حوار: سماح موسى

لم تتوانَ مؤسسات الدولة سواء التابعة لها أو المجتمع المدنى فى دعم المبادرات والمشروعات القومية التى تنفذها الحكومة، وبذلت كل ما لديها من جهود وإمكانيات لإنجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، ويعد المجلس القومى للمرأة أحد الشركاء الفاعلين فى مختلف المبادرات خاصة التى استهدفت المرأة والأسرة والطفل وعنيت بتحسين أوضاعهم..

د. رانيا يحيى، عضو القومى للمرأة تكشف فى هذا الحوار الجهود التى بذلها المجلس لدعم المبادرات القومية والوصول إلى الأسر الأكثر احتياجا والمرأة فى مختلف قرى ومحافظات مصر.

 

نالت مبادرة حياة كريمة إشادة المجتمعين المحلى والدولي، فكيف نجحت هذه المبادرة فى تغيير واقع الأسرة المصرية؟

غيرت حياة كريمة واقع الأسرة المصرية بما أنها المبادرة الأهم والأكبر في العالم، فهي تستهدف 58 مليون مواطن، وقد رصدت لها الدولة ميزانية كبيرة لتوفير بيئة تليق بالمواطن المصري في ظل قيادة سياسية واعية لديها إرداة للارتقاء بالوضع المعيشى للمصريين، كما أن المبادرة تهدف إلى بناء الإنسان وليس تطوير البنية التحتية فحسب، بل تسعى لتوفير حياة كريمة بكل ما تحمله من دلالة بداية من إتاحة الخدمات وتوفير فرص عمل تضمن تحسين مستوى المعيشة والارتقاء بالوضع الاقتصادى للمواطنين، كما أن القائمين على المبادرة يدركون تماما أن المرأة أساس المجتمع، لذا حظيت بنات حواء باهتمام كبير من المبادرة ومن قبلها الرئيس الذى قدم كافة أوجه الدعم لها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

وما طبيعة دور المجلس في مراحل تنفيذ المبادرة المختلفة؟

يشارك المجلس في الجانب التوعوي من خلال وفود تجول القرى والنجوع المستهدفة بالمحافظات المختلفة من خلال تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، وتفعيل دور المبادرة على أرض الواقع بتوعية المرأة وتغيير نمط حياتها والبيئة المحيطة بها، فالمجلس شريك أساسي وفاعل في مبادرة حياة كريمة وكافة المبادرات الرئاسية.

وإلى أي مدى أسهم المشروع القومي لتطوير الريف المصري فى تحسين وضع المرأة الريفية ومجتمعها؟

الريف أصل البيئة المصرية لذا اهتمت به الدولة، وكان هدفها البنية التحتية الأساسية من شبكات المياه والصرف الصحي ومد خطوط الغاز والكهرباء والاتصالات والانترنت، وتقديم  الخدمات العامة والاجتماعية كبناء المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية ومكاتب الخدمات والوحدات الزراعية والبيطرية ومراكز الخدمات الأمنية والمراكز التكنولوجية ومراكز الشباب أو تطوير القائم منها، بالإضافة إلى توفير فرص تعليم وعمل بجانب التمكين الاقتصادي، علاوة على تحديث وتطوير قطاع الزراعة وتشجيع التصنيع الزراعي، وهذا كله لا شك أنه ينعكس على وضع المرأة والمجتمع ككل، وهو أحد صور التمكين الاجتماعى للمرأة والذى يعد توفير الخدمات وإتاحتها أبسط أشكاله.

"تكافل وكرامة" أكبر برنامج دعم نقدى نفذته الدولة فى تاريخها، كيف شارك المجلس فى تنفيذه؟

استهدف البرنامج الذي أطلقته وزارة التضامن الاجتماعي الأسر الأكثر احتياجا من خلال تقديم منح مادية لها وغير القادرين، وتم تنفيذ ذلك بناء على قاعدة بيانات ساهمت فى إعدادها كافة الجهات المعنية، وفى اعتقادى أن البرنامج من أكثر الجهود التى لمس المواطن مردودها الوقتى، وليس معنى ذلك أنه نجح فيما لم ينجح فى تحقيقه غيره من المبادرات لكن كان تأثيره آنى وليس على المدى البعيد، وهو ما وجده المواطنون أيضا فى منظومة التموين التى طورتها الحكومة، وكذا المبادرات الاجتماعية التى تقدم مساعدات عينية.

وماذا عن المبادرات التي أطلقها المجلس لدعم الأسرة؟

أطلق المجلس القومى للمرأة مجموعة من المبادرات من بينها "التاء المربوطة، كوني، مراكب النجاة، لأني رجل، وطرق الأبواب"، بالإضافة إلى المبادرات الصحية، والاجتماعية والتى استهدفت التصدى للعادات الاجتماعية السلبية كزواج القاصرات وختان الإناث والعنف الأسري والتحرش، ويقوم المجلس بدور الناصح الأمين للمرأة في مكان تواجدها مع اختلاف الثقافات والبيئات وذلك بالتعاون مع الرائدات الريفيات وراهبات الكنائس وواعظات الأوقاف اللائى لا يبخلن بجهدهن فى إنجاح ما يطلقه المجلس من مبادرات أو حملات، أما عن المبادرات الاقتصادية فأذكر "الشمول المالي، وتحويشة" وغيرهما من المبادرات التى قدمت الدعم للمرأة لإقامة مشروعها الخاص.

ماذا عن مبادرة مطبخ المصرية التي أطلقها المجلس القومي للمرأة؟

مبادرة مطبخ المرأة المصرية مهمة لأنها تساعد المرأة ماديا، حيث يتم تدريبها على يد أحد الطهاة الماهرين بالمحافظة التي تسكن فيها لتتعرف على طرق التخطيط وطلب وإعداد وتجهيز الأغذية للولائم الكبرى والوجبات الجاهزة وطرق حساب الكميات الاقتصادية والالتزام بمعايير جودة الغذاء والتخطيط للقوى العاملة المساعدة في المطبخ، وكيفية تسويقه كمشروع لإفادة المرأة ماديا، والتى من شأنها تحسين دخل المرأة ورفع مستوى أسرتها الاقتصادى.

وكيف يمكن للمرأة تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الامتيازات التي تمنحها لها القيادة السياسية؟

معرفة الحقوق والواجبات هى الخطوة الأولى للاستفادة مما تقدمه الدولة، بجانب أهمية تعزيز قيمة العمل لدى السيدات والتعليم، ويظل الوعى هو البطل الأول والأخير فى القضاء على كافة أنواع العنف الممارس ضد المرأة جنبا إلى جنب مع التشريعات والقوانين التى أصدرتها الدولة فى الآونة الأخيرة، والتى أعتقد أنها وحدها غير كافية لتغيير ثقافات مجتمعية وعادات ضربت بجذورها فى أجيال متعاقبة.

المصدر: حوار: سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 408 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,876,916

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز