بقلم: إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا رضوى كانت تقرأ قصة الكاتب الكبير توفيق الحكيم "الدنيا رواية"، وهي عمل خيالي يعالج بسخرية فكرة تناسخ الأرواح وأن بعد الموت يمكن أن تعود روح الإنسان في جسد آخر والبداية مع قصة حب تكلل بالزواج، لكن الزوج يتوفى فتنتحر زوجته ويطلبان من الملائكة أن يعودا مرة أخرى للحياة في صورة جديدة ليكونا معا ثانية، لكن في هذه المرة تتحول حياتهما إلى جحيم ويصبح كل طرف لا يطيق الآخر.
ابتسمت رضوى وهي تنتهي من قراءة القصة وسألت جدتها عن ماذا لو أتيحت للعلاقات فرصة ثانية هل تعود كما كانت؟
أجابتها الجدة بأن وجهة نظرها لن تختلف كثيرا عن الحكيم، فأي علاقة بين اثنين سواء صداقة أو زمالة أو حب أو زواج لا تتم في إطار منعزل وإنما هي نتيجة مجموعة من العوامل والظروف التي تشكلها، ومن الصعب أن يخرج أي طرف عن تلك الأطر الموضوعة لعلاقاته، ولذلك عندما تنتهى أي علاقة أو حتى يختلف شكلها نتيجة لظرف معين لا تعود كما كانت، فمثلا لو اثنان من الأصدقاء سافر أحدهما وعاش في منطقة مختلفة وعاد مرة أخرى بعد عشر سنوات وقتها هل علاقته بصديقه ستكون كما هي؟!
من المؤكد ستختلف وربما تكون فترت ولا وجود لها حتى لو كان بينهما اتصالا طوال فترة الغياب، فإن التغيرات التي طرأت على حياة كل شخص نتيجة للبيئة التي عاش فيها وظروفها كل ذلك سيجعل من الصعب استعادة العلاقة مرة أخرى فكل واحد فيهما لعب دورا جديدا في دنياه.
ابتسمت لها رضوى هكذا كما يرى الحكيم نحن لسنا أكثر من ممثلين نؤدى أدوارا على مسرح الحياة.
ساحة النقاش