كتبت : إسراء ناجي

تشعر بعض السيدات العاملات بصعوبة القدرة على تمالك أعصابهن وحبس دموعهن أثناء ساعات العمل ربما لموقف محرج أو للضغوطات والمهام التى لا تنتهى، ويرجع بكاء النساء إلى أنهن أكثر حساسية من الرجال وأقل تحملا للصعوبات وسيطرة على المواقف.

فى جولتنا نناقش عددا من العاملات عن الأسباب التى تدفعهن للبكاء فى العمل، ونحاور عددا من المختصين حول كيفية تفادى تلك المواقف التى تظهر عجز النساء..

فى البداية تقول منى إبراهيم، مدرسة بإحدى المدارس الدولية: مدير المدرسة شديد جدا ودائما كان يريد أن نفعل أشياء كثيرة فى وقت قليل فكان دائما يرسل لى إيميلات كثيرة ويريد منى أن أنهى هذا العمل بسرعة وعندما لا أفعل ذلك يعنفنى ويحرجنى ويستهزئ بى، فلم أجد إلا البكاء لأنني لا أستطيع الرد عليه وكنت أختبئ في أي مكان أو أغلق الحمام على نفسي حتى لا يراني أحد ويشعر بضعفي.

وتقول نوران محمد، موظفة: كان هناك بعض العملاء يتشاجرون معى ويتحدثون معى بأسلوب سيئ ووقتها كنت لا أطيق العمل أو أخرج عن شعوري والبكاء كان المنفذ الوحيد لي للخروج من تلك المواقف ولا أجد مكانا للبكاء غير الحمام.

وتتعرض رضوى علي، مسوقة بشركة عقارات للكثير من المضايقات في عملها ما يجعلها تفقد السيطرة على مشاعرها، وتقول: تعرض ذات مرة للتحرش ووجدت نفسى أنى مضطرة للصمت وإلا سأفضح نفسى الأمر الذى جعلنى أنهار من البكاء بسبب قلة حيلتى.

وتقول سما سعيد، مهندسة: أحيانا اذهب إلى العمل وأنا أعانى مشكلات أسرية والتى كانت تؤثر على نفسيتى بشكل كبير وتعاملى مع زملائى، وعندما أتعرض لأى ضغط فى عملى لا اتحمله ويكون لدى رغبة دائمة بالبكاء.

مشكلات وحلول

تعلق د. عزة زيان، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية على الأسباب التى تدفع المرأة للبكاء أثناء تواجدها بالعمل قائلة: تتعرض المرأة لكثير من الضغوط فى العمل وللزوج تأثير سلبى على عملها ويمثل عقبة ومشكلة لها خاصة إذا كان غير متعاون وراض عن عملها، كما تواجه المرأة الكثير من التحديات والعقبات فى قطاعات مختلفة من الأعمال خاصة التى لا تقبل تواجدها بها والتى يسيطر عليها الرجال، وهناك تحد آخر وهو التحرش حيث إن هناك القليل من اللائى يبوحن بما يتعرضن له من اعتداءات وتحرش بمختلف أشكاله اللفظى والجسدى والتى تؤثر بشكل سلبي على حالتهن النفسية والصحية وأدائهن العملى.

وتتابع: حتى تتفادى المرأة البكاء فى العمل عليها تحديد أولوياتها وتسأل نفسها دائما "لماذا أعمل وماذا أريد وما هدفى من العمل الذى أقوم به؟" ومحاولة تنظيم الوقت بشكل متوازن بحيث لا تطغى مسئولياتها العملية على واجباتها تجاه أسرتها ما يسبب لها مشكلات مع زوجها، فضلا عن أهمية تحسين الحالة المزاجية والتى تؤثر على عملها وأدائها بشكل عام من خلال الاستماع إلى الموسيقى أو مماسة رياضة تحبها والنوم لعدد ساعات كافية، وتحاول بقدر الإمكان تخصيص وقت لنفسها تتخلص خلاله من ضغوط العمل والمنزل، مع أهمية مشاركة الزوج والأولاد مشكلاته بالعمل والأعمال المنزلية حتى تخفف من الأعباء الملقاة على كاهلها، وأخيرا على المرأة العاملة أن تؤمن بذاتها وقدرتها حتى يؤمن بها الآخرون.

معرفة السبب سبيل العلاج

يؤكد د. أشرف عبد الوهاب أبو فراج، أستاذ مساعد علم الاجتماع كلية الآداب جامعة حلوان أن النساء غالباً ما يصنفن على أنهن أكثر عاطفيةً من الرجال وأقل قدرةً على التحكم في إظهار مشاعرهن علناً مقارنة بالرجال، ويقول: البكاء في حد ذاته ليس أمرا شاذا أو غير مرغوب فيه خاصة في بعض الأوقات لكن يتطلب منا تعلم كيف ندير التعبير عن عواطفنا بصورة صحيحة، أما البكاء في العمل يجب معرفة السبب حتى يمكن حل المشكلة، فمثلا إذا كان بسبب ضغط عمل فيمكن أخذ إجازة لبضع أيام لاستعادة النشاط، أما إذا كانت المشكلة هي عدم مناسبة مجال العمل للمرأة فعندها يمكنها التفكير فى تغييره والبحث عن مكان يناسبها وتخصصها ومؤهلاتها العملية.

ويؤكد د. عبدالوهاب على ضرورة التركيز على سبب البكاء وجوهر المشكلة لأنه يعد السبيل الأهم لإيجاد حل لما تعانيه المرأة، مع ضرورة إيجاد كوابح نفسية قوية تجعل المرأة تتحكم في مشاعرها بصورة أفضل وتعبر عن غضبها بعيدا عن البكاء الذى يظهر المرأة ضعيفة.

المصدر: كتبت : إسراء ناجي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 568 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,929,751

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز