بمنتجاتهن
محمد عبدالعال
تجول الأسواق والمعارض العالمية تجذب الأنظار إليها ويدفع من أجلها المستثمرون الأموال لاقتنائها إنها منتجاتنا التراثية التي تعلن عن هويتنا وعراقتها بين الأسواق العالمية، ولأن صناعة الحرف اليدوية التراثية المصرية تعنى الحفاظ على تراثنا وهويتنا كان لها جانب كبير من اهتمام القيادة السياسية ومؤسسات الدولة حيث وجهت كل مؤسسة جزءا كبيرا من عملها لدعم هذه الصناعات في شكل معارض ومبادرات قومية لدعم هذه الحرف.
"حواء التقت عددا من رائدات الأعمال فى مجال الصناعات الصغيرة اللائى اشتركن فى المعارض التى تنظمها الدولة للتسويق لمنتجاتهن من الصناعات اليدوية التى تحافظ على الهوية المصرية.
البداية مع يسرية محروس، صاحبة خبرة الـ 20 عاما ومدربة أجيال من النساء والرجال والمصريين والأجانب، وصاحبة مركز تعليم الأعمال اليدوية، والتى شاركت فى العديد من المعارض الدولية ومثلت مصر خلالها بجانب المعارض الخاصة التى تقوم بها فى مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية والدول الأوروبية تحكى رحلتها مع الحرف اليدوية والمعارض الوطنية قائلة: بدايتى تختلف عن الآخرين فأنا لم أبدأ بصناعة الخزف والفخار لكننى اشتغلت فى مجال التسويق الذى أعتبره أهم عنصر فى بداية كل مشروع ناجح، والآن من خلال مركز التدريب الخاص بى لتعليم الأعمال اليدوية أعلم الفتيات والشباب كيفية تسويق منتجاتهم والآن اختلف الأمر عن الأعوام الماضية.
وتتابع: في بداية مشوارى عملت عضوة في الأسر المنتجة بجنوب سيناء والتى كانت تهتم بتجميع الإنتاج من صغار المصنعين والمشاركة به في المعارض، ثم تواصلت مع وزارة التضامن وبدأت أشارك بمنتجاتى خلال معارضها كديارنا ما أتاح لى فرصة البيع والشراء أكثر مع اكتساب الشهرة، ثم اشتركت بمعرض تراثنا.
أما عن المعارض التى شاركت فيها فتقول: شاركت فى العديد من المعارض الدولية وخاصة إيطاليا، بجانب المعارض المحلية كديارنا وتراثنا، فضلا عن المعارض الدولية أيضا التى أحضرها كفرنسا والبحرين وأقوم بالتسويق بشكل جيد فى الخارج، فلدى بضائع فى فرنسا وغيرها وأحضر نفسى للتسويق بشكل أكبر فى الدول العربية والأوروبية الآن.
الخيط والمسمار
من بين الكثير من الحرف والأعمال اليدوية اختارت نجلاء فتحى كامل أن تتميز فى عمل وابتكار تابلهوات بالخيط والمسمار"string art ", ويرجع اختيارها لهذا الفن نظرا لظروفها الصحية التى قررت من أجلها أن تنشغل بأعمال الهاندميد واتجهت لتعلم ال""string art وبدأت بتصميمات صغيرة من لون واحد إلى أن أتقنت العمل بالخيط والمسمار فى أشكال غاية فى الإبداع والتنوع.
وعن بداية ممارستها لهذا الفن تقول: بدأت هذه الحرفة كهواية ثم تحولت إلى مهنة، حيث بدأت بعمل لوحات من لون واحد ثم تدرجت إلى القطع الصغيرة متداخلة الألوان، ثم بدأت تدريجيا لتكبير مقاس اللوحة وإدخال ألوان جديدة من الخيوط، بعد ذلك بدأت على استحياء في عرض أعمالى على مجموعة من الأصدقاء، ثم تطورت لأنشئ صفحة على فيس بوك وأشارك في المعارض التى تنظمها الدولة.
وتتابع: اشتركت فى العديد من المعارض، فمثلا شاركت لمرتين فى معرض "ديارنا"، وواحدة فى كرافيتى، ومرتين فى معرض تراثنا، وأنوى المشاركة فى "مصر بتتكلم حرفى" ويليه المشاركة فى معرض "البازار" التابع لجهاز تنمية المشروعات، وأحاول جاهدة التطوير من نفسى وذلك باختيار تصميمات جديدة وألوان ومقاسات مختلفة عن أى شخص يعمل الـ string art وأعشق الشغل الأفريقى لأنه يعطينى فرصة أكبر فى اختيار وتداخل الألوان.
الزى السيناوى
تقول المهندسة الزراعية، صابحة إبراهيم صاحبة جمعية أهلية تعمل في مجال تدريب الشباب على الأعمال اليدوية مثال التطريز بسيناء وأحد المشاركات بمعرض تراثنا: بدأت فكرة العمل على تعليم الحرف اليدوية منذ عام 1996 وذلك من خلال إنشائى فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار، وبعد أن انتهيت من ذلك عام 2005 رأيت أنها لابد من خوض عمل تطوعي نافع لأبناء سيناء أستغل فيه تلك المواهب الخاصة بالأعمال التراثية السيناوية التي لا يجيدها سوى بدو سيناء.
وتتابع: أتاح تشغيل وتدريب عدد كبير من السيدات في الأعمال الخاصة بالزى السيناوي كالتطريز الفرصة لى لتقليل واختصار زمن بداية العمل على تصنيع الزي وتطريزه، فبعض الأنواع كانت تستغرق ثلاث سنوات في الماضي، لكن بعد إدخال أيدي عاملة مدربة تقلصت المدة، لدرجة أن بعض منتجات التطريز لم تعد تستغرق سوى أسبوع فقط.
أما عن تسويق منتجاتها فتقول: بدأت من خلال التواصل مع وزارة التضامن من خلال صندوق المشروعات متناهية الصغر عن طريق الجمعية الخاصة بى وعرض منتجاتى بمعرض ديارنا لمدة 15 عاما، ثم شاركت في معرض تراثنا، كما كنت أجمع منتجات بعض السيدات اللاتي لا تستطعن تسويق منتجاتهن وأشارك بها فى تلك المعارض، لكن فكرت فى تنظيم عدد من الدورات التدريبية التى تؤهلهن لتسويق منتجاتهن والمشاركة فى المعارض المنظمة، وبالفعل نجح عدد من السيدات فى العمل بشكل مستقل، وشاركن فى معرض تراثنا.
الهوية المصرية
من أسوان أنشأت كريمة عبده حسين، الشهيرة بكريمة بكار مشروعها لتصنيع الحرف اليدوية مثل شغل الخرز والتطريز، وتقول: بالإضافة إلى صناعة العديد من المنتجات من الخرز بمختلف أنواعه، أشغل "الطواقى النوبية"، كما أخيط وأطرز المفارش المزخرفة، وأصنع عاديات سياحية.
وتحرص كريمة على حماية التراث من الضياع وذلك من خلال تعليم الفتيات الصغيرات تلك الحرف اليدوية والتى يتميز بها سيدات أسوان.
أما عن اشتراكها فى المعارض فتقول: أشارك فى هذه المعارض منذ أكثر من 18 عاما، وسافرت إلى العديد من محافظات مصر حيث أتتبع المعارض وأماكن إقامتها لأشارك وأعرض منتجاتى خلالها.
ساحة النقاش