بقلم : إيمان العمري

 

أصحابي الأعزاء صديقتنا جنى كانت تقرأ حادثة الأب الذي جرد رضيعته من ملابسها وحاول حرقها والدماء تغلي في عروقها حنقًا على ذلك الشخص الذي تجرد من كل معاني الإنسانية..

توجهت لوالدها بالسؤال هل من الممكن أن يصل أب إلى هذه الدرجة من البشاعة في تعامله مع طفلته الصغيرة مهما كانت حجم الخلافات بينه وبين زوجته..

نظر لها مبتسما ليبعث الطمأنينة في نفسها وأكد لها أن تلك الجريمة تقدم نموذجا شاذًا لا يمكن حتى القياس عليه..

وصمت قليلا ثم أكمل كلامه مشيرا إلى أنه للأسف ازدادت بشكل كبير أعداد الآباء الذين ينتقمون من زوجاتهم مستخدمين أولادهم في تلك اللعبة الحقيرة..

وأكثر مثال على ذلك شيوعا يتمثل في الإنفاق على الأبناء.. فما أن يحدث الانفصال يتصور هؤلاء أنهم طلقوا أبناءهم أيضا ويتوقفون عن الإنفاق عليهم وهناك عشرات آلاف من القضايا في محكمة الأسرة حول هذه الحالات، والأغرب عندما يكون الوالد ميسور الحال وينفق على نفسه ومن حوله مبالغ كبيرة لكنه يعاند مطلقته على حساب أولاده..

وإذا سأله أحد عن سبب بخله مع أبنائه يرد بكلمات يتقطر الغل منها "ما عندهم أمهم تصرف عليهم"وكأنه يدفعهم ثمن اختياره وزواجه من والدتهم..

وعلى الجانب الآخر نجد كثيرا من الآمهات يدمرن نفسية أطفالهن بزرع الكراهية لوالدهم وابعادهم عنه كنوع من الانتقام منه بحرمانه من أولاده خاصة إذا اتخذ لنفسه حياة جديدة وتزوج مرة ثانية..

وهكذا يصبح الأطفال أداة في يد الأب أو الأم للانتقام من الآخر لكن النتيجة أن الأبناء هم الضحية دائما.

 

المصدر: بقلم : إيمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 371 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,868,705

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز