كتبت: هدى إسماعيل
هدفهن واحد.. وعدوهن معلوم.. جمعتهم الميادين.. وحدتهم الهتافات.. وعلى أجراس الكنائس وأذان المساجد تناولن الإفطار.. كانت دعوة "الفريق" إشارة البدء والإذن برفع الصوت ورفض القهر والقمع، ليجتمعن مع كل المصريين تحت راية واحدة وشعار واحد وهو "اضرب يا سيسى مرسى مش رئيسى".
عظيمات مصر.. هكذا وصفهن الرئيس عبد الفتاح السيسى وقدم لهن كل تقدير وعرفان على تلبيتهن الدعوة بالنزول إلى الميادين فى السادس والعشرين من يوليو لتفويضه للحرب على الإرهاب، ومع حلول الذكرى العاشرة ليوم التفويض التقت "حول" عددا من السيدات اللائى شاركن فى هذا اليوم المشهود للتصدى لإرهاب الإخوان وإعطاء الجيش إشارة البدء بالتطهير.
فى البداية تقول السيدة الخمسينية سناء سعد: أثناء ثورة 30 يونيو كنت ما أزال أعمل في وظيفتي وبمجرد أن ظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي معلناً انتفاض الشعب لرفض ما يحدث من الجماعة الإرهابية وجدتها الفرصة التي انتظرها حتى يعود الأمن إلى الشارع مرة أخرى، فأنا لدى 3 بنات وكن في مراحل تعليمية مختلفة وكأي أم مصرية كان يتملكني الرعب مما يحدث في الشوارع من عنف وغيره فقد وصل الأمر إلى أننى كنت أذهب بنفسي مع بناتي في كل مكان ولا اتركهن وحدهن، حتى في المنزل كنت أخاف أن يجلسن وحدهن، لذلك عندما قال السيسي "فوضوني" كنت أول من قال نعم.
أصعب من النكسة، هكذا بدأت جيلان سمير حديثها وقالت: كمصرية مسيحية كان الوضع سيئ جداً لدرجة جعلت الهجرة خارج مصر هي الحل، وبالفعل فقد هاجر أخى لكننى أنا لم أستطع أن أفعلها وانتظرت أن يتغير الحال، فالوضع كان أصعب من فترة النكسة، فالعدو الخارجي كان معروفا ولكن عندما يكون العدو جارك الذي عاش معاك أكثر من 50 عاماً لكنه تغير فجأة بعد أن وصلت جماعته للحكم فهو الأمر الأكثر ألما، لذلك عندما قالها "السيسي" في خطابه فوضوني كنت من أوائل المتواجدين في الميدان، وقلتها بأعلى صوتى "مصر لكل المصريين".
وتقول الحاجة زينب: نزلت أنا والجيران كلنا مع بعض من أجل مصر، طول العمر والبلد دي فيها كل الديانات والجميع عايش في سلام وأمان، وقت الحرب كلنا كنا يد واحدة ضد الصهاينة، لا يوجد فرق بين مسيحي ومسلم، لكن كان الأمر مختلف هذه المرة، فالعدو من بنى وطنك لكنه يختلف معك فى الفكر ولا يسمع شيئا سوى جماعته، فصوت العقل لديه كان محذوفا بأمر الجماعة، لذا كانت رسالة الرئيس بمثابة طوق النجاة لكل المصريين.
عودة مصر لأهلها
"هم وانزاح" هكذا عبرت أم صابرين، ربة منزل عن فترة حكم الإخوان وقالت: أصعب أيام مرت على مصر عندما تكون محبوس بين جدران منزلك خوفاً من العنف والتفجيرات، أو أن يقوم أي شخص بالتهجم عليك ولا تعلم لمن تلجأ، ومن أعظم نعم الله علينا الأمان والحرية وهما الأمرين اللذين فقدناهما أثناء حكم مرسي، وعندما أتذكر هذه الأيام الآن أدعو بعدم تكرارها، المصريون شعب حر ودمهم حر لا يقبلون الإهانة أو التقييد أو كتم أصواتهم، مرسي لم يكن رئيسا لكل المصريين بل لجماعته فقط، وكأن أم الدنيا أصبحت في خدمة مكتب المرشد، لذلك عندما ظهر الرئيس السيسي وقال لا لكل ما يحدث في الشعب المصري كنت أنا وزوجي وأبنائي أول الحاضرين في 30 يونيو، وعندما قال "تفويض من أجل الحرب على الإرهاب" كانت الإجابة "نعم" حتى ننقذ مصر من الضياع.
وتقول أسماء رياض، مرشدة سياحية: الوضع الاقتصادي بشكل عام إبان حكم مرسي كان سيئا والوضع السياحي كان من أصعب ما يكون، لدرجة أن والدى كان يتملكه الخوف لمجرد نزولي من المنزل خاصة وأننى لست متحجبة الأمر الذى كان يزيد من القلق في قلب والدي رحمة الله عليه خوفا أن يتعرض لي أي شخص في الشارع، وبالفعل كنت أسمع كلمات جارحة حتى وصل الأمر بأن قام رجل بشد شعري حتى ارتدي الحجاب وهو أمر لم يعتده الشارع المصري، فمصر هي بلد ووطن للجميع وليس للجماعة.
الأمر لم يختلف كثيرا مع إيمان مرعي، ربة منزل التى كانت تخاف على أبنائها الصغار ما دفعها إلى اصطحابهم إلى المدرسة ذهاباً وإياباً خوفاً من أن يحتك بهم أحد، وتؤكد إيمان أن الوضع الآن اختلف كثيرا وباتت تشعر بالأمن والأمان، وعادت مصر إلى ما اعتاد عليه المصريون، ليالى ساهرة وشوارع آمنة.
ساحة النقاش