حوار: شيماء أبو النصر

 

فى حياة الأوطان أيام وأحداث فارقة نتذكرها دائما ونستلهم منها القوة لمواجهة التحديات وإكمال مسيرة البناء والتنمية، "حواء" تحاور المفكر الاستراتيجي اللواء د. سمير فرج، للحديث عن ذكرى مرور 10سنوات على تفويض المصريين للجيش وقائده لمواجهة عنف جماعة الإخوان التى لم تتحمل قرار ملايين المواطنين الذين خرجوا للميادين مطالبين بإسقاط حكم المرشد وجماعته، وجاء التفويض ليخرج الملايين مرة أخرى تأكيدا على قرارهم وفرضا لإرادتهم الساعية لاستعادة مصر وطلبا من الجيش بحمايتها من بوادر حرب أهلية وعنف جماعة أرادت أن تفرض سلطتها بالتفجيرات والاعتداء على المواطنين العزل.

 

 

مع احتفالنا بمرور الذكرى العاشرة لتفويض الجيش لمواجهة عنف جماعة الإخوان الإرهابية وحتى لا ننسى.. كيف كانت الظروف السياسية والأمنية التى تعيشها البلاد قبل الدعوة للتفويض التى تم إطلاقها فى 24 يوليو 2013؟

 

فى البداية ومع اندلاع ثورة 25 يناير 2011 واستغلال جماعة الإخوان لها وقيامها بالتسلق عليها للوصول للحكم والسلطة لتنفيذ مخططهم ضد مصر وتحويلها إلى المصير المجهول، أراد الإخوان تنفيذ ذلك المخطط للقضاء على الجيش المصرى وتشكيل الحرس الثورى من ميلشيات ولائها للمرشد وجماعته وليس الوطن على غرار الحرس الثورى الإيرانى، ومن هنا رصدت الأجهزة الأمنية وصول قاسم سليمانى رجل إيران إلى مصر مرتين ومقابلته خيرت الشاطر وذلك بغرض معاونة جماعة الإخوان فى إنشاء الحرس الثورى فى مصر ووضع آليات التجنيد والتدريب والتمويل، وذلك مع تنفيذ خطة التخلص من الجيش المصرى، وفشل خيرت فى الخطوات الأولى لتأسيس الحرس الثورى خاصة مع رفض الجيش المصرى إلحاق أى عنصر إخوانى بصفوفه، وجاءت محاولة الإخوان نقل عناصر منهم للتدريب فى ايران لإعادتهم لمصر ليكونوا نواة لتشكيل ميلشيات الحرس الثورى الإخوانى المسلح، والمواطن المصرى يتذكر جيدا ما كان يحدث من محاولات استعراض القوة والتهديد بالسلاح والاعتداءات التى لحقت بالمعارضين لهم من السياسيين والمثقفين والمواطنين، كما بدأوا خطواتهم لأخونة الثقافة وغيرها من المؤسسات، وعلى جانب السياسة الخارجية فقد تسببت جماعة الإخوان فى قطع علاقاتنا الخارجية والدبلوماسية مع جميع دول العالم ماعدا الأمريكان، هذا الوضع السيئ والصعب الذى كانت تعانى منه مصر على كافة المستويات انتهى بقيام ثورة 30 يونيو المجيدة التى خلصت مصر من حكم المرشد وجماعته وسيذكر التاريخ دائما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الذى خلص مصر من الإخوان.

 

كيف كانت الدعوة للتفويض ضرورة لحماية المصريين من مخطط الجماعة الإرهابية فى إغراق البلاد فى حالة من العنف والفوضى؟

 

بعد وصول جماعة الإخوان للحكم وظهور نواياها الخبيثة فى أخونة الدولة ودفع البلاد نحو مصير مجهول تعلو فيها الجماعة ومصالحها على حساب الوطن بدأ المصريون فى إطلاق الدعوات المناهضة للجماعة ومخططاتها ومنها حركة تمرد التى جمعت توقيعات من المواطنين بالملايين بإنهاء حكم المرشد والدعوة إلى انتخابات مبكرة وهو ما حدث فى ثورة 30 يونيو ودعم الجيش للمصريين وجاءت الدعوة للتفويض أيضا استجابة لطلب وإرادة المصريين بالتخلص من الإخوان ومواجهة موجات العنف ولا يمكن أن ننسى تهديدات كوادرهم بحرق مصر والقيام بمئات العمليات الإرهابية انتقاما من الشعب، كما كانت استجابة الشعب للتفويض استجابة تاريخية لم يشهد العالم مثلها.

 

وما أهمية التوقيت، وكيف قرأت الاستجابة السريعة من الشعب لتفويض الجيش لمواجهة العنف؟

يجب أن نتوقف أمام الاستجابة التاريخية للتفويض وخروج الملايين فى جميع ميادين الجمهورية وفى جميع المحافظات للمطالبة بتفويض الجيش، هذه الملايين التى خرجت تطالب الجيش بحمايتها ومواجهة العنف وكان الشعب هنا أعزل من السلاح فى مواجهة الإخوان المسلحين وكان أى تأخير سيؤدى إلى مواجهات وحرب أهلية بين شعب أعزل وجماعة مسلحة وهو ما كان سيدخل البلاد فى نفق مظلم من التشرذم والاقتتال الداخلى وهو المستنقع الذى سقطت فيه دول كثيرة ولم تخرج منه حتى الآن، فالناس استشعرت الخطر وعرفت الخطأ الذى حدث وأدى بالإخوان إلى الحكم وأرادت تصحيح هذا الخطأ ونزلت جميع الميادين مطالبة الجيش بحمايتها من عنف جماعة الإخوان، كما كانت الاستجابة للتفويض نضجا ووعيا من المصريين تجاه مصلحة الوطن، ومن أهم الرسائل أيضا التى حملها التفويض أن الناس تحركت بوازع من ضميرها وإحساسها الوطنى بدون أن يحركهم أحد وبدون اتفاق مسبق، فالناس قررت النزول لتحقيق استقلال الوطن من الإخوان وجماعتهم.

 

انتصار مصر فى معركتها ضد الإرهاب كان له ثمن وتضحيات كبيرة قدمها الجيش والشرطة حتى ينعم المواطن بالأمن وتتحقق التنمية فى كل ربوع الوطن، فكيف نحافظ على ذلك؟

بالفعل نجحت مصر وبشهادة العالم كله فى الانتصار على الإرهاب الذى عانى منه الوطن بفعل جماعة الإخوان الإرهابية وأعوانهم وهو ما كلفنا التضحيات بالدماء وأرواح آلاف الشهداء من الجيش والشرطة، كما كلف ميزانية الدولة أيضا حتى عادت الحياة الآمنة لكل شبر على أرض مصر وهو ما نراه واضحا فى إنجاز الكثير من المشروعات القومية وإقامة المشروعات التنموية فى كل محافظات مصر حتى وصلت لشمال سيناء التى ينعم المواطن السيناوى فيه الآن بكل الأمن بعد أن روعته الجماعات الإرهابية، وقد كنت فى زيارة قبل شهر رمضان الماضى لمدينة العريش والحياة هناك متكاملة والجميع يسير ويتحرك فى أمان بعد أن كان الناس محرمين من الخروج من بيوتهم خوفا من التفجيرات أو تجنبا لتعرض الإرهابيين لهم فى الشوارع، كما نرى أثر ذلك فى عودة السياحة والتنمية الاقتصادية والاستثمار وإنشاء المدن الجديدة واستصلاح 400 ألف فدان فى سيناء وإنشاء المصانع الجديدة، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يرى أن التنمية أساس التأمين وهو ما يحدث الآن على أرض سيناء وفى كل ربوع الوطن.

 

ما الكلمة التى توجهها للمواطنين فى الذكرى العاشرة لثورة يونيو المجيدة والتفويض لمواجهة العنف؟

يجب أن تحافظوا على وطنكم فالمؤامرات عليه لم تنتهِ بعد، الوطن يواجه حروب الجيل الرابع وأهم أدواتها سلاح الشائعات والأخبار الكاذبة لإفقاد الناس ثقتهم فى أنفسهم وجيشهم وشرطتهم ووطنهم بالكامل، فلم تعد الحروب نظامية بالبندقية والدبابة ولكنها حرب إلكترونية وعلى ساحات الفضاء الإلكتروني بالأخبار المضللة الكاذبة والشائعات المغرضة، والمواجهة فى هذه الحروب تكون بالوعى للحفاظ على الوطن ومكتسباته والإنجازات التى تحققت على أرضه على مدار 10 سنوات

المصدر: حوار: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 328 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,876,893

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز