بقلم : إيمان العمري

 

 أصحابي الأعزاء صديقتنا غرام كانت تجلس في شرفة منزلها وهي تحتسي فنجانًا من القهوة باللبن الساخنة، وأخذت تتأمل النخلةالمواجهة لمنزلها، كانت تنظر إلى فروعها الباسقة التي تكاد أن تصل إلىالسحاب وهي على يقين أنها ليست نخلة عادية بل هي لها مهمة خاصة، إنها تحمل أمنياتنا لتوصلها للسماء.

كم أرسلت معها أحلامًا مغلفة بالدعوات الحارة وكعادة الأماني بعضها سهلة بسيطة تأتي حتى قبل الانتهاء من ذكرها، لكن الأخرى مراوغة تتعب صاحبها.

والغريب أن النوع الأخير هو مصدر السعادة الحقيقية، ففرحة تحقيق أمنية طال انتظارنا وسعينا جاهدين لتحقيقها لا يعادلها أي شيء في الوجود، إنها تكون بالنسبة لنا أشبه بالمعجزة التي تجعلنا نرقص فوق السحاب ونشعر وكأننا أمسكنا النجوم بأيدينا وبمقدار ما بذلنا من جهد وتعب وسهرنا الليالي ندعو ونبتهل إلى الله ليرزقنا بتحقيق أحلامنا المراوغة بقدر ما تملأنا السعادة ونشعر بالراحة والرضا.

وللأسف ما يتحقق من أماني بسهولة لا نشعر بها ونعتبرها مجرد أشياء تتحقق بصورة روتينة ولا تحتاج حتى إلى الاهتمام بها.

وهكذا الإنسان إذا لم يشعر بالتعب لم يعرف قيمة ما لديه حتى لو كان شيئابسيطا لا يستحق بذل أي مجهود، لكن طالما دخلالإنسان مع أحلامه في لعبة المراوغة وكلما اقترب منها وظن أنه سيمسك بها تراوغه وتبتعد ليبدأ جولة جديدة من الجهد والتعب وقتها فقط يدرك قيمة حلمه ويزداد تمسكه به ويتفانى في العمل حتى يحققه في النهاية.

ولكن يبقى السؤال هل الفرد يفعل ذلك حبا لحلمه أم تراه يعشق لعبة المراوغة التي تجديها بعض الأحلام وهذا ما يجعلها جميلة وقيمتها كبيرة؟!

المصدر: بقلم : إيمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 472 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,343

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز