بقلم د. صبورة السيد
تنشأ الرغبة فى الادخار لدى الطفل منذ الصغر لشراء ما يود من ألعاب خاصة عند تشجيع الوالدين له على ذلك، لكن كيف يمكن توظيف ذلك السلوك الفطرى لدى الأبناء فى غرس تلك الثقافة فى نفوسهم حتى ينشأوا عليها؟
إذا أردنا تعليم أبنائنا ثقافة الادخار والترشيد علينا عدم توجيه التعليمات والإرشادات لهم، لأن الأطفال مقلدين جيدين، بمعنى أنه يكتسب من المحيط الأسري الذي يعيش فيه جميع القيم والعادات والتقاليد والميولوبالتالي فإن سلوك الأب والأم يعد نموذجايحتذى به من الأبناء، ومن هنا يمكن إشراك الأبناء عند عمل ميزانية الأسرة وتحديد مصادر الإنفاق والأولويات التي يتم وضعها في الاعتبار تدريجيا حسب أهميتها ما يجعلهم ينشأون على تحمل المسئولية، وبذلك يمكن أن نجعل الأطفال يمارسون منذ الصغر عملية التخطيط والتنظيم والتدبير لأمور حياتهم،ذ وأيضا إكسابهم مهارة إدارة حياتهم بصفة عامة وهو ما يمكن تحقيقه بشراء الحصالة للأطفال والتى من شأنها غرس ثقافة الادخار فى نفوسهم مع مراعاة تعويدهم وضع جزء معين من مصروفهمحتي لا يشعروا بالحرمان.
من السهل تعليم الطفل السلوكيات الإيجابية خلالسنواته الأولى وهى ما قبل التحاقه بالمدرسة، وهذا أفضل بكثير من أن يكتسب سلوكيات سلبية قد تحتاج لمجهود كبير للتعديل، لذا لابد من وجود قدوة لتعليمه ثقافة الادخار والترشيد على أن يكون هذا الشخص يطبق تلك السلوكيات لأن فاقد الشيء لا يعطيه،فتقديم نماذج إيجابية للطفل فى مختلف السوكيات المرغوب تعليمه إياها ضرورة للنجاح فى تعويد الأطفال تلك السلوكيات.
وقد تكون منافسة الطفل في الادخار وسيلة جيدة لتشجيعه، كما أن أحد الأمور الأساسية التي تساعده على توفير المال هو البحث عن العروض الجيدة عند تسوق الآباء مع الأبناء، لذا على الوالدينإطلاع أبنائهماعلى قائمة أسعار المحلات التجارية والأسواق وكذلك متابعة العروض عبر التطبيقات أو البرامج الإلكترونية عند ذلك سيلاحظ الوالدان أن أبناءهما لديهم شغف ومهارة في ادخار المال للاستفادة من هذه العروض، كما أن تعليم الطفل ادخار المال خطوة مهمة وأساسية لأن ذلك السلوك يعد تربويا وأخلاقيا عندما يمارسه الوالدان بشكل صحيح حيث يرى الصغار فى النقود وسيلة للمتعة وتحقيق رغباتهم المباشرة إلا أن الادخار يعلمهم تقدير قيمة الأشياء التىيرغبون بشرائها والمفاضلة بين المهم والأهم فضلا عن تجنبهم التبذير.
ساحة النقاش