كتبت: ابتسام أشرف

"الفشل هو التوقف عن المحاولة" حقيقة أدركتها العديد من السيدات اللائى قررن أن يحولن تجاربهن الفاشلة إلى نقطة انطلاق جديدة ليعلنوا أن الفشل هو الاستسلام للإحباط، ولم يتخيل أحد أن تكون تلك النجاحات المبهرة مسبوقة بتجارب غير ناجحة فى العمل والدراسة.

"حواء" تستعرض تجارب حقق أصحابها نجاحات على المستوى العلمى والمهنى بعد محاولات باءت بالفشل.

البداية مع مي رأفت 29 سنة التى بدأت مشروعها لبيع الملابس الجاهزة من المنزل، وكان عدم دراستها للسوق والجمهور المستهدف سبب لفشلها، وتقول: فشلت تماما لأنني لم أدرس السوق ولم أخاطب الزبون المستهدف، حتى أن رأس المال الأساسي ضاع مني، لكننى الآن وبعد مرور6 سنوات في المجال أشكر الله يوميا على ذلك الفشل الذي لولاه ما كنت أملك مكانا للتصنيع وليس للبيع فقط.

وتحكى رنا محمود، 30 سنة تجربتها الوظيفية قائلة: كلما ذهبت لشركة للعمل بها لا أستمر في العمل أكثر من شهر أو شهرين بالأكثر ولا أعلم الأسباب إلى أن ذهبت لمختص في الارشاد النفسي والذي أوضح أننى أعانى مشكلات في التواصل يجب النظر إليها والاهتمام بها، مثل ضبط النفس والتنظيم.

ويقول مصطفي رءوف 45 عاما: عندما استغنت عنى الشركة التي كنت أعمل بها توجهت إلى أحد أصحاب المطابع الذين اعتدت العمل معهم أثناء عملى في الشركة طالبًا منه إتاحة فرصة عمل لى، والحمد لله أصبحت الآن أحد الموزعين الكبار وأوزع للشركة التي تم الاستغناء عني منها. 

وترى هند 34 عاما أن النجاح مرتبط بالتجربة فبعد أن تخرجت في كلية التجارة عملت في أكثر من شركة من شركات القطاع الخاص بمجالات متعددة إلى أن وفقت في أحد المشروعات الخاصة المرتبطة بتصنيع الملابس وبيعها وذلك عن طريق الاستفادة مما تقدمه الدولة من دعم للمشروعات الصغيرة. 

وتقول فاتن رجب، 30 عاما إنها اختارت مجال التكنولوجيا والبرمجيات بعد حصولها على عدد من الدورات التدريبة التى استمرت ما يقرب من أربعة أعوام متصلة، مؤكدة أن هذا المجال مربحا كثيرا خاصة وأنه من المتطلبات الأساسية لسوق العمل.

حول الفشل إلى نجاح

يقول الخبير الاقتصادي د. رشاد عبده: يعد الفشل خطوة مهمة لتحقيق النجاح الباهر، وعليك الأخذ في الاعتبار بعض الأسباب التي تحول الفشل إلى نجاح؛ بداية يجب تحمل المسئولية، وينبغي أن تعلم أنك الوحيد القادر على مساعدة نفسك في إيجاد الحلول وتغيير وضعك الحالي، وأن تعترف في قرارة نفسك بأنك ارتكبت خطأً في وقت ما، ربما اتخذت قرارًا غير صحيح أو لم تختر الوقت المناسب أو تهاونت قليلًا، ثم عليك أن تحلل الموقف وتمعن التفكير في الأسباب التي أدت إلى عدم تحقيق النتائج المرجوة، وتساءل هل بذلت المجهود المناسب؟ وهل منحت الأمر الوقت الكافي؟ وهل خططت جيدًا؟ وهل التزمت بخطتك؟ وهل كنت تمتلك المعلومات الكافية؟

ويضيف: عليك الوقوف على قدمك مرة أخرى واتخذ القرار، وتجنب أخطاء الماضي وإعادة المحاولة، حتى لو تطلب الأمر العودة إلى نقطة البداية، فالفشل الحقيقي هو السقوط مع عدم محاولة النهوض من جديد.

وأوضح عبده أنه من المهم الاستفادة من خبرات الآخرين قائلا: تحدث مع أصحاب الخبرة، مثل المديرين أو أصحاب المشروعات الناجحة، واحصل منهم على نصائح قد تفيدك في التخطيط بطريقة سليمة هذه المرة. 

تخلص من مخاوفك

توصف آمال إبراهيم، استشاري صحة نفسية الحالة النفسية بعد الفشل قائلة: يجد الإنسان نفسه في مفترق الطرق، فإما يستمر في طريقه المليء بالأخطاء والاختيارات التي تسبب له مزيداً من الإخفاقات والعثرات أو أن يختار طريقا آخر جديدا يقوم على التفكير السليم والإيجابيات، لكن ربما يسيطر عليه التردد في هذه الحالة، أو الخوف والقلق من البدء من جديد، لاسيما في حالة صغر السن أو محدودية التجارب الحياتية التي مر بها.

وترى آمال أنه يمكن للمرء التخلص من مخاوفه وهواجسه وشق طريقاً آخر أكثر طموحا وسعادة ونجاحاً ولاشك أن هذا القرار يعتبر من أهم القرارات التى يتخذها أى شخص فى حياته، لكن عليه أيضاً أن يعلم أن كل شخص يستطيع أن يغير من نفسه فى أى قت، وفى أى عمر، فالأمر فقط يتطلب إرادة قوية وقوة الإيمان والصبر.

وأوضحت استشاري الصحة النفسية أنه يجب أن يمر المرء بعدة خطوات حتى يستطيع النجاح فى تغيير حياته والبدء من جديد والتخلص من الفشل مثل العمل على نسيان الماضى الحزين أو عدم التفكير فيه، وعدم الخوف من التغيير فمن عادة الإنسان أن يقاوم التغيير، وأحيانا يكون من الضروري  الاستعانة بالمتخصصين فى المجال النفسى، وذلك عند تفاقم الإحساس بالحزن الشديد، والشعور باليأس أو الاكتئاب.