كتبت : هايدى زكى

يختلف الطلاب فى مستويات الذكاء والتفوق، فالبعض يستوعب المعلومات الدراسية بشكل سريع، والآخر يجد صعوبة فى التركيز والفهم والاستيعاب والحفظ، وخلال الامتحانات يزداد التوتر والقلق وتتساءل الأمهات عن كيفية تجنب هذه المشاعر التى تؤثر سلبا على قدرتهم التحصيلية؟

وفى السطور التالية نقدم لك بعض الطرق التربوية والصحية للتعامل مع الأولاد الذين يعانون مشكلات تحول دون استيعاب بعض المواد كالنسيان والتركيز والتوحد وفرط الحركة وغيرها وقت ضغط الامتحانات..

فى البداية تقول نهاد الحسينى أم لثلاثة أولاد: يعانى ابنى الشرود الذهنى باستمرار وصعوبة فى التركيز واستيعاب المعلومات الدراسية ويزداد ذلك وقت الامتحانات لأنه يقع تحت ضغط كبير ومع الأسف مستواه الدراسى فى انخفاض وعلى الرغم من محاولاتى فى مساعدته والمذاكرة له لكننى مازالت أبحث عن الوسائل الصحيحة للتعامل مع حالته.

أما سها عبدالمنعم أم لطفل فى المرحلة الإعدادية مريض بالتوحد فتقول: فى المرحلة الابتدائية كان الأمر أسهل ومع الضغط النفسى والأسرى والرغبة فى التفوق خاصة من والده باستمرار وتجاهل مرضه وبمرور الوقت ومع التقدم فى المراحل التعليمية ازدادت المشكلات الدراسية فاستشرت طبيب متخصص لأعرف كيف أتعامل معه وأساعده حتى نجحت فى الوصول لنتائج جيدة.

السبب أساس العلاج

تقول هناء المعداوى، الخبير التربوى: هناك مشكلات عديدة تواجه الطلاب والأهل وقت الامتحانات بسبب الضغط النفسى والعقلى عليهم، ويزداد الأمر سوءا كلما كان هناك بعض الطلاب يعانون مشكلات تحول دون استيعاب المعلومات أو صعوبة الفهم والتركيز والنسيان إلى جانب مشكلات أخرى قد يعانون منها كالتوحد والانطوائية وفرط الحركة، وعادة ما نسمع كلمات ترددها الكثير من الأمهات حول عدم تركيز أبنائهم ويتساءلن كيف أجعل ابنى سريع الحفظ والفهم لكن قبل الإجابة على هذه الأسئلة لابد أن نعلم السبب قبل العلاج فسبب شرود الطالب من الحصة الدراسية أو من الأم أثناء المذاكرة يرجع لعدة أسباب أولا اختفاء الوسائل الجذابة فى توصيل المعلومات الدراسية مثل المسابقات, ربط المعلومات بعضها ببعض، الاستعانة بالصور والقصص للفت الانتباه وزيادة التركيز, الروتين فى توصيل المعلومة، عدم التجديد والاستعانة بالوسائل التقليدية، فطفل اليوم يختلف عن طفل أمس ولابد من مسايرة الواقع والعالم الافتراضى الذى يدخل عليه الطلاب وعدم الاستهانة بقدراتهم وعقليتهم المتفتحة على العالم.

وتابعت: إلى جانب أن الأطفال يتميزون بالفضول الفطرى ولا يفضلون الجلوس فى مكان واحد والتركيز على شىء محدد لمدة طويلة فيجب تخصيص ركن للمذاكرة بعيدا عن وسائل التشتيت كالموبايل أو التليفزيون أو الحديث الأسرى وغيرها من مصادر الإلهاء التى تشتت التركيز، ولابد من معرفة قدرات وإمكانيات أولادنا التعليمية وقدرتهم الاستيعابية وتعليمهم الطرق الصحيحة للمذاكرة طوال العام الدراسى وعدم التركيز على فترة قبل الامتحان التى تزيد من الضغط، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب مع ضرورة تجنب عقد المقارنات ومعرفة المهام التى يقدر الطالب على استيعابها وتبسيطها وتقسيمها لزيادة قدرته الاستيعابية بالإضافة إلى التحفيز والتشجيع سواء بلعبة محببة أو أكلة أو زيارة ما لزيادة الرغبة التعليمية لدى الأولاد وبالتالى تزداد الرغبة فى إنهاء الامتحانات بتفوق والمذاكرة بجدية وبقدرة أكبر.

طرق التعلم

تقول د. اعتماد المنشاوى، استشارى طب المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس:هناك طرق للتعلم منها البصرى والحركى والسمعى وليس المهم الوسيلة، فالطالب يتلقى وتنتقل إليه المعلومات ولكل تلميذ طريقته وعلى الأم معرفة الطريقة المثلى لتعلم ابنها لتساعده على الحفظ واسترجاع المعلومات وقت الحاجة لها، وهناك مشاكل قد تواجه الطلاب أثناء الامتحانات وهى الضغط الأسرى والمؤدى إلى صعوبة التواصل والتخاطب مع هؤلاء الأطفال الذين يعانون مشكلات وصعوبة فى الحفظ والاستيعاب، فكلما قل الضغط على الطفل عند التعلم زادت قدرته على تخزين المعلومة، فعلى الأهل تقليل انفعالاتهم وخوفهم هذه الفترة فالتوترات النفسية والعصبية هى عائق للتفكير السليم وتوثر سلبا على مختلف الوظائف والعمليات العقلية للفرد كالإدراك والتفكير والتذكر.

أساليب تربوية

ترى د. هدى شلبى، استشارى الطب النفسى والعلاج السلوكى للأطفال أن التكنولوجيا ساهمت اليوم  بشكل كبير فى توعية الأم والأهل وكشف العديد من أمراض الأطفال التى تؤثر على دراستهم من خلال الاستعانة بتجارب بعض الأمهات وتكوين المعلومات والخبرات منهم لتعلمهم كيفية التعامل مع أولادهم والمشكلات التى يمكن أن تضر أولادهم مثل التأخر العقلى واستيعاب المعلومات وفرط الحركة وغيرها, فلابد من الاستعانة الطبية وعرض الطفل على طبيب نفسى متخصص للوصول إلى حلول صحية، فهناك أساليب جديدة تساعد على زيادة تركيز الأطفال ومعالجة النسيان من خلال مجموعة من الألعاب التى تعمل على ذلك مثل التركيب والفك وإعادة البناء وبعض التمارين الرياضية التى يبذل من خلالها الطفل طاقة جسدية كبيرة تجعله لا يصدر منه حركة شديدة أثناء المذاكرة ويقوى عقله وقوة استيعابه, فالتدريب المستمر وتوعية الأم بتصرفاتها تجاه طفلها وخاصة وقت الامتحانات وعدم الضغط النفسى عليه وجعله يشعر بأن الامتحانات أمر طبيعى لا يمثل خوفا ولا قلقا ذلك يأتى بنتيجة إيجابية بمرور الوقت بالإضافة إلى أن هناك أطفالا تعانى من بعض المشكلات الدراسية ولكنها تتمتع بذكاء كبير ولكن لعدم قدرة المدرسين أو الأهل على التعامل مع حالتهم أو عدم معرفة ما يعانون منه ينتج عنه تأثيرا نفسيا على الطالب ويشعره بالفشل أو أنه أقل من زملائه فى المدرسة فيعرضه لانتكاسات ومشاكل أكبر, فلابد من معرفه قدرات أولادنا ومشاكلهم ومواجهة أنفسنا (الأهل) بالأمر واستيعابه وأن نبحث ونهتم ونعرف كيف نتعامل لنصل لنتائج إيجابية.

المصدر: كتبت : هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 764 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,789,870

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز