تزامنا مع بداية العام الدراسى الجديد وللتخفيف على الأسر المصرية من أعباء شراء مستلزمات المدارس انتشرت المعارض والمنافذ التى توفر الأدوات المدرسية بأسعار مخفضة وجودة عالية فى كافة محافظات مصر، وكان فى مقدمة المبادرات "كلنا واحد" التى أطلقت تحت رعاية رئيس الجمهورية، ومعارض "أهلا مدارس" التى أطلقتها وزارة التموين بأسعار أقل من المعروض بالسوق بنسبة تصل إلى 30 %.  

"حواء" كان لها جولة داخل المعارض والمنافذ للتعرف على أبرز المعروضات؟ وكيف يستفيد منها المواطن لمواجهة غلاء الأسعار وجشع التجار؟ وكيف حققت هذه المعارض استقرار الأسعار فى الأسواق؟

هدى إسماعيل

في البداية تقول منى عبد العزيز: المعرض بالنسبة لي حل مناسب جدًا، الأسعار أقل من السوق بحوالي 20 : 25%، قدرت أشترى شنط وأدوات مكتبية لأولادي من غير ما أتعب في البحث عن الجودة والسعر المناسبين.

وتقول رحاب حسن، معلمة: كل عام أشتري ما أحتاج إليه طوال العام الدراسي من معارض أهلا مدارس بسبب الأسعار التي هي أقل من الأماكن الأخرى، فهناك رقابة شديدة من المسئولين على الأسعار والجودة وهو أمر مناسب جدا.

ويضيف أحمد السيد: أهم ما يميز المعرض أنه يضم كافة المستلزمات الدراسية في مكان واحد، وهذا يوفر الوقت والجهد، لكن المشكلة تظل فى أول أيام المعرض بسبب الزحام الشديد.

أما نهى إبراهيم فتقول: اشتريت كشاكيل وأقلام من المعرض، الجودة جيدة جدا والأسعار مناسبة، وأكتر شيء عجبني أن هناك منتجات محلية منافسة للمستورد.

دعم للمواطن

يعلق د. السيد خضر، الخبير الاقتصادى على معارض أهلا مدارس قائلا: تعد هذه المعارض من الفعاليات الاقتصادية المهمة التي تؤثر بشكل إيجابي على المواطن المصري، وتساعد في تحقيق توازن على مستوى الأسعار من خلال تخفيف الأعباء المالية، حيث توفر المعارض مستلزمات المدارس بأسعار أقل من السوق، ما يساعد الأسر على تقليل النفقات في فترة العودة للمدارس، كما أن زيادة عدد المعارض والمشاركة من قبل تجار مختلفين يُعزز المنافسة بينهم ما يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات وتقليل الأسعار في السوق بشكل عام، فضلا عن أن شراء المنتجات المحلية يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم الصناعة المحلية.

ويدعو د. خضر وسائل الإعلام إلى توعية المستهلكين بأن هذه المعارض فرصة يجب استغلالها، مع ضرورة وضع ميزانية واضحة لمستلزمات المدارس والالتزام بها، والتسوق المبكر وشراء المستلزمات قبل بداية العام الدراسي لتجنب الارتفاعات المفاجئة في الأسعار، وينصح بالتعاون بين الأسر لشراء كميات أكبر من المستلزمات لتقليل التكلفة، كما يمكن التوجه للبدائل باستخدام المنتجات البديلة أو المستعملة في بعض الأحيان.

ويضيف: على المستوى الاقتصادى تعد معارض "أهلاً مدارس" ذات أهمية كبيرة في دعم المنتج المصري ومساعدة المواطن في مواجهة جشع التجار من خلال تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم المنتجات المحلية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل وتحسين جودة المنتج المحلى وزيادة قدرته التنافسية مع المستورد، فضلا عن أن تنظيم مثل هذه المعارض يعكس جهود الحكومة والمجتمع المدني في دعم الاقتصاد المحلي وحماية المستهلك.

أكثر المواسم الاستهلاكية

تقول د. سناء النجار، الأستاذ بقسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة كلية الاقتصاد المنزلى، جامعة حلوان: تعد فترة الاستعداد للعام الدراسي الجديد من أكثر المواسم الاستهلاكية التي ترهق ميزانية الأسرة المصرية، حيث تزداد معدلات الإنفاق على المستلزمات المدرسية من أدوات وملابس وحقائب وأحذية، وفي ظل ارتفاع الأسعار والتقلبات الاقتصادية برزت مبادرة "معارض أهلاً مدارس" التي أطلقتها الدولة المصرية كآلية لتخفيف العبء عن الأسر وتوفير احتياجات الطلاب بأسعار مخفضة، والتى تهدف إلى توفير المستلزمات الدراسية بأسعار مناسبة مقارنة بالأسواق الحرة، وكسر حدة جشع بعض التجار من خلال التدخل المباشر للدولة والقطاع الخاص، وتنويع الخيارات أمام المستهلك من خلال طرح منتجات محلية الصنع وأخرى مستوردة بأسعار متدرجة، وتحفيز الإنتاج المحلي وتشجيع المصانع الوطنية عبر فتح منافذ بيع مباشرة للجمهور.

وتتابع: يظهر أثر هذه المعارض على ميزانية الأسرة فى عدة أمور منها؛ التخفيف من الضغوط المالية، ما ينعكس على زيادة القدرة الشرائية المؤقتة لمتوسطي ومحدودي الدخل، كما عززت هذه المعارض شعور الأسر بأن الدولة موجودة لدعمها، وهو ما يخفف من التوتر المجتمعي المرتبط بالضغوط الاقتصادية، لذا يمكن القول إنها قدمت حلاً مؤقتا وفعالا نسبياً للتخفيف من الأعباء الاقتصادية الواقعة على كاهل الأسر المصرية، دون أن تكون سبباً في تفاقم الأزمة، فهي تعمل كآلية إسعافية موسمية، لكنها ليست بديلاً عن السياسات الاقتصادية الشاملة التي تستهدف ضبط الأسواق، وزيادة الإنتاج المحلي، وتحسين مستويات الدخل بما يتناسب مع معدلات التضخم، وبالتالي، يظل نجاح هذه المعارض مرهوناً بقدرتها على الاستمرارية والتوسع الجغرافي، وبمدى تكاملها مع خطط أوسع للإصلاح الاقتصادي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

برواز

- تقام معارض "أهلًا مدارس" سنويًا على مستوى محافظات الجمهورية، وقبيل انطلاق العام الدراسى، لتوفير احتياجات الطلبة والمعلمين من المستلزمات والأدوات المدرسية فى مختلف مراحل التعليم، مثل: الملابس، والأحذية، والشنط المدرسية، والزى المدرسى، والكشاكيل، والكراسات، والأقلام، وذلك بأسعار مخفضة.

- انطلقت من 1 سبتمبر وتستمر حتى 30 سبتمبر ولمدة شهر كامل، مع تقديم تخفيضات كبيرة على مختلف المستلزمات المدرسية والمواد والسلع الغذائية، وذلك بمشاركة كبرى شركات القطاعين العام والخاص.

- "أهلاً مدارس" ليس مجرد معرض، بل مساحة تلاقي بين احتياجات الأسر وتطلعات التجار، فهو يخفف عبء الغلاء عن كاهل أولياء الأمور، وفي الوقت نفسه يفتح بابًا واسعًا للرواج التجاري، ورغم بعض الملاحظات حول الزحام والحاجة لمزيد من التنظيم، يظل المعرض نموذجًا مهمًا للتعاون بين الدولة والقطاع الخاص في خدمة المواطن المصري.