الملف إعداد : سمر عيد -منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى- هايدى زكى

رغم صغر سنها إلا أن تميزها ونشاطها الإعلامى وبرامجها داخل ماسبيرو وخارجه كل هذا وضعها فى قائمة المذيعات البارزات وفرض اسمها للانضمام للمجلس الأعلى للإعلام، إنها الإعلامية رانيا هاشم بنت محافظة الإسكندرية التى لم تمنعها المسافة بين العاصمة ومسقط رأسها من دراسة الإعلام بجامعة القاهرة، معترفة بفضل والدتها عليها ودعمها المستمر لها.

ومع الاحتفال بعيد الأم التقت حواء رانيا هاشم لتتعرف منها كيف أثرت والدتها فى شخصيتها، وماذا تعلمت منها، وكيف كانت سببا فى التحاقها بالمجال الإعلامى؟

فى البداية تقول: أشعر بالضعف الشديد عند التحدث عن والدتى وأكثر ما يميزها  شخصيتها الطيبة والحكمة فى إصدار القرارات وبعد النظر ورؤيتها الواضحة الثاقبة، لا تتردد ولا تخاف، قوية الشخصية لها هيبتها وثقافتها، تعلمت منها ونشأت بجوارها على حب الكلمة الصادقة الهادفة، زرعت بداخلى الصدق وحب مساعدة الغير فى صمت دون تباهى أو تعالٍ.

وتتابع: إذا تحدثت عنها فلن أتوقف فهى سر نجاحى وتفوقى خاصة فى المجال الإعلامى، فأنا بنت محافظة الإسكندرية ولم تمنعنى رغبتى فى الالتحاق بجامعة القاهرة الاهتمام بالمسافات، وكانت هى المشجع الأول والدائم لى ومحفز قوى للأمام والوصول للأفضل، وجاء اختيارى كلية الإعلام جامعة القاهرة على حساب أمى فانتقلنا إلى القاهرة وأعتبرها تضحية غالية منها لأنها ابنة الإسكندرية ومرتبطة بها وهو ما يميز سكان الإسكندرية عن غيرهم فالأمر كان عليها فى غاية الصعوبة لكنها لم تتردد لحظة وانتقلت معى لاستكمال دراستى فى القاهرة ودعمتنى بقوة.

وهل كانت كلية الإعلام رغبتك منذ البداية عندما كنت صغيرة؟

نشأت فى بيت يعرف قيمة الصحافة والإعلام، فعندما كنت صغيرة في المدرسة كنت دائما أحب المشاركة في الإذاعة المدرسية وكان أسلوبى جيدا في الإلقاء وكنت أكتب وألقى شعرا وكنت أحصل على جوائز، كما ألقيت الشعر في مؤتمرات منذ أن كان عمرى 10 سنوات فلدى هذه المهارة، ولأن موطنى الإسكندرية ومحل الإعلام القاهرة فكرت الالتحاق بالهندسة نظرا لصعوبة الانتقال لكن سبحان الله جاءت بالصدفة البحتة أننى كتبت في الرغبات كلية الإعلام.

ما الدور الذى لعبته والدتك فى حياتك المهنية والتخطيط لها؟

لعبت والدتى دورا كبيرا فى دخولى مجال الإعلام الآن لأنها كانت بعيدة النظر وعلى علم ودراية قوية بقدراتى وإمكانياتى أكثر منى، وكانت دائما تنصحنى بعدم الانسياق وراء الآخرين فى المدرسى والجامعى فعندما التحقت بكلية الإعلام اخترت قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام ثم فوجئت بعميد الكلية يطلبنى ويخبرنى أننى تغيرت رغباتى المختارة إلى قسم الصحافة فاستغربت وعلمت أن والدتى هى من غيرت رغباتى فى الكلية وتحويل مسارى إلى الصحافة ورغم ذلك لم أغضب لأنها كانت ترى أننى متفوقة فى كتابة الشعر والإلقاء وعلى قدر كبير من القدرة على الدخول فى مجال الصحافة.

وكيف بدأ مشوارك الإعلامى؟

والدتى سبب فى ذلك فبعد الالتحاق بقسم الصحافة فوجئت باختياري لإجراء حوار مع وزير الداخلية وكان وقتها اللواء حسن الألفي، وكانت المفاجأة أنني نجحت في الوصول إلى مكتبه وأجريت معه حوارا غاية في الصراحة والتصريحات الحصرية، وبعد نشر الحوار في مجلة الجامعة، علمت أن له أصداء واسعة أقام عميد الكلية إثر ذلك تكريماً لى وهو نفس الشىء الذي فعلته وزارة الداخلية ما جعلنى أتذوق طعم النجاح لأول مرة في هذه السن المبكرة، وللمفارقة أنه تكريم جاء قبل أن أبدأ حياتي المهنية أو أخطو أولى خطواتي الفعلية في دنيا الصحافة والإعلام، فالطبيعي أن نتخرج ثم نعمل ثم ننجح ثم بعد سنوات نحصل على تقدير، ولكن معي اختصر القدر المشوار ليمنحنى النجاح مبكرا وهذا ما زاد من مشقة الخطوات التالية.

ولماذا اخترت العمل مذيعة بالرغم من تخرجك بقسم الصحافة فى كلية الإعلام؟

بعد تخرجت في قسم الصحافة اتجهت للعمل الصحفى لأننى أعشق مهنة صاحبة الجلالة لكنن جذبتنى الكاميرا ووجدت فرصة للتقدم لاختبار للعمل كمذيعة، فتقدمت بقناة النيل للأخبار والحمد لله كان النجاح حليفى بعد أن التحقت بمسابقة القناة وكنت الأولى وانتقلت لقطاع الأخبار عام 1999 وشاركت فى تقديم برنامج صباح الخير يا مصر وقدمت برنامج خطوط فاصلة وبرنامج أوراق سياحية إلى جانب نشرات الأخبار، وقد علمتنى الصحافة الجرأة والقدرة على إدارة الحوار مع المصادر بمختلف أنواعها والقدرة على جمع أدواتى قبل إدارة الحوار.

الآن وبعد سنوات على دخولك المجال الإعلامى ما هى نصيحتها الدائمة لك وحكمتها التى تستعينين بها دائما، وكيف توجه لك النقد؟

أعتبرها مثلى الأعلى فى كل شيء سواء العمل أو الحياة هى والدتى التى تدفعنى للأمام دائما، وهى الناقد الأول والأساسى لى، وأحيانا يكون انتقادها لى لاذعا، وأستفيد بآرائها فى كل وقت وأتعلم منها وأعتبرها مصدرا للخبرة والحكمة ولديها مفاتيح النجاح وأحيانا فى سن معينة يشعر فيه الفرد بالاستقلالية وحب الاعتماد على النفس ولا يقبل النصيحة وخاصة من الأهل وهذا خطأ كبير فلابد الاستعانة بأصحاب الخبرة وهم الأهل "الأب والأم" والأخذ بنصائحهما والاهتمام بها وعدم الإغفال عنها وتطبيقها، ودائما تنصحنى وأستعين بما تقوله لى فى تربية أبنائى وحياتى سواء الشخصية أو المهنية وأهم نصائحها لى هى التقرب إلى الله والاستعانة به دائما ولا أخطو خطوة بدون صلاة استخارة وعدم التسرع فى أخذ القرارات، ودائما ما تتردد فى أذنى حكمتها الدائمة لى الشهيرة ’’اعمل لدنيتك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا’’، ولم أكن سأحقق أحلامى إلا بمشورتها ومساندتها ووجودها بجانبى .

ماذا عن أصعب موقف مع والدتك الذى لا يمكن نسيانه؟

بعد زواجى وانتقالى لبيت الزوجية تعرضت والدتى لحالة نفسية سيئة لن أنساها، حزنت لحزنها الشديد على  فراقى للمنزل وجلست فى منزلها لمدة شهر أو أكثر ترفض التحدث والزيارات وذلك بسبب قوة العلاقة بيننا فنحن أصدقاء أكثر من أم وابنتها، أسمعها جيدا وتنصت لى باهتمام دائما ولا أستطيع أو أتحمل خصامها فهو صعب فهى ليست سريعة الخصام وبالتالى المصالحة معها صعبة وأفضل تركها حتى تهدأ ثم أتحدث معها.

هل اختلفت الأم المصرية مع اختلاف الأجيال والأزمنة وظهور التكنولوجيا، وكيف ساهمت الوسائل الإعلامية سواء المرئية والمسموعة فى تحسين صورة المرأة؟

الأم المصرية لا تتغير هى أم جدعه تستطيع التكيف مع ظروف حياتها المالية والحياتية قوية الشخصية تساير الظروف بأقل الإمكانيات تهتم بالتغيير والتكنولوجي، لكن بالطبع هناك اختلاف بعض الشيء نتيجة المسؤليات والضغوط الزائدة عليها، فهى عاملة ومربية أجيال وتشارك وتنهض بالمجتمع ولا سبيل للتنمية بدونها وساهمت بالطبع الوسائل الإعلامية فى توثيق وتحسين صورة المرأة ولكن نحتاج إلى دعم أكبر  ولابد أن يظهر ذلك فى الإعلام وخاصة المسلسلات والأفلام وعدم اقتصارها على أنها أما المقهورة أو القوية، فهناك صور أخرى يجب التركيز عليها وإظهارها ولدينا نماذج نسائية مشرفة.

هل ترين أن جيلكم محظوظ مقارنة بالأجيال الأخرى؟

لا ينكر أحد أن جيلنا أكثر حظاً من الأجيال السابقة، فهناك اهتمام كبير بالشباب ودعم دائم من القيادة السياسية متمثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة بشكل خاص ويهتم بها فى المؤتمرات والمنتديات الشبابية ويحرص على تكريمها سواء المرأة القيادية أو المعيلة وأمهات الشهداء، كل ذلك ترجم وانعكس بشكل واضح فى تقدير مؤسسات الدولة والحكومة للمرأة والاهتمام بها فتقلدت مناصب كانت حكرا على الرجال وأثبتت قدرتها وقوتها على خوض مجالات صعبة إلى جانب الانترنت والكمبيوتر والوسائل السهلة التي لم تتوافر للأجيال الماضية ساعدت على انتشار الحدث بشكل أسرع وأصدق.

فى النهاية ما الرسالة التى توجهينها لوالدتك فى عيد الأم؟

ربنا يخليكى ليا وتكونى مبسوطة دائما بما أحققه من إنجازات فى حياتى المهنية والشخصية، وأتمنى أن تكونى سعيدة فى حياتك وتستمتعى بها .

المصدر: الملف إعداد : سمر عيد -منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى- هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 212 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,743,159

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز