حوار: هبة رجاء
من المبادرات التي شهد لها العالم أجمع وأشادت بها الأمم المتحدة مبادرة "حياة كريمة"، تلك المبادرة العملاقة التي غيرت حياة عدد كبير من المصريين نحو الأفضل، كونها لا تهتم بالبنية التحية فقط بل ببناء الإنسان.. فما بين القرى والنجوع، والريف والحضر غيرت المبادرة الرئاسية حياة الكثيرين ورفعت مستوياتهم المعيشية وقدمة لهم الخدمات الأساسية، وللتعرف أكثر عن هذه المبادرة من وجهة نظر المرأة المصرية وما حققته من نتائج التقينا د. ليلى زيدان، الأستاذ بمركز البحوث الزراعية ومسئول مبادرة حياة كريمة بمنطقة السيدة زينب.
بداية.. ما قصتك مع العمل العام؟
منذ دخولي الجامعة كنت أهتم بشكل كبير بالعمل العام والمجتمعي، فقد كانت لي أنشطتي أثناء دراستي، بعدها انضممت لشباب المحليات، فكنا نساعد في تدريب الشباب على مسئوليات المحليات للمشاركة في انتخاباتها، وقتها من حسن حظي تقلد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، وكان من ضمن وعوده أن الشباب سيكون له وضع مختلف ومهم في المشاركة السياسية عما سبق، وحينما علمت بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، تقدمت للالتحاق به والحمد لله وفقت وتم اختياري ضمن شباب البرنامج دون أي واسطة أو مجاملة، فقط بتقديم رؤيتي كشابة مصرية.
لنعرف قارئاتنا بشكل أوضح عن ماهية هذا البرنامج؟
انطلقت فكرة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة في سبتمبر٢٠١٥، ويهدف لإعداد جيل من الشباب وتأهيلهم للقيادة كي يكونوا قادرين على تولي المسئولية وتحمل مهام العمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة، كما يهدف البرنامج لخلق كفاءات شبابية ذات وعي وطني وإدراك شامل لما يواجهه الوطن من تحديات، وقد مررنا من خلاله بمجموعة من التدريبات المختلفة في جميع المجالات سواء من الناحية السياسية والاقتصادية، وأيضا الناحية الإدارية وغيرها، فهو ينقل الشباب من خبراته المحدودة ووجهة نظره الضيقة لآفاق أوسع ووجهة نظر أشمل وأكثر استيعابا، بعدها تطرق الأمر من كوننا نخضع لمجموعة من التدريبات ليس إلا لنزولنا للمشاركة الفعلية على أرض الواقع، كالمشاركة في مؤتمرات الشباب، وبجانب مشاركتي في هذه المؤتمرات كان الحظ معي لأشارك في منتدى شباب العالم بكل نسخه.
وكيف جاءت خطوة المشاركة في مبادرة حياة كريمة؟
بدأت فكرة حياة كريمة بالعمل على وضع إجابة لسؤال كيف نغير واقع المواطن المصري للأفضل، كيف نساعده ليشعر بالإنجازات التي تحدث من حوله، في البداية كانت "حياة كريمة" تستهدف القرى والمراكز والنجوع، عن طريق توفير العديد من الخدمات والموارد المختلفة التي قد تعاني هذه المناطق من نقص فيها، ثم شملت جميع المناطق والمحافظات وعملت على تحسين جودة الحياة والتخفيف عن كل كاهل المواطنين في الأماكن الأكثر احتياجا سواء الريف أو المناطق العشوائية في الحضر وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد، لذا وجدت ضالتي في المشاركة في هذه المبادرة.
كونك المسئولة في المبادرة عن منطقة السيدة زينب.. كيف يتم تقديم المساعدة والدعم للمواطن؟
فريقي مكون من حوالي ١٣ شخصا متطوعا، ٨ فتيات و٥ من الشباب، قبل تقديم الدعم والمساعدة نقوم بعمل أبحاث ميدانية لدراسة الحالات التي تستحق هذه المساعدة بالفعل من عدمها وليس بشكل عشوائي حتى نضمن أن تصل المساعدة لمستحقيها.
وما الخدمات التي تقدمونها؟
نقدم كراتين غذائية تكفي من أسبوعين لشهر، بجانب وجبات، وبونات تصرف من أي "محل تموين"، توفير مصاريف وملابس المدارس، والأدوات المدرسية، كل هذا بجانب دعم المرأة المعيلة والتي تتولى مسئولية الأسرة بأكملها ونوفر معاش لها من برنامج "تكافل وكرامة"، بجانب تجهيز العديد من العرائس، وما أود التأكيد عليه أن هذه الخدمات لا تقدم فقط في محيط السيدة زينب بل تقدم على مستوى الجمهورية.
هل ترين أن المرأة المصرية متعاونة بشكل كاف للتطوع والمشاركة في مثل هذه المبادرة؟
دعيني أقولها بصراحة دون مجاملة أو تحيز.. المرأة المصرية لديها من الاستعداد والحماس للمشاركة في العمل التطوعي ما لا يمكن أن يوصف، فإن ضربت مثالا بالمشاركات معي في المبادرة فهن متواجدات بشكل مستمر ليل نهار طالما دعت الحاجة لهن، فالمصرية دائما وأبدا في ظهر الوطن.
هل تلمسين مردود وانطباع حياة كريمة على المواطنين وتأثيرها في حياتهم؟
في بادئ الأمر كنت متخوفة من رد فعل الناس لما نقدمه.. هل سيرفضونه أم سيتقبلون ما نقدمه لهم، والحمد لله قابلونا بسعادة وامتنان، ونحن سعداء حقا بما نقوم به من عمل تطوعي.
أخيرا.. كشابة مصرية تشاركين في المبادرات والعمل التطوعي والندوات، كيف ترين موقف الشباب حاليا في ظرف العشر سنوات الأخيرة؟
لا يخفى على الجميع أن الشباب ظل مهمشا ولا ينظر له بعين الاعتبار لفترة ما قبل عشر سنوات، حتى وإن كان له دور فهو دور ظاهري فقط وليس دورا حقيقيا سواء في مشاركته في الحياة الاجتماعية أو السياسية وغيرهما، ولكن منذ تولي الرئيس السيسي الحكم نجد من جانبه دعما كبيرا لنا كشباب، فحاليا نجد الشباب يشغل العديد من المناصب المرموقة التي كان يفتقد العمل بها من قبل كنواب محافظين من الشباب، مساعدين وزراء، نواب تحت القبة، ونحن كمنسقين ومنسقات لعدد من المبادرات، ومشاركتنا في الندوات والمؤتمرات وصناعة الأحداث والإنجازات كل هذا يوضح مدى الدعم والاهتمام من قبل القيادة السياسية لنا كشباب مصري يحب وطنه، فقط كان ينتظر الفرصة للتعبير عن هذا الحب ومنحه إياه سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ساحة النقاش