أصحابي الأعزاء صديقتنا مرام كانت تتحدث مع جدتها عن شعورها بالملل من دوامة الروتين اليومي الذي تعيش فيه، والذي لا يتفق مع مرحلتها العمرية، فهي شابة في النصف الثاني من العشرينات وفجأة وجدت حياتها وقد انحصرت بين البيت والعمل ولا تجد لنفسها غير وقت ضئيل جدا.. لذلك هي قررت أن تخرج من تلك الدائرة الجهنمية وتقوم بتغيير شامل لحياتها.
كانت الجدة تستمع لحفيدتها باهتمام كبير لكل ما تقوله، ثم ردت عليها بأن التغيير الشامل ليس من السهل القيام به، وكثيرا بعد أن نتحمل أعباء هذا التغيير وتبعاته سواء كان في البدء من جديد في مكان عمل آخر أو حتى في دراسة تخصص جديد والعمل به بعد كل ذلك نجد أنفسنا وقد وقعنا مرة أخرى في دائرة الروتين الجهنمية وأصبنا بالملل.
سألتها مرام بحيرة "وما العمل إذن؟"
ردت الجدة بأن الوصفة السحرية للتخلص من ملل روتين الحياة هي التجديد المستمر، وحتى يتحقق لنا ذلك علينا أن نجدد حياتنا على مراحل صغيرة ومحددة بفترة زمنية، فكل مدة نقوم بشيء جديد كتعلم مهارة ما، أو ممارسة هواية نحبها، دراسة تخصص مرتبط بمجال عملنا، وهكذا مع الوقت سنتعرف على أشياء كثيرة، وسنقابل أشخاصا عديدة، وقتها سنجد حياتنا بعيدة كل البعد عن الروتين اليومي.
وأضافت الجدة مؤكدة أن علينا إدراك حقيقة أن الملل في الغالب ينبع من داخلنا نحن الذين نحول أي شيء إلى مجرد جزء من الروتين اليومي في حين لو نظرنا إلى ما نفعله على أنه يمكن تجديده باستمرار، ولا شيء يبقى على حاله لأن الحياة أساسها التغيير الدائم وقتها سنشعر بالشغف ونتخلص من الملل.
ساحة النقاش