بقلم د. صبورة السيد
لم تكن ٣٠ يونيو مجرد ثورة قام بها الشعب المصرى بمختلف فئاته وطوائفه على نظام حكم فحسب بل كريح ذرت أحلام جماعة عاثت فى الأرض فسادا وقلبت كيدهم عليهم وجعلته فى تضليل، بينما حملت الوطن على ألواح دثر بين أمواجها المتلاطمة لتغير مجرى سفينته وتنفذه من مصير غير محمود أدركه الشعب بوطنيته وانتمائه وحبه لبلاده وهو تقسيم الأرض وتفتيت نسيج ووحدة الشعب.
ومع حلول الذكرى العاشرة لثورة الخلاص فكرت فى توجيه التحية للرئيس عبد الفتاح السيسى عبر سطور هذه المقالة على ما أنجزه فى ملف المرأة ونصرتها باعتبارى إحدى بنات حواء ألمس ما تم تحقيقه من مكاسب لبنات جنسى إلا أننى وجدت خلدى وكيانى يدفعنى نحو وقفات إنسانية بارزة فى تاريخ الرئيس منذ اليوم الأول لوجوده بقصر الاتحادية والذى أعلن خلاله أن المرأة رمز التضحية وصمام الأمام وحائط السد إلى غير ذلك من الكلمات التى حرص على ترديدها خلال خطاباته المتعاقبة.
لمسات الوفاء والمواقف الإنسانية لفخامة الرئيس للمرأة تعبر عن أصله الكريم, فهو واحد من الناس يعيش مشاكلها وحياتها، فنشأته فى حى الجمالية وبره بأمه أثرا فى حياته وانعكسا على معاملته للمرأة وتقديره لكل أم مصرية، ولم يكن هم الأوحد حل مشكلاتها فحسب بل سعى لتمكينها وإعطائها حقها فى المجتمع وتعيينها فى مناصب قيادية كوزير ومحافظ ونائب محافظ، وضاعف نسبتها فى مجالس الشيوخ والنواب والمحليات، وكذا تواجدها فى الهيئات الحكومية ومجلس قضايا الدولة والنيابة العامة.
كانت البداية من إعلان ٢٠١٧ عام للمرأة الذى اتسعت معه نظرة سيادته لقضاياها ومشكلاتها, حيث اعتبرها أساس الأسرة, فهى الأم المعيلة التى تتحمل مسئولية الأسرة فى الوقت الذى تعجز عن توفير قوت يومها, لذا أنشأ لها مشروع الدعم النقدى الأكبر "تكافل وكرامة" ليشمل الأم المعيلة وذوى الهمم وغير القادرين على الكسب، كما أتاح القروض الميسرة التى تمكنها من إنشاء مشروعها الخاص الذى يضمن لها حياة كريمة ودخلا ثابتها, ومد لها يد العون من خلال التوجيه لتوفير كافة أوجه الدعم من تدريب وتأهيل حتى تكون قادرة على إدارة مشروعها وتسويق منتجاتها.
"سد ديون الغارمات" كان أحد المبادرات الإنسانية التى وجه الرئيس إلى إطلاقها والتى أكدت على أنه الرئيس الإنسان جابر خواطر البسطاء، تلك المبادرة أدخلت الفرحة والسرور على مئات الأسرة التى غيب الديون أمهاتها فى السجون بسبب اقتراضهن إما لتوفير أقوات أسرهن اليومية أو تجهيز بناتهن، كما شملت نظرته الواسعة القضاء على العشوائيات وتوفير المسكن الآدمى الذى يليق بالأسرة المصرية وذلك من خلال إطلاق مبادرة "حياة كريمة" التى تهدف إلى الارتقاء بمستوى المعيشة للمرأة والأسرة المصرية، فضلا عن المبادرات الصحية للاعتناء بصحة المرأة المصرية من خلال الكشف المبكر عن الأمراض وتوفير الخدمات الصحية والعلاجية بالمجان.
وتتجلى أسمى معانى الإنسانية حين يكرم سيادة الرئيس أمهات الشهداء فى احتفالية كبيرة لتكون لمسة وفاء لكل من فقدت عزيزا لها من أجل أن يحيا وطنها آمنا، وفى تأكيد على أنها أب حانى لكل المصريين وجه إلى توفير وحدات سكنية لخريجى دور الأيتام، أما على الصعيد القانونى فقد أعطى المرأة -من شمال مصرإلى جنوبها- حقوقها كاملة واهتم بمشاكلها والقضايا التى تتعرض لها فى حياتها, لذا أقول شكرا فخامة الرئيس لما قمت به خلال السبع سنوات الماضية، ولسيادتكم منى وكل امرأة مصرية التحية والتقدير والدعاء بدوام الصحة والعافية والتقدم والازدهار.
ساحة النقاش