتعد تقنية "الماموجرام" أهم التقنيات التي ساهمت في ارتفاع نسبة الشفاء من المرض نظرا لقدرتها على الكشف عن المرض قبل سنتين من إمكانية اكتشافه بالفحص الذاتى، فمعدل حجم الكتلة السرطانية التي يمكن اكتشافها بصور الثدي حوالي 0.3 سم أما بالفحص الذاتي للثدي فهي حوالي 1.3 سم.

وما صحة وجود أدوية يمكنها أن تقى من الإصابة بالمرض؟

الأمر غير صحيح تماما، فقط تستخدم بعض الأدوية فى حالة الإصابة بالتهاب فى الثدي، أما عن الوقاية الصحيحة فتتمثل فى الاهتمام بالفحص الذاتى للثدى باستمرار والذهاب للطبيب عند اكتشاف أى نمو غير طبيعي، فعلاج المرض فى مراحله الأولى يعطى نتائج أفضل.

 

طرق لاكتشاف سرطان الثدى

- الكشف الذاتى ويكون من خلال إجراء فحص للثديين مباشرة بعد انقطاع الدورة بأسبوع، أو خلال اليوم الأول من كل شهر للمرأة التى بلغت سن اليأس.

 

- خلال الاستحمام: وذلك عن طريق رفع اليد اليمنى إلى الأعلى لإجراء فحص للثدى الأيمن، ثم الحركة نفسها لفحص الأيسر.

 

- مراقبة الثديين أمام المرآة: حيث تقف السيدة بشكل مستقيم أمام المرآة مع وضع اليدين مباشرة حول منطقة الخصر، ثم رفعهما إلى الأعلى أو وضعهما فى المنطقة الخلفية للرقبة.

 

- الاستلقاء: حيث تستلقي المرأة على ظهرها، مع وضع وسادة تحت الكتفين، ثم تثبت الكوع الأيسر أسفل الرأس لفحص الثدى الأيسر باليد اليمنى، ثم عكس الحركة لفحص الأيمن.

 

- الأشعة السينية.

 

المصدر: حوار: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 375 مشاهدة
نشرت فى 19 نوفمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,461,430

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز