كتبت: إيمان العمري

أحيانا يتملكنا الغضب لنجد أنفسنا وقد انفجرنا كالبركان الثائر، ولا ندرى ماذا نقول وسط الصرخات والأصوات العالية التي تصدر منا كطلقات المدافع، فما الذي يمكن أن يجعلنا نصل إلى تلك المرحلة، وكيف يتحكم الشخص في انفعالاته ولا يقع في مصيدة المشاحنات؟

تقول وفاء الشاطر، خبيرة التنمية البشرية: هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الشاب وتجعله يتعامل مع الأمور بهدوء أو بعصبية وهذه المؤثرات هي البيئة المحيطة به منذ أن كان جنينا في بطن أمه ومؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة وما إذا كانت تتعامل معه بحزم زائد أم تتيح له قدرا من الحرية، فضلا عن طبيعة المرحلة العمرية للشباب وهي تتسم بالاندفاع، ونأتي بعد ذلك إلى نقطة مهمة وهي المعتقد الفكري والعقائدي للشخص وما يراه يستحق الانفعال من أجله والغضب، وهذا يرتبط بمدى وعي الفرد وقدرته على الفهم الصحيح لطبيعة الأشياء، فهناك الكثيرون الذين ينفعلون نتيجة للفهم الخاطئ ما يجعل الأمور تتفاقم بلا معنى. 

تدريبات مهمة

تقدم الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية بعض التدريبات للسيطرة على الغضب وهي:

- تغيير الوضع المادي الذي عليه الفرد مثلا يقف إن كان جالسا أو العكس.

- يأخذ نفسا عميقا قبل أن يرد على ما يثير أعصابه.

- يقوم بالعد العكسي من عشرة إلى واحد.

- يفكر في الكلمات التي يسمعها جيدا، ويعي الموقف هل هناك من يريد أن يستدرجه في شجار وقتها الردود الدبلوماسية وغير المحددة هي الأفضل.

وتضيف أن تلك التدريبات تصلح فقط مع الشخص العادي، لكن هناك من لديه مخزون عاطفي سلبي يجعله دائما في حالة دفاع عن النفس ما يجعله يتعامل مع أي كلمة بعصبية, إضافة إلى أن مرحلة الشباب وما تتسم بها من اندفاع ومحاولة إثبات الذات تجعل الشاب لا يتقبل النصائح التي تأتي له بشكل أوامر بل قد يثور عليها, لذلك من الأفضل أن يتم التوجيه بشكل غير مباشر والابتعاد عن أسلوب الأمر والنهي الذي قد يكون مستفزا بالنسبة له.

نمط شخصية

يفرق د. جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية بالمستشفيات العسكرية بين حالتين وهما أن يكون الانفعال والعصبية حالة متغيرة وليست من طبيعة الشخص وهنا قد تكون ناتجة عن إصابته باكتئاب أو تناوله أنواع معينة من الأدوية أو يكون وقع في دائرة الإدمان، أما الحالة الثانية فهي تعد نمط شخصية الفرد، فهناك شخصيات انفجارية لا تستطيع السيطرة على انفعالاتها وهي تحتاج لمساعدة للسيطرة على الجهاز العصبي من خلال جلسات التهدئة وهي تتم كالتالي:

- ينام الفرد وإن كان جالسا يضع يده على ساقيه ويغمض عينيه.

- لا يتعرض لإضاءة مباشرة.

- يتنفس من الفم 30 مرة وبعدها من الأنف لمدة عشر دقائق.

يقوم بهذا التدريب مرتين في اليوم ثم مرة مع الابتعاد عن السجائر والأدوية التي تثير الأعصاب وتناول المشروبات المهدئة كاليانسون وتناول الأكل الصحي.

ويؤكد أنه من المهم أن يدرك الشخص أنه غير قادر على السيطرة على أعصابه، وأنه قد يعرض من حوله لأذى بدني ويطلب المساعدة حتى يستطيع تعديل سلوكه. 

المصدر: إيمان العمرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 767 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,785,002

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز