بقلم : ابراهيم شارود
عاشت الملكة تيى أو تيا أو تي خلال عهد الأسرة الثامنة عشروهي ابنة يويا مستشار زوجها الملك، وأصبحت الزوجة الملكية العظمى للملك أمنحتب الثالث وأنجبت منه الفرعون أمنحتب الرابع "أخناتون"، وبالتالي فهي جدة الفرعون توت عنخ آمون، وقد تم التعرف على موميائها بين المومياوات المعثور عليها في مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك، وتم الكشف عن أنها المومياء الملقبة بـ "السيدة العظيمة" بينها وذلك في عام 2010.
ولدت تيي -1398 ق.م بأخميم، وتوفت 1338 ق.م فى طيبة، وكان والدها يويا مالكاً غنيا للأراضي من أصل غير ملكي من بلدة أخميم في صعيد مصر، حيث عمل كاهنا ومشرفاً على الثيران المقدسة وقائداً للعجلات الحربية، أما والدتها تويا فقد كانت تشغل عدة مناصب دينية، وحملت ألقاباً مختلفة كمغنية الإلهة حتحور ورئيسة فناني آمون.
كان لتيي شقيق عانن، وقد كان نبياً كاهناً ثانياً للإله آمون، ويعتقد كذلك أن الملك آي خليفة توت عنخ آمون على سدة الحكم بعد وفاة الأخير هو أخ آخر لتيي، على الرغم من عدم وجود نقش تاريخي واضح أو أثر يؤكد وجود صلة بين الاثنين فإن علماء المصريات يفترضون أنه من أصول آي المنحدرة أيضا من أخميم لأنه من المعروف أنه قد بنى معبداً صغيراً مخصصا للإله المحلي، ولأنه ورث معظم الألقاب التي حملها يويا والد تيي والتي حملها في بلاط الملك أمنحتب الثالث خلال حياته.
تزوجت الملكة تيي من أمنحتب الثالث في السنة الثانية من حكمه، وقد توج هذا الزواج بسبعة على الأقل وربما أكثر من الأبناء.
كانت تيي تمارس قدراً كبيراً من السلطة خلال عهد زوجها وابنهما الذى خلفه، فقد كان أمنحتب الثالث رياضياً ماهراً وعاشقاً للخروج للهواء الطلق، ورجل دولة عظيم وكثيرا ما كان عليه أن ينظر في طلبات زواج من بناته مقدمة من الملوك الأجانب حيث كانت الأميرات الملكيات في مصر الطريق للوصول للعرش، وأصبحت تيي مستشارة زوجها الموثوق بها والمثقفة كونها حكيمة وذكية وقوية وشرسة، وكانت قادرة على كسب احترام الشخصيات الأجنبية، وكان القادة الأجانب على استعداد للتعامل معها مباشرة، وواصلت القيام بدور نشط في العلاقات الخارجية وكانت أول ملكة مصرية تسجل اسمها في أعمال رسمية.
استمرت تيي في تقديم المشورة لابنها أخناتون عندما تولى العرش بعد وفاة الملك أمنحتب الثالث في السنة 38 أو السنة 39 من حكمه، ومن المعروف أن تيي قد عاشت بعده لمدة تصل إلى اثني عشر عاما، حتى توفت فى 1338 ق.م.
ويعتقد أن الملكة تيي دفنت في مقبرة أخناتون الملكية في تل العمارنة مع ابنها وحفيدتها معكت آتون، حيث تم التعرف على شظية من المقبرة منذ وقت ليس ببعيد على أنها من تابوتها وانتهى المطاف بضريحها المذهب (الذي يظهرها مع أخناتون) في مقبرة وادي الملوك، بينما تم العثور على تمثالين من الأوشابتي الخاصين بها في مقبرة زوجها أمنحتب الثالث، وتم العثور على موميائها بجوار اثنين من المومياوات الأخريات في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني بواسطة فيكتور لوريه عام 1898، وتم العثور على الثلاثة جميعا معا ممدين عرايا في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني، ولما لم يمكن التعرف على مومياء السيدتين أعطيتاأسميتمميزين، حيث وصفت تيي بأنها "السيدة الكبيرة"، بينما كانت المرأة الأخرى "السيدة الصغيرة"، وبحلول عام 2010 كان تحليل الحمض النووي قادرا على التعرف رسميا على السيدة الكبيرة بأنها الملكة تيي حيث كانت خصلات شعرها الموجودة داخل مقبرة توت عنخ آمون مطابقة لحمض السيدة الكبيرة النووي.
ساحة النقاش