الملف إعداد : سمر عيد -منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى- هايدى زكى

الأم هي من تصنع الرجال ليكونوا عظماء، فهي من تشكل وعي أبنائها وتعمل على توجيه إدراكهم وأفكارهم لتدفع بهم للأمام، وهذا ما فعلته والدة النائب طارق الخولي "عضو مجلس النواب"، فهي من مزجت الحنية بالصرامة الشديدة وكانت صندوق أسراره لتحثه دائما على العمل الذي أحبه رغم مخاوفها عليه، وهي من غرست بداخله حب الوطن وقيم الانتماء وعملت على تدعيم وتوطيد العقيدة الوطنية بداخله، وساهمت على مدار حياته على دعمه وتحفيزه على النجاح لتأتي الزوجة والتي استطاعت استكمال مسيرة الدعم بجانب والدته، وعن مسيرة الأم العظيمة في حياة النائب طارق الخولي كان لنا هذا الحوار...

ما ذكريات الطفولة التي توصف علاقتك بوالدتك، وكيف ساهمت في تكوين شخصيتك؟

ذكريات طفولتي كلها مقرونة بوالدتي حيث إنها كل شيء بالنسبة لي، فهي كانت دائمة الاهتمام بتعليمي أنا وإخوتي وأصرت على تعليمنا بإحدى مدارس اللغات بالرغم من أن ذلك يشكل ويمثل عبئا اقتصادي كبيرا عليها وعلى والدي في ذلك التوقيت، ولكنها كانت دائما تقول إنها تستثمر أي مدخرات لديها في حسن تربيتنا وتعليمنا والتكوين المثالي لشخصيتنا أنا وإخوتي لأننا ثروتها الحقيقية على حد قولها دائما، لذلك كان التعليم هو الأساس قبل أي شيء وفي أوقات كثيرة شكل هذا عبئا على وضعنا الأسري والاقتصادي ولكن كان تعليمنا بالنسبة لوالدتي في المرتبة الأولى رغم كل هذه الأعباء، بالإضافة إلى أن والدتي تتمتع بشخصية منظمة وتدفعنا إلى أن نكون الأفضل، وكان جزءا من تكويننا الشخصي هو تربية والدتي الصارمة جدا حيث إنها كانت لا تقبل بأي شكل من الأشكال الخروج عن الالتزام الأخلاقي، حيث إن شخصيتها مزيج بين الحنية الكبيرة مع الصرامة الشديدة عند وقوع الخطأ أو الخروج عن إطار الالتزام الأخلاقي في أي مرحلة من مراحل عمرنا خاصة ونحن 4 إخوة ذكور، لذلك هي كانت حريصة دائما على أن نسير وفقا لقواعد انضباط صارمة.

أثناء فترة الطفولة والشباب من كان الأقرب لك والدك أم والدتك؟

والدتي كانت الأقرب حيث إن والدي كان يعمل لساعات طويلة جدا، مما أثر ذلك على غيابه عن المنزل لأوقات طويلة بسبب ظروف عمله لذلك أمي في هذه المرحلة العمرية هي من قامت بتشكيل وعيي وإدراكي وتعليمي كل شيء،  فبالرغم من أن المدرسة تساهم في جزء من تشكيل وعينا وتعليمنا ولكن البيت وخاصة الأم هي من تستكمل هذا الدور بالإضافة إلى الدور التربوي الذي تستكمله الأسرة.

وهل نستطيع القول إن والدتك هي صندوق أسرارك؟

والدتي تبنت دور الصديقة لي ولإخوتي حتى تتمكن من معرفة كل ما يدور معنا، وتتدخل بحكمة وقت الحاجة، لذلك بالفعل أستطيع أن أوصف والدتي أنها هي "الصندوق الأسود" لي وصندوق الأسرار خاصة في فترات العمل السياسي لي والتي امتدت لأكثر من 10 سنوات وكنت في عمر صغير وكانت والدتي على علم بعملي في مجال السياسة، وعملت على إخفاء هذا الأمر عن والدي في بداية الأمر لأن والدي كان يخشى علي بشدة من مخاطر العمل السياسي، وكان حريصا على ألا ننشغل بأي أمور جانبية سوى دراستنا.

وكيف استطاعت والدتك أن تغرس لديك قيم الانتماء وحب الوطن؟

من أعظم الأمور التي ركزت عليها والدتي في طفولتي أنا وإخوتي هي غرس قيم الانتماء وحب الوطن وبناء عقيدة وطنية قوية، ومنذ اللحظة الأولى كان جزءا أساسيا ورئيسيا في تربيتنا كنشء هو حب الوطن والفداء من أجله، كما أن والدتي من الشخصيات التي تهتم بالجوانب السياسية والأمور العامة وبالتالي هي غرست بداخلي وبقوة الاهتمام بالشأن العام والشأن السياسي والانتماء الوطني الجارف، لذلك كانت من أهم القواعد الرئيسية في طفولتي هي تدعيم وتوطيد العقيدة الوطنية.

هل كان لوالدتك دور في اختيارك لمجال دراستك؟

بالفعل والدتي كان لها دور رئيسي وأساسي في اختياري لمجال دراستي لأنه منذ صغري وكانت تنظر لي نظرة مختلفة عن إخوتي حيث إنها كانت تدفعني لممارسة العمل القضائي وكانت تتمنى أن أعمل بمجال النيابة العامة أو القضاء، فبالتالي من الأمور التي غرستها بداخلى وبقوة دراسة القانون لذلك التحقت للدراسة بكلية الحقوق لغة إنجليزية بجامعة الإسكندرية، وكان لوالدتي دور كبير جدا في الدفع بي تجاه مجال دراستي، وبعد التخرج عملت بالمحاماة حتى استمريت بمسيرة العمل العام والسياسي مع استمرار دعمها لي وصولا إلى مجلس النواب.

 

وأثناء مشاركتك بالعمل السياسي هل وافقت والدتك ودعمتك لذلك أم عارضت ورفضت مشاركتك؟

في أغلب الأوقات تخاف الأمهات على سلك أبنائهن العمل بالمجال السياسي، ولكن والدتي كسرت هذه القاعدة ودعمتني بالعمل السياسي خاصة في فترات صعبة لكنها حفزتني على عكس والدي الذي كان لديه بعض المخاوف والتحفظات على المشاركة في العمل السياسي، ولذلك فكانت والدتي هي فقط  من بين أسرتي من تعلم بذلك وبالرغم من مخاوفها ولكنها كانت تحاول دائما  عدم إظهار هذه المخاوف وكانت دائما تدعمني وتشجعني وتحفزني على المشاركة ودعم الوطن.

وماذا عن علاقة "الجدة" بأحفادها والتي هي استكمالا لمسيرة الحب والعطاء لوالدهم؟

بالفعل فعلاقة والدتي بأولادي هي استكمال لمسيرة عطائها لنا حيث إن علاقتها  بأحفادها علاقة قوية جدا فهي تهتم بكل شئونهم، ولهم مكانة خاصة وكبيرة لديها وتحبهم حبا جارفا وطوال الوقت تضع شئونهم ضمن أولوياتها ومهتمة بكل أحوالهم وتربيتهم على نفس قدر اهتمامها بي وبإخوتي في فترة تربيتنا.

وماذا عن دور الأم الثانية "الزوجة" في حياة النائب طارق الخولي؟

زوجتي ولاء نور الدين، هي جزء عظيم في حياتي وهي سند حقيقي لي في الحياة وهذا يرجع لأن العمل السياسي والعمل العام هو عمل صعب جدا وفيه تقلبات نفسية شديدة وإضافة إلى ذلك أنني عانيت اقتصاديا في بداية فترة زواجنا وزوجتي تحملت هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت علينا في فترات من حياتنا الزوجية، ولكنها واجهت هذه الظروف الاقتصادية والتقلبات السياسية بإيمانها الشديد بعملي، كما أنها أيضا لها اهتمامات بالعمل العام والسياسي مما أسهم ذلك في دفعها لي نفسيا ووقوفها دائما بجانبي، وهي أم عظيمة لأولادي فهي تهتم بهم وتعمل على تربيتهم وإعدادهم حيث إنها سخرت  حياتها لي ولأولادنا، فهي لديها المسئولية الأكبر بكل أمور أسرتنا وأمور أولادنا، هي من تهتم بنا جميعا ولديها تفهم وصبر وتحمل تجاه طبيعة عملي  وانشغالي الدائم خاصة بعد عملي المتواصل تحت قبة البرلمان وما يتطلبه من مجهود مضاعف بجانب العمل العام.

وماذا عن استمرار مسيرة الدعم لك من جانب والدتك وزوجتك؟

لولا دعمهما لي لم أستطع الاستمرار أو النجاح، حيث إن دعم والدتي وزوجتي لي هو الفارق معي في كل الأمور، وذلك لصعوبة العمل العام والسياسي والتغيرات الشديدة طبقا للتحديات والمتغيرات الدائمة، وبالتالي فأحتاج دائما لدعم نفسي ومساندة بشكل كبير من جانب والدتي وزوجتي وهذا الدعم يساعدني على تحمل كل التحديات ويهون علي كل الصعاب وهذه من أهم الآليات التي تساعدني على الاستمرار والنجاح والقيام بواجبي وعملي تجاه نفسي والوطن على أكمل وجه.

 

المصدر: الملف إعداد : سمر عيد -منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى- هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 280 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,770,208

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز