بقلم : إقبال بركة
رغم كل ما عانينا من أهوال كورونا في العام المنصرم، إلى جانب مشاكل أخرى، فقد كان عام ٢٠٢٠ هو أفضل عام فى التاريخ الحديث بالنسبة لنساء العالم، فإذا نظرنا إلى أقوى بلد فى العالم، إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنجد أن الرئيس المنتخب الجديد جوزيف بايدن قد استعان بعدد كبير من النساء في حملته الانتخابية، ثم في إدارته، وأعلن أن إدارته ستكون مقسمة بالعدل بين النساء والرجال، وهو ما حدث بالفعل، فعلى سبيل المثال وبالإضافة إلى "جيل" زوجته التى عاونته كثيرا في حملته، كانت هناك شقيقته "فاليرى" الناشطة السياسية، و "جين أومالى" مديرة حملته ونائبتها "جين بيد نجفيلد"، والسيدة "أنيتا دون"، والمستشارة "سيمون ساندرز، وآشلي إتيان" المتحدثتان باسمه فى المحافل ووسائل الإعلام، إلى جانب العديد من النساء في الأقسام الأخرى، ومن بين من عينهن في إدارته المحامية ريما دودين، وهى من أصول فلسطينية، التى عينها نائب مدير مكتب البيت الأبيض للشئون القانونية والتشريعية، وهناك توقعات بأن بايدن سوف يحقق ما وعد به أثناء حملته الانتخابية بأن يعين العديد من النساء على رأس الوزارات المختلفة، وهو ما فعله بما فى ذلك المخابرات الوطنية ووكالة الاستخبارات المركزية مع توقع تعيين "هيلاري كلينتون" مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، هل ستفلح النساء الأمريكيات في خفض معدلات البطالة، وتخطي الفجوة بين مرتبات الإناث والذكور والتغلب على ترهات اليمين المتطرف الذى أعاد العنصرية ضد السود، وإنهاء التطرف الإسلامي الذى يسعى للعودة بالنساء قرونا إلى الخلف..?! هل سيتمكن من تعويض بلادهن عن المليارات التى خسرتها فى الجائحة، بسبب حماقة الرئيس السابق ترامب، وتحفيز التعافى من آثارها ?! الأمل كبير في ظل رئاسة جديدة أعلنت تحيزها للمرأة وأثبت رئيسها إيمانه بقدراتها ومواهبها، وأكبر دليل على ذلك اختيار سيدة ملونة لتكون نائبته وذلك ما لم يحدث من قبل فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وهي السياسية والمحامية كامالا هاريس، أول أمريكية من أصل أفريقي، وأول أمريكية آسيوية، وثالث امرأة تُرَّشح لمنصب نائب الرئيس على قائمة حزب كبير بعد جيرالدين فيرارو وسارة بالين على التوالي، وقد شغلت منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الأحدث عن ولاية كاليفورنيا منذ عام 2017، هل نعتبر ذلك مؤشرا لتغير جذرى فى عالمنا الحديث، ينبئ بتولى نساء العالم زمام الأمور بعد أن كاد تحكم الذكور يؤدي إلى نهايته؟! أنا شخصيا متفائلة ودليلي على ذلك أن دراسة حديثة أخضعت للبحث 19 دولة تقودها نساء، في مقابل 130 دولة يحكمها رجال, وبعد مقارنة دقيقة للأرقام أشارت إلى أن البلاد التي تحكمها سيدات حققت وفيات أقل عدداً، ونجحت إلى حد كبير في وقف تفشي وباء كورونا، وأخيرا أؤكد أن العالم سيكون أفضل كثيرا وأهدأ فى ظل قيادة بنات حواء، وإن غدا لناظره قريب.
ساحة النقاش