كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدى حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية السيدة نجية (38 سنة) التى تعلمت حتى الثانية الإعدادية ثم تزوجت من شاب من أسرة طيبة معروفة بالكرم والطيبة وهم جميعاً من سكان إحدى الجزر الموجودة داخل النيل ووسيلتهم للانتقال هى (المعدية)، وأطلعتنا السيدة نجية على طبيعة الحياة فى تلك الجزر وهى طبيعة ريفية من حيث القيام فى الفجر والعمل فى البيت حتى غروب الشمس ورعاية والد زوجها ووالدته وحلب البقر والجاموس وتنظيف (الزريبة) ونظافة البيت والطهى، وكانت نجية سعيدة جداً لأنها تحب والدى زوجها اللذين كانا يحباها حباً شديداً ولا يأكلان إلا من يديها وأنجبت نجية ولدان ثم جاءت الابنة الوحيدة لها وكان الجد والجدة فى غاية السعادة وكان شقيق زوجها يعيش معهم والباقى تزوجوا خارج البيت أى البنات وكانت حماتها تلح على ابنها الذى يصغر زوجى بعدة سنوات لكى يتزوج لكنه كان يتهرب حتى عرف الجميع أنه يحب فتاة قاهرية من أسرة معروفة بأنها أسرة عدوانية مكروهة لكنه أصر على الزواج منها رغم معارضة والده ووالدته, وجاءت سناء العروسة إلى البيت الريفى وكانت تشمئز من كل شىء ولا تعجبها حياة الريف ثم كانت الفاجعة عندما مات والد زوجها فجأة وبعده بثلاثة أشهر ماتت حماتها وبدأت المتاعب من ناحية سناء زوجة عمران شقيق زوجها إذ كانت تريد أن يباع البيت الذى يعيشون فيه جميعاً وأن تسكن فى القاهرة، ولم يكن عمران يعصى لها أمراً ولكن فى هذا الشأن كان يلوذ بالصمت فهو يعرف أنه بيت أبيه الذى تربى فيه وأن له شقيقات متزوجات يرفضن بيع بيت الأسرة وكذلك الحال بالنسبة لى أنا وزوجى وأولادى فقد اعتدنا طوال عمرنا هذه الحياة وليس لنا مكان آخر نعيش فيه سوى بيت الأسرة!

***

واستطردت السيدة نجية.. وكانت تفتعل الخناقات بينى وبينها وتتهمنى اتهامات مهينة ويسكت زوجى ويكتفى بأن يقول لأخيه الأصغر زوج سناء: يا عمران يا خويا حوش مراتك عننا إحنا عمرنا ما طلع صوتنا فى الجزيرة، وفى إحدى الخناقات العجيبة أقسمت سناء بأنها سوف تخرجنى من البيت، وتعجبت من هذا التهديد الغريب فإن زوجى هو الابن الأكبر لوالديه وشهادات ميلاد أولادى الثلاثة تشير إلى البيت والكل يعرف أن المتاعب لم تبدأ إلا بعد دخول سناء إلى البيت، ولا أنكر أننى حاولت أنا وزوجى كثيراً أن نقنعها بأن بيت الأسرة لا يمكن أن يباع لكنها أبت واستكبرت وقالت إنها سوف تخرجنى أنا وزوجى وأولادى من البيت بطريقتها الخاصة!

***

واستطردت السيدة نجية... وفوجئنا بأنها مصممة على بيع البيت ثم كان أن افتعلت خناقة بينها وبين زوجها وغادرت البيت وهى تتوعد وتهدد، وحاول زوجى وأخيه أن يطيبا خاطرها لكنها أصرت وقالت وهى خارجة من البيت إنها سوف تخرجنا من البيت وأن البيت يجب أن يباع!

***

واستطردت السيدة نجيبة.. وبعد يومين من خروجها إلى البيت فوجئت بشرطى من المركز ينادى باسمى ولما قابلته قال إننى مطلوبة فى قسم البوليس، وتعجبت يا سيدتى إذ أننى لم أدخل قسم بوليس فى حياتى، وذهبت أنا وزوجى لنجد أن سناء زوجة شقيق زوجى قد أثبتت حالة صحية أننى ضربتها وشججت رأسها وأنها تحتاج لعلاج 21 يوماً أى أنها جناية، وبالطبع نفيت أنا وزوجى وقوع مثل هذا الأمر وطلبنا شهادة عمران أخ زوجى الذى قال بمنتهى النذالة أنه دائماً خارج البيت ولا يعرف ما الذى جرى بينى وبين زوجته، وأخذوا أقوالى أنا وزوجى وشرحنا للضابط الموقف بحقيقة لكن المحضر المرفق به كشف صحى كان قد تقيد ضدى، وأقسم بالله العلى العظيم أننى بريئة من هذا الموضوع ولم يحدث أن ضربت أحداً ولا أعرف ماذا أفعل الآن وأنا أم لثلاثة أولاد؟

***

أين كبار العائلة يا نجية؟ ولماذا وصل الأمر إلى الاتهام بارتكاب جناية؟ عليك بكبار رجال الجزيرة وأقاربكم وعليهم أن يقنعوا تلك السيدة بالتنازل عن المحضر وعليك أن تستأجرى محاميا للدفاع والاستشهاد بكل أهالى الجزيرة والله المستعان.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 318 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,764,185

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز