بقلم: حنان سليمان
عشر سنوات مرت على ثورة 30 يونيو وذكرى تفويض الفريق أول عبد الفتاح السيسى بمواجهة الإرهاب ويظل التاريخ يشهد للمرأة المصرية بأنها كانت فى صدارة الصفوف كعادتها فى جميع الاستحقاقات التى تلت كل من الثورة والتفويض، وأنها كانت وما زالت الرهان الفائز بوعيها وحسها الفطرى الوطنى وإعلان كلمتها وإرادتها، فقد كانت الهدف الأول للقوى الظلامية حيث استشعرت ما يهددها ويحاول العودة بها إلى الخلف ولم تخش التهديدات التى وجهت لها وشاركت بأعداد غير مسبوقة، لكن يبقى السؤال لماذا كانت مشاركة النساء بهذه الصورة فى ذلك اليوم تحديدا؟ ولماذا تصدرت المشهد؟ وماذا كانت مطالبها وأحلامها؟ وكيف تحققت؟
إن الإجابة على هذا السؤال لن يتمكن من تقديمه سوى امرأة شاركت فى هذا الحدث العظيم سواء فى ثورة الجلاء والخلاص أو جمعة التفويض، وأقول: لقد جاءت ثورة يونيو بعد سنتين من ثورة 2011، حيث سيطرت مشاعر الخوف والقلق والفقد على الجميع بعد عدة عمليات إرهابية أرادت الجماعة الإخوانية من ورائها زعزعة الأمن وإرهاب المواطنين، وأكثر من عاش هذه المعاناة كانت المرأة، فكانت أكثر فئات المجتمع خوفا وحرصا على حقن دماء أبنائها وأملا فى الأمن والأمان والاستقرار وعودة الدولة المصرية، وكان هذا هو الدافع لخروجهن بقوة وفى جميع الاستحقاقات الدستورية.
إن المرأة المصرية استشعرت الخطر والمؤامرة فى المرحلة التالية ليناير 2011 وقامت العاملة منها بدورها فى الحفاظ على مؤسسات الدولة من منطلق أنها مصدر الرزق المباشر لها وأولادها، والتزمت داخل مؤسسات العمل رغم التهديدات واستشعارها الخطر ومحاولات القوى الظلامية تحجيمها وتقويض دورها من خلال الخطاب الإعلامى المعادى وخطوات ومحاولات تقييد حركتها فى المجتمع وتقنين العديد من الممارسات وتوسيع دائرة العنف ما دفعها للمشاركة بهذه القوة من جميع الشرائح والأعمار فى أعظم ثورة فى التاريخ، بل كانت فى جمعة التفويض خط الدفاع الثالث بعد الجيش والشرطة لحماية مؤسسات العمل وأبنائها ومكتسباتها التى كافحت من أجلها مايقرب من مائة عام، وفى السنوات التالية لثورة 30 يونيو وحرب مصر ضد الارهاب الأسود قدمت أبناءها شهداء للوطن وفداء له، فهى المرأة الصلبة فى المواقف والأزمات والشدائد المقدرة لجهود الدولة الملمة والواعية بكل ما يحيط به من تحديات، لذا استحقت كل التقدير والدعم بإرادة سياسية تؤمن بقدراتها ومن ثم حصلت على حقوق ومكتسبات غير مسبوقة.
حصدت المرأة مكتسبات بفضل دستور 2014 الذى جاء منصفا لها معترفا بفضلها وبوعيها بالمخاطر التى تحيط بها ووطنها، جنت ثمار ما قدمته من أروع الأمثلة فى الصبر والتضحيات بأعز الابناء من الشهداء، فكان جزاؤها أكثر مما حلمت به على مدار السنوات الماضية من نسب غير مسبوقة فى مجلسى النواب والشيوخ، وتقلد العديد من الحقائب الوزارية والمناصب الوزارية، وفتح لها باب القضاء على مصراعيه، وخصص لها عاما، وكان لى الشرف أن اصبح عضوة –كغيرة من النائبات- تحت قبة البرلمان فى فترة أسميها وقريناتى العصر الذهبى للمرأة.
وأخيرا أقدم تحية اجلال لشعب مصر العظيم و روح شهداء مصر وقائدها، وتقدير خاص للمرأة المصرية البطل الحقيقى خلف كل الاحداث.
ساحة النقاش