حواء: أميرة إسماعيل
دفع جنون الشهرة والسعى وراء الثراء السريع بعض رواد موقع الفيديو الشهير تيك توك إلى ضرب القيم والمبادئ عرض الحائط فى سبيل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة ممكنة لتحقيق الربح من خلال تقديم محتويات خادشة للحياء والآداب العامة ما دفع الجهات الأمنية إلى تتبعهم وإلقاء القبض عليهم لحماية المجتمع وأخلاقه العامة من محتوياتهم البذيئة والمبتذلة.
وحول حملات القبض على التيك توكرز والبلوجرز الخارجين عن القانون والآداب العامة وبين الضوابط المجتمعية وحماية الأسرة والأبناء من مثل هذه الاختراقات كان لـ"حواء" هذا الحوار مع اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية السابق لأمن المعلومات.
فى البداية.. كيف استغل البعض وسائل التواصل الاجتماعى لبث فيديوهات مخالفة للآداب العامة؟
لا يمكن أن ننكر أو نتجاهل أننا الآن نعيش فيما يعرف بالعالم الرقمي، أي أن معظم مناحي حياتنا المعاصرة من خدمات وأنشطة واتصالات تتم من خلال الإنترنت ومواقع التواصل وشبكات المعلومات والاتصالات وهو ما ساهم بلا شك في تحقيق المزيد من التنمية المستدامة في جميع القطاعات سواء على مستوى الدولة أو الكيانات والأفراد، ومع ذلك فقد صاحب إيجابيات عالمنا الرقمي المعاصر بعض الانعكاسات السلبية وأهمها ظهور نوعية مستحدثة من الجرائم والأنشطة الضارة و الإجرامية التي تستهدف تلك التقنيات التكنولوجية الحديثة أو استخدامها في ارتكاب جرائم وأنشطة ضارة يطلق عليها الجرائم السيبرانية أو المعلوماتية.
ومن أمثلة تلك الجرائم الاستخدام غير الآمن وغير المشروع لتطبيقات صناعة المحتوى التي تقدمها الكثير من المنصات الرقمية مثل (تيك توك، ولينك، وانستجرام، وفيس بوك، وسيجنال)، حيث انتشرت مؤخرا ظاهرة مؤسفة تمثلت في بث الكثير من مستخدمي تلك التطبيقات محتوى غير أخلاقي وانحرافى يتعارض مع كافة القيم الدينية والمجتمعية والأخلاقية.
فى رأيك من وراء مقدمى هذا المحتوى وهل تؤيد حملات القبض عليهم؟
للأسف الشديد معظم هؤلاء يلجأون إلى تلك الوسيلة بدافع هوس التربح السريع دون أي جهد أو مشقة، ومن المؤسف أنه قد تم استغلال تلك الفئة من قبل الكثير من التنظيمات والجماعات الإجرامية في عمليات غسيل الأموال أو بهدف الإضرار بالأمن القومي من خلال تشجيع غيرهم على ترك العمل والدراسة وممارسة تلك الأعمال، وقد كانت وزارة الداخلية تتابع تلك الممارسات الإجرامية و تلقت الكثير من بلاغات المواطنين عن تضررهم مما يقدمه التيك توكرز من محتويات مرفوضة اجتماعيا وبالفعل تم استصدار إذن من النيابة العامة لضبطهم وتقديمهم للمحاكمة.
وكيف تحمى وتساعد هذه الحملات فى بناء مجتمع أفضل؟
إن حملات ضبط هؤلاء الجناه تحمى المجتمع والدولة من فساد وإفساد تلك الممارسات الإجرامية.
انتشر مؤخرا عدد من الألعاب الإلكترونية التى صنفت على أنها خطيرة فما قراءتك لها والهدف من وراء ترويجها؟
للأسف الشديد لجأت الكثير من التنظيمات والجماعات الإرهابية والإجرامية في استخدام ألعاب الأطفال online games في تحقيق الكثير من اتصالاتهم أو ارتكاب جرائم بحق الأطفال ممارسيها .
هل لدينا وعى فى الاستخدام الآمن للتطبيقات التى تتيحها الشبكة العنكبوتية؟
لا يمكن أن ننكر أن الكثير من مستخدمي تلك التطبيقات يستخدمونها بشكل آمن ومشروع من خلال عرض محتويات إبداعية وثقافية وتوعوية ووطنية وعلمية وتكنولوجية ما جعلها تمثل للكثيرين مصدرا مشروعا وآمنا للعمل وتحقيق أرباح مشروعة لا تخالف أي قيم أو قوانين،
لذلك نثمن أي استخدام آمن ومشروع لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل وكافة التطبيقات التكنولوجية الحديثة طالما في الإطار القانوني.
وما نصيحتك للأسرة المصرية لحماية أبنائها من أى محتوى غير مرغوب به؟
في ضوء ما سبق فإننا نناشد الأسرة المصرية بضرورة استعادة ممارسة واجباتها في تربية وتوجيه أبنائها من مستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل وتوعيتهم بمخاطرها الكارثية عليهم، وضرورة متابعة المواقع التي يتعاملون معها إلكترونيا.
ساحة النقاش