كتبت: هايدي زكي

تنازلات وتضحيات كثيرة يقدمها المقبلون على الزواج لإتمام الارتباط وأغلبها مادية وذلك حتى يتمكنوا من إقامة عش الزوجية، فما وجهة نظر الشباب في الأمور التي يمكن الاستغناء عنها في تكاليف الزواج، وما المقبول منها والمرفوض؟

البداية مع عبد الرحمن محمد، مهندس كهرباء ويقول: الحب هو الأساس، فإذا كان هناك مشاعر طيبة بين الطرفين، فالتنازلات المادية مطلوبة خاصة مع ارتفاع الأسعار، فلابد أن يكون هناك اتجاه آخر كبديل للشبكة وحفلات الزفاف باهظة التكاليف، وهنا على الأهل  دور كبير للتيسير على الشباب وعدم التعنت في الشكليات.

أما هبة محمد، حاصلة على بكالوريوس تجارة فتقول: لا مانع لتقديم التنازلات لكن إذا كان الطرف الآخر يستحق ويقدر ذلك فليس هناك أدنى مشكلة فى العيش بشقة متواضعة تتفق مع إمكانات العريس والاستغناء عن بعض قطع الأثاث مثل النيش وأدوات المطبخ غير المستخدمة.

 وتقدم ريتاج إبراهيم -25 عاما- ليسانس آداب تجربة حقيقية وتقول: وافقت على عدم شراء بعض قطع الأثاث بسبب صغر مساحة شقة الزوجية ولم أشعر بأي ضيق، فقد اتبعت الأسلوب العملي وفقا للإمكانات المتاحة وهذا النهج سأستمر فيه حتى أتمكن من تحقيق كل ما أتمناه في حياتي مع زوجي فالمهم الجوهر وليس الشكليات.

إذا كان هذا هو رأي الشباب فكيف يرى الأهل فكرة التنازلات المادية؟

يجيبنا على ذلك إبراهيم خليل -56 عاما- موظف ويقول: لا أوافق على كلمة تنازلات لكن عند زواج ابنتي وافقت على إمكانات العريس المادية، فالمهم أخلاق الشخص وليس مستواه المادى، وعلى ذلك يمكن التضحية بالعديد من الكماليات أو الشكليات لإتمام الزواج وعدم الوقوف على أمور لا داعي لها.

وترى همت حسن -ربة منزل- وأم لثلاث بنات أن هناك تغيرا في عقلية الشباب، فاهتمامهم الآن ليس بالمتطلبات المادية لكن فى حسن الاختيار، وتقول: اختلفت طريقة التفكير سواء بالنسبة للأهل أو الشباب في الأمور الخاصة بتكاليف الزواج فأصبح قبول الزوج وفق إمكانياته ومراعة ظروفه سلوك متبع عند الوالدين.

تنازل بحوار ومناقشة

ترى د. سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث أنها ما تتغاضى عنه العروس من واجبات زوجية يتحملها العريس ليست تنازلات لكنها أفكار ومقترحات لتسهيل تكاليف الزواج ولا مانع من الاستعانة بها وتوفيرها وتطبيقها وإظهار النماذج التى أقدمت عليها.

وتقول: مراعاة ظروف الآخر وقدراته وإمكانياته المادية أمر لا غنى عنه فى ظل الظروف التى يمر بها العالم ككل، فالأسعار عالميا مرتفعة وبالتالى تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على كل المتطلبات خاصة بناء عش الزوجية لأنه من أصعب الأمور ومكلف ماديا بشكل كبير، فعلينا الاهتمام بالأساسيات والبحث عن الطلبات المهمة والتى لا غنى عنها للطرفين. 

وتضيف: على الطرفين التفاهم والاتفاق على ما يمكن الاستغناء عنه، ويمكن القول إنه إذا كان لابد من التنازل والتضحية فعلى الطرفين الجلوس والتحاور والمناقشة للوصول إلى حلول وسط، فمثلا يمكن لطرف الاستغناء عن إتمام فرح ولكن هناك طرف آخر لا يمكن الاستغناء عنه فهو حلم حياته وسيشعر بالتقليل والنقص والحرمان إذا فقده، لذلك علينا عدم فرض آرائها وطموحاتنا ولكن بالحوار نصل لبر الأمان، وعلينا قبل أن نقدم التنازلات والتضحيات التأكد من الاختيار وأن الطرف الآخر يستحق التنازل والتضحية.